موجة الحر تفاقم معاناة النازحين الغزيين في الخيام

محمد الرخا - دبي - الجمعة 26 أبريل 2024 10:10 مساءً - تزيد موجة الحر التي ضربت قطاع غزة، من معاناة النازحين الغزيين في الخيام التي تؤويهم بعد أن اضطروا للنزوح من منازلهم إلى وسط وجنوب القطاع، إثر الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ سبعة أشهر.

Advertisements

ومنذ يومين، يقع القطاع تحت تأثير موجة حر غير مسبوقة، تأثر بها جميع السكان والنازحين، الذين يعانون من ظروف معيشية وصحية صعبة للغاية بسبب الحرب، خاصة أن خيامهم تفتقر لأدنى مقومات الحياة الإنسانية.

معاناة كبيرة

وقال محمد القريناوي، أحد النازحين من غزة إلى مدينة دير البلح، إنه وعائلته عانوا بشكل غير مسبوق من موجة الحر المتواصلة في القطاع، لافتًا إلى أن الخيام التي نزحوا إليها تزيد من معاناتهم.

وأوضح القريناوي، لـ"الخليج 365"، أن "الأوضاع في الخيام لا تطاق بسبب موجة الحر، خاصة أن الشوادر التي بنيت بواسطتها تزيد من درجة الحرارة، وفقدان المياه ووسائل التبريد أثرت على النازحين".

وقال: "كنا في السابق نستخدم المراوح وأجهزة التكييف في منازلنا، أما اليوم ومع موجة الحر والبنية التي تتكون منها الخيام، فإن الوضع صعب للغاية"، مبينًا أنهم يعتمدون على الأطباق البلاستيكية والأدوات التقليدية للتكيف مع حر الخيام.

وبين أنه "رغم شح المياه؛ إلا أن العديد من سكان الخيام عمدوا إلى شراء كميات كبيرة وإغراق أنفسهم وخيامهم بالمياه للتخفيف من درجة الحرارة"، مشيرًا أن مثل هذه المحاولات لم تنجح في تخفيف حر الخيام.

ومن جانبها، تقول النازحة دعاء صيدم، من خيمة وسط القطاع، إنها "تعمد إلى سكب المياه على أطفالها من أجل تخفيف درجة حرارة أجسامهم"، لافتة أن موجة الحر زادت من معاناة سكان الخيام، وتسببت بأوضاع صحية صعبة لهم.

وأوضحت صيدم، لـ"الخليج 365"، أن "خيمة عائلتها تؤوي نحو عشرين شخصًا، وهو حال جميع الخيام".

وقالت: "لا يمكن لنا احتمال موجة الحر التي تزيد من معاناتنا، وتكدسنا في الخيام يزيد من صعوبات الحياة بتلك الخيام".

وأضافت: "لا نستطيع الجلوس داخل أو خارج الخيمة، كما أننا اضطررنا للتوقف عن إعداد الطعام بسبب عدم قدرتنا على إشعال النار للطهي"، مطالبة بضرورة تحسين ظروف سكان الخيام وإعادتهم لمنازلهم.

نازحون فلسطينيون يعيشون في خيام بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة أ ف ب

مخاطر على النازحين

وفي السياق، قال مدير عام الدفاع المدني في غزة، رامي العايدي، إن "موجة الحر التي تضرب القطاع أثرت بشكل سلبي على النازحين في مراكز الإيواء والخيام"، وأنها كانت مصاحبة لانتشار الحشرات والآفات الضارة.

وأوضح العايدي، لـ"الخليج 365"، أن "هناك مخاوف من انتشار الأمراض والأوبئة في مخيمات النزوح المتواجدة وسط وجنوب القطاع مع اشتداد موجة الحر، علاوة على انتشار الزواحف والحشرات بتلك الخيام".

وأضاف أن "موجة الحر ستكون أكثر ضررًا على فئتي الأطفال والنساء، خاصة الحوامل منهن، والذين من المرجح أن يصابوا بالعديد من الأمراض"، مبينًا أن معاناة النازحين ازدادت بالمخيمات مع اشتداد موجات الحر.

وتابع: "وجهنا تحذيرات عاجلة للنازحين في الخيام للإكثار من شرب الماء وتهوية الخيام، وإبعاد الأطفال عن أشعة الشمس وقت الذروة قدر الإمكان، إضافة إلى مسح أجسامهم بشكل مستمر بالمياه"، مطالبًا المنظمات الدولية بالعمل على إنقاذ حياة النازحين وتحسين ظروف معيشتهم.

وزاد العايدي: "للأسف نحن مقبلون على موجات حر أكثر شدة خلال الأيام المقبلة، وفصل الصيف سيكون الأصعب على النازحين في حال استمرت معاناتهم في الخيام".

وأكد أن "استمرار الوضع على ما هو عليه سيؤدي لكوارث صحية لا تحمد عقباها"، وفق تعبيره.