اختبار بالذكاء الاصطناعي قد يكشف هشاشة العظام قبل 8 سنوات من الإصابة

محمد الرخا - دبي - السبت 27 أبريل 2024 06:03 مساءً - كشفت مجموعة من الأبحاث عن تقنية محتملة للكشف عن هشاشة العظام، باستخدام اختبار دم جديد مدفوع بالذكاء الاصطناعي (AI)؛ مما يوفر القدرة على تحديد بداية التهاب مفاصل الركبة لمدة تصل إلى ثماني سنوات قبل اكتشاف الضرر الهيكلي بالأشعة السينية. وتشير هذه النتيجة الرائدة، بحسب موقع livescience، إلى حدوث تحول في التشخيص المبكر والتدخلات الوقائية لهذا الاضطراب المشترك السائد.

Advertisements

وقد قام فريق من الباحثين بقيادة الدكتورة فيرجينيا بايرز كراوس، أستاذ الطب بجامعة ديوك في ولاية كارولينا الشمالية، بفحص عينات الدم من 200 امرأة بيضاء بدون أعراض، اعتبرت في البداية منخفضة المخاطر للإصابة بالتهاب مفاصل الركبة. تم تقييم هؤلاء النساء بحثًا عن عوامل الخطر التقليدية، مثل إصابات الركبة السابقة أو العمليات الجراحية، للتأكد من استعدادهم. وبعد ذلك، وباستخدام تقنية تحليل الدم المتطورة التي تركز على البروتينات المنتشرة، حدد الباحثون ستة بروتينات منقولة بالدم قادرة على التنبؤ بدقة بتطور التهاب مفاصل الركبة في غضون عقد من الزمن.

 ومن اللافت للنظر أن الاختبار أظهر إمكانية التنبؤ بالمرض قبل ما يصل إلى ثماني سنوات من طرق الأشعة السينية التقليدية، والتي تعمل حاليًا كمعيار ذهبي لتشخيص هشاشة العظام. وتؤكد الدكتورة كراوس على الدور المحوري للاكتشاف المبكر، مشيرة إلى أهميته في تنفيذ التدابير الوقائية التي تهدف إلى التخفيف من تطور المرض. كما أن تعديلات نمط الحياة، بما في ذلك ممارسة الرياضة وإدارة الوزن، إلى جانب أدوية تخفيف الأعراض، تقدم استراتيجيات ملموسة لمنع العواقب المنهكة مثل الألم المزمن والإعاقة.

علاوة على ذلك، فإن احتمال التدخل المبكر هو بمثابة منارة أمل للتقدم العلاجي في المستقبل. لذا؛ تؤكد الدكتورة كراوس على إمكانية استغلال العلاجات المستهدفة التي تركز على بروتينات الدم المحددة المرتبطة بالتهاب المفاصل العظمي، مما يشير إلى تحول نموذجي نحو طرق وقائية أكثر فعالية.

وتظهر هشاشة العظام، التي تصيب أكثر من 32.5 مليون بالغ في الولايات المتحدة وحدها، في المقام الأول في المفاصل التي تحمل الوزن مثل الركبتين، والتي تتميز بتدهور الغضاريف والتغيرات اللاحقة في العظام. ورغم أن الالتهاب كان يُنظر إليه تاريخيًّا على أنه مرض مستهلك، فإن الأدلة الناشئة تؤكد على الدور المحوري الذي يلعبه الالتهاب في التسبب في المرض؛ مما يمهد الطريق أمام أساليب التشخيص التي تعتمد على العلامات الحيوية.

 وقد استخدمت الأبحاث الذكاء الاصطناعي لتمييز ملفات البروتين المميزة التي تشير إلى ظهور التهاب المفاصل العظمي في المستقبل. ومن خلال تحليل عينات الدم التي تم جمعها قبل سنوات من التشخيص السريري، حدد الباحثون البروتينات الرئيسة المرتبطة بالالتهاب، وهي الجوانب الحاسمة لتطور المرض. ومن الجدير بالذكر أن الدقة التنبؤية لاختبار الدم تجاوزت المتنبئين التقليديين مثل مؤشر العمر وكتلة الجسم (BMI)؛ مما يؤكد قدرته على تغيير قواعد اللعبة التشخيصية.

وعلى الرغم من الخطوات الواعدة، فإن التطبيق السريري الوشيك لاختبار الدم لا يزال مشروطًا بمزيد من التحقق من الصحة في مجموعات سكانية متنوعة، بما في ذلك الرجال والأفراد من أعراق مختلفة. وتؤكد الدكتورة كراوس على ضرورة إجراء التدقيق الدقيق والتجارب السريرية اللاحقة للتأكد من فعاليته وسلامته على مستوى العالم.

 وبهذا، يبشر ظهور اختبار الدم المدعوم بالذكاء الاصطناعي بعصر تحولي في إدارة التهاب المفاصل العظمي، مما يوفر منارة أمل للكشف المبكر والتدخلات الشخصية. ومع تقارب المساعي البحثية لتحسين دقة التشخيص والفعالية العلاجية، فإن احتمال تجنب ويلات هشاشة العظام يصبح ملموسًا بشكل متزايد، مما يعد بتحسين نوعية الحياة للملايين في جميع أنحاء العالم.