محمد الرخا - دبي - الأحد 28 أبريل 2024 03:07 صباحاً - غادرت السفينة ذات الصواري الثلاثة ميناء بيريوس من أثينا، حاملة الشعلة الأولمبية، في رحلة عبر البحر الأبيض المتوسط إلى مرسيليا الفرنسية، حيث من المقرر وصولها في 8 أيار/ مايو المقبل.
وقالت صحيفة "لوموند" الفرنسية، إن تاريخ السفينة غني يمتد على مدى ثلاثة قرون، حيث شهدت "بيليم" أحداثًا مهمة، بدءًا من ثوران بركان جبل بيليه وحتى حربين عالميتين، والتحول الزلزالي في اليابان.
وانطلقت السفينة الفرنسية الشهيرة ذات الصواري الثلاثة من ميناء بيريوس في 27 نيسان/ أبريل، وتزن 800 طن من الخشب والفولاذ، وأبحرت إلى مرسيليا، لتبدأ إحدى أطول رحلاتها البحرية، وعلى متنها الشعلة الأولمبية.
وفي اليوم السابق، سُلِّمَت الشعلة إلى الوفد الفرنسي في ملعب باناثينيك في أثينا، موقع أول دورة ألعاب أولمبية حديثة في عام 1896، والآن، تجد الشعلة نفسها على متن السفينة "بيليم"، داخل فانوس عامل منجم، وعلى استعداد لإشعال الشعلة.
ممرات تاريخية وحفل افتتاح
وبحسب الصحيفة، تمتد هذه الرحلة لمسافة 1000 ميل بحري، مع تخطيط دقيق واضح في التفاصيل كلها، ومع تسليم الشعلة بشكل احتفالي، يُلَاحَظ التوقيت الدقيق حتى الدقيقة، وسط عرض أوركسترا لقاعة مدينة بيرايوس، تُقَدَّم الشعلة للجمهور وكبار الشخصيات، بما في ذلك المسؤولين الرياضيين الأولمبيين.
وأضافت أنه بتوجيه من الربان أيميريك جيبيت، من المقرر أن تبحر سفينة "بيليم" عبر الممرات التاريخية، بما في ذلك قناة كورينث التي اُفْتُتِحَت خصيصًا لمرورها.
ومع رفع الأشرعة أحيانًا للمساعدة على المناورات، ستجتاز السفينة البحر الأيوني، مروراً بمضيق ميسينا قبل الوصول إلى مضيق بونيفاسيو، المعروف بتياراته القوية.
وطوال الرحلة، تظل الشعلة، التي يحرسها ثلاثة من أفراد الطاقم على مدار الساعة، هي النقطة المحورية التي ترمز إلى التضامن والوحدة والسلام المشترك بين البحارة وخارجهم.
مسيرة الشعلة في أنحاء فرنسا لمدة 68 يوما
وبحسب "لوموند"، يتوقع أن يحضر نحو 150 ألف مشجع حفل استقبال الشعلة في ميناء مرسيليا القديم الذي سيستضيف مسابقات الشراع الأولمبية، وسيكون مركز انطلاق مسيرة الشعلة في أنحاء فرنسا لمدة 68 يوما.
وسيصعد آخر شخص يحمل الشعلة في مرسيليا على سطح ملعب فيلودروم في التاسع من أيار/ مايو، وتنتهي مسيرتها في باريس يوم 26 تموز/ يوليو بإضاءة المرجل الأولمبي خلال حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الذي سيقام على امتداد نهر السين.
ويأمل منظمو دورة باريس، أن يكون حفل الافتتاح الذي سيشهد إبحار 160 قاربا تقل رياضيين من جميع أنحاء العالم لمسافة ستة كيلومترات نحو برج إيفل "مذهلا".
وسيشاهد حوالي 300 ألف شخص الحفل من ضفتي نهر السين، بينما يتابعه الجمهور العالمي عبر شاشات التلفزة.
ومن المقرر أن تكون قوات الأمن في البلاد في حالة تأهب قصوى في أثناء إقامة الألعاب الأولمبية على خلفية الحربين في أوكرانيا وغزة.
يشار إلى أن الحكومة الفرنسية طلبت من نحو 45 دولة أجنبية المساهمة بعدة آلاف إضافية من أفراد الجيش والشرطة والمدنيين للمساعدة على توفير الأمن والحماية لأولمبياد باريس.