بعد انسحاب "أفريكوم" من النيجر وتشاد.. هل يخضع الساحل الأفريقي لروسيا؟

محمد الرخا - دبي - السبت 27 أبريل 2024 06:03 مساءً - بدأت القوات الأمريكية "أفريكوم" بالانسحاب من تشاد، بعد أيام من سحب قواتها ووقف أنشطتها العسكرية في النيجر المجاورة؛ ما ذكَّر كثيرين بما حدث مع فرنسا عندما تم طردها من دول الساحل الأفريقي.

Advertisements

ويرى خبراء أن طرد القوات الفرنسية والأمريكية من منطقة الساحل الأفريقي يعكس تقهقر النفوذ الغربي في غرب أفريقيا، وهي المنطقة التي قد تصبح خاضعة تماما لروسيا التي تعزز تواجدها بشكل كبير هناك.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، الجنرال بات رايدر، في مؤتمر صحافي، إن "القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا أفريكوم تدرس حالياً إعادة تمركز بعض القوات العسكرية في تشاد، التي كان من المقرر بالفعل مغادرة جزء منها".

وأضاف رايدر أنها "خطوة مؤقتة في المراجعة المستمرة لتعاوننا الأمني، التي ستستأنف بعد الانتخابات الرئاسية في تشاد".

وقال الخبير العسكري التشادي موسى عيسى، إن "انسحاب الولايات المتحدة من تشاد جاء بسرعة عكس ما حصل مع النيجر؛ ما يعطي في اعتقادي انطباعا بأن واشنطن تتابع عن كثب تطورات موقف إنجامينا من الغرب حيث هناك تحولات مهمة تم رصدها أخيرا".

وأوضح عيسى لـ "الخليج 365" أنه "منذ زيارة رئيس المرحلة الانتقالية إدريس ديبي إنتو إلى روسيا قبل أشهر بدا واضحا للولايات المتحدة أن تشاد قد تنضم إلى الدول المتحالفة مع روسيا في منطقة الساحل؛ لأن ديبي براغماتي عكس والده، ويدرك أن تحولات المنطقة تفرض ذلك".

ولم يستبعد الخبير العسكري أن تبرم بلاده اتفاق تعاون عسكري مع روسيا، مؤكدا أن "تشاد في حاجة لمعدات عسكرية متطورة للتعامل مع أي قوة ستتعاون معها سواء واشنطن أو موسكو أو باريس، لذلك قد تلجأ إلى روسيا بعد سنوات طويلة من التحالف مع القوى الغربية".

ومن جانبه، قال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية محمد الحاج عثمان، إن "الغرب يفقد كل أوراقه في الساحل الأفريقي تباعا، بعد سنوات من الفشل على عدة مستويات سواء العسكرية أو التنموية أو الاقتصادية أو غير ذلك".

وبين عثمان لـ "الخليج 365" أن "ما حدث في تشاد كان مفاجئا للجميع، لم يكن أحد يتوقع أن تشاد التي تعتبر حليفا لفرنسا والولايات المتحدة ستتجرأ على دعوة واشنطن لسحب قواتها واستجابة الأخيرة سريعا، لكن يبدو أن مياها كثيرة جرت تحت جسور الدبلوماسية والسياسة الرسمية التشادية".

وشدد المحلل على أن "الغرب خسر 4 حلفاء الآن في الساحل الأفريقي وهم بوركينافاسو، ومالي، والنيجر، وتشاد وهذا يعني نهاية مرحلة امتدت عقودا كان فيها الغرب المهيمن الرئيس على المنطقة، أعتقد أنها نكسة تاريخية للغرب''.