للضغط على حماس.. غزّيون يدعون للاعتصام قرب معبر رفح

محمد الرخا - دبي - الجمعة 26 أبريل 2024 12:07 مساءً - تصدر دعوات فلسطينية، من داخل قطاع غزة وخارجه، للنزول إلى الشارع والاعتصام قرب معبر رفح بهدف الضغط من أجل إنهاء الحرب.

Advertisements

وتأتي هذه الدعوات وسط الظروف المعيشية المأساوية التي يعيشها الغزّيون في ظل نزوح مئات الآلاف من بيوتهم، وعدم توافر الحد الأدنى من مقومات الحياة لهم، إلى جانب حالة الذعر التي يعيشونها منذ حوالي 7 أشهر تحت القصف وعمليات الإبادة الجماعية.

ويرى نشطاء فلسطينيون أن هذه الدعوات يمكنها الضغط على حركة حماس من أجل الإسراع أكثر في إبرام صفقة لتبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار، وإيجاد حل "بأي ثمن كان".

ويؤكدون أن الثمن الذي سيتم دفعه مستقبلًا سيكون أضعاف الثمن الذي يُدفع الآن.

معاناة الفلسطينيين لا تلقى اهتمامًا من قيادة حماس

رمزي حرز الله، ناشط فلسطيني

الناشط الفلسطيني رمزي حرز الله المقيم في بلجيكا أشار إلى معاناة عائلته التي ما زالت موجودة داخل قطاع غزة إلى جانب معاناة أصدقائه وجيرانه التي قال إنها "لا تلقى اهتمامًا من القيادة الفلسطينية، تحديدًا قيادة حماس ولا يتم اعتبارها جزءًا من المعادلة رغم أنها الأساس".

وأضاف حرز الله في حديث لـ"الخليج 365"، أن "الحياة في قطاع غزة لم تعد تطاق وكل يوم يمر على المواطنين يفقدون الشعور بمعنى حياتهم ويدفعهم ذلك إلى التفكير في الهجرة أو الانتحار لعدم مقدرتهم على مواجهة الغلاء الفاحش ولا حجم الإبادة الجماعية التي يتعرضون لها".

وتابع: "لقد طال أمد الحرب، ولم توفر حركة حماس باعتبارها جهة حاكمة أولًا ومسؤولة عن عملية طوفان الأقصى ثانيًا أي مقومات للصمود منذ اليوم الأول، وتركت الشعب فريسة لتجار الحروب وبعض رموز الفساد في حكومتها ممن يعملون في وزارة الاقتصاد، ومعبر رفح بشقيه التجاري والأفراد".

واعتبر حرز الله أن "أي ثمن يمكن أن تدفعه حركة حماس في هذه الحرب خلال جولات المفاوضات كحركة سياسية وعسكرية سيكون أقل بكثير من الثمن الذي يدفعه الشعب في غزة، بعد حوالي 50 ألف شهيد، و200 ألف جريح، وأكثر من 1.8 مليون نازح يعيشون معاناة استثنائية".

وأوضح خلال حديثه أن هذه الدعوات جاءت للنزول إلى الشارع، اليوم الجمعة، والاعتصام أمام معبر رفح، لا سيما أن رفح تضم أكبر عدد من النازحين في القطاع، "للتعبير عن آرائهم ومطالبتهم بوقف الحرب".

وقال إنهم يطالبون بـ "وقف فرض جبايات وضرائب مرتفعة جدًا على السلع الأساسية من قبل وزارة الاقتصاد التابعة لحماس، بالإضافة إلى وقف دفع ما يسمّى تنسيق معبر رفح الذي يصل إلى 5000 دولار للفرد الواحد، يدفعه من أجل الخروج من قطاع غزة لصالح شركة سياحة مصرية".

تُركنا لتجار الحروب في الأسواق وعلى البسطات

محمد نصر، ناشط حقوقي

من جهته، قال الناشط الحقوقي محمد نصر، الموجود في مدينة رفح: "أعتقد أنها خطوة متأخرة، ولكن أن تأتي متأخرًا أفضل من ألا تأتي أبدًا".

وأضاف: "كان يجب أن نقوم بهذه الخطوة جميعًا كمدنيين في الأسبوع الأول من الحرب حتى لو اضطرت حماس لأن تنهي نفسها من أجل أن يحيا الشعب، وأن تقدم نفسها كحركة عسكرية قربانًا له، بدلًا من أن تزيد معاناته".

وتابع نصر في حديثه لـ"الخليج 365": "لقد عشنا أكثر من 200 يوم في الجحيم، وارتكب الجيش الإسرائيلي عمليات إبادة جماعية وتطهير عرقي، ومارس أبشع أنواع القتل بحق المدنيين والأطفال والنساء، والحرق، والقتل، والإعدام، والدفن، والتعذيب، والقصف بكل أنواع الطائرات لأيام وأسابيع متواصلة".

وأكمل: "لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فرغم كل هذه المعاناة، وبدلًا من أن توفر حركة حماس كحكومة كل مقوماتها من أموال ضرائب وجباية ونفوذ جمعتها من أهالي غزة على مدار 17 عامًا بشكل غير قانوني، وتسعى إلى التخفيف عن كاهل المواطنين، فإن وزارة الاقتصاد التابعة لها رفضت ذلك".

وأشار إلى ان الوزارة "تمركزت في المعبر، وبدأت بفرض ضريبة تصل إلى 500٪ على الشاحنات، وتُركنا لتجار الحروب في الأسواق وعلى البسطات".

وأضاف: "لذلك أرى أنه من الطبيعي جدًا النزول للشارع كمدنيين نعاني بشكل استثنائي، وأن نرفع صوتنا من أجل إيجاد حل لمعاناتنا ووقف هذه الإبادة والمجزرة".

وأكد أن "الاكتفاء بالموت في الخيام يعطي انطباعًا بالقبول الذي قد نعيشه لسنوات".

وأوضح نصر: "لنا في خروج الرئيس ياسر عرفات في اجتياح بيروت العام 1982 دليل على أن الشعب الفلسطيني لا يموت في حال اضطُر حزب فلسطيني إلى أن يدفع جزءًا من الفاتورة بدلًا من تحميلها للمواطنين البسطاء، وأن يعاني بدلًا عنه، فالحزب وسيلة، والغاية هي شعب حر قادر على التغيير".

وأشار إلى أن الفلسطينيين "على أبواب المرحلة الأخطر في الحرب وهي دخول مدينة رفح الذي سيؤدي إلى ارتكاب مئات المجازر، وإعادة تشريد قرابة 1.4 مليون نازح مرة أخرى، أو تركهم للضربات الإسرائيلية التي قد تدفعهم للاتجاه نحو الحدود المصرية والدخول في نكبة أكثر فتكًا من نكبة 1948".

أخبار ذات صلة

بعد هدوء نسبي.. إسرائيل تشعل قطاع غزة تمهيداً لاجتياح رفح

من جهته قال مكتب الإعلام الحكومي في غزة، في بيان صحفي، أمس الخميس، إن "وزارة المالية في غزة لا تجبي أية ضرائب أو أي نوع من الجباية على أي سلعة في حال دخولها إلى قطاع غزة بما في ذلك سلعة الدخان".

وأضاف البيان أن "عملية عرقلة إدخال السلع والدخان تحديدًا ومنع إدخالها تأتي في سياق تشديد الحصار على قطاع غزة، وتغيير المزاج العام، والعبث بالبعد الاجتماعي".

ودعا البيان التجّار في قطاع غزة إلى "ضرورة إدخال السلع التي تهم المواطنين"، مؤكدًا "إعفاء جميع السلع الواردة من الرسوم والجمارك والضرائب تقديرًا للظروف التي يمر بها شعبنا الفلسطيني بسبب عدوان الاحتلال".

وطالب البيان دول العالم بالضغط على إسرائيل من أجل السماح بإدخال كل السلع إلى قطاع غزة.