محمد الرخا - دبي - الجمعة 26 أبريل 2024 11:17 صباحاً - "أود أن أشكر مهرجان كان على إدراج فيلمي في اختيارات هذا العام، لقد مرّ 20 عامًا منذ أن حظيت بشرف التواجد هناك. كنت أنتظر الوقت المناسب للعودة وأنا فخور بأن أقول إن هذه المرة قد حانت. قصة فيلمي الجديد بدأت قبل 35 عامًا، ولا أستطيع التفكير في مكان أفضل من مدينة كان لأكشف للعالم نتيجة هذه المغامرة الرائعة".
بهذه النبرة المتفائلة التي يلونها الحماس، يأمل أيقونة "هوليوود" النجم كيفين كوستنر في استعادة أمجاده القديمة عبر بوابة المهرجان السينمائي الأشهر في دورته الـ77 المقبلة، حيث العرض الأول من فيلمه الجديد "أفق": "ملحمة أمريكية".
حين يصف الفنان الوسيم، صاحب العيون الزرقاء والنبرة العميقة الهادئة، عمله الجديد بـ"المغامرة" فالأمر لا يحمل أي مبالغة مجازية، فهو يقدم بالفعل ملحمة كبرى من النوع الذي لا يستهوي المنتجين كثيرًا بسبب ميزانيته الضخمة وأرباحه غير المضمونة نتيجة الذوق المتغير لجمهور ملول ومتقلب المزاج في مهنة شديدة الحساسية مثل مهنة السينما. وعلى عكس المعتاد من أن يُعرض عمل ما وبناءً على مدى نجاحه يتقرر إذا ما كان من المناسب عمل أجزاء تالية له، يقرر صناع "أفق" مسبقًا طرحه في جزأين كبيرين يُعرض الأول منه تجاريًا، في يونيو/حزيران، بينما الثاني في أغسطس/آب من هذا العام.
يعود كوستنر في الفيلم الجديد إلى عالمه الأثير المفضل وهو عالم الغرب الأمريكي وصراعات رعاة البقر، يطلق شاربه ويتسلح بنبرة صوت تجمع بين العذوبة والخشونة، ويطلق الرصاص بكثافة وكأنه يقاتل، بالنيابة عن المتفرج، كل رموز ومعاني الظلم والطغيان والخسة في عالم موحش قاسٍ لا يعرف الرحمة.
يروي الفيلم، بحسب المؤشرات الأولى، في نفس ملحمي ومفارقات إنسانية كبرى بعض فصول الحرب الأهلية الأمريكية، في الفترة من 1861 حتى 1865، وما انطوت عليه من فظائع دموية ومآسٍ بشعة في القرن التاسع عشر مع اهتمام خاص بنسج خيوط فرعية عنوانها الحب والأمل والصداقة والرغبة في البحث عن أسباب للسعادة مهما كانت معطيات الواقع تدعو للإحباط بل وإلى الرعب.
يبحث الفنان المخضرم البالغ من العمر 68 عامًا عن تحدٍ جديدٍ، عن عمل مثقل بالصعوبات حتى ينتشي حقًا وهو يرفع نخب نجاحه في وجه الزمن وعجائز شركات الانتاج، لا يريد السهل المضمون. لقد تذكر ما حدث معه بالتأكيد في كواليس فيلمه الأشهر وصانع مجده الأعظم "يرقص مع الذئاب"، إنتاج 1990، وقال ما أشبه اليوم بالبارحة. دارت أحداث الفيلم على هامش نفس الخلفية التاريخية وهي الحرب الأهلية الأمريكية وكان هو المخرج والبطل والمنتج، حيث لم يجد من يتحمس لصنع فيلم مدته 3 ساعات، وهي نفس الملابسات التي تكاد تتكرر بحذافيرها مع فيلمه الجديد، فهل ينجح "أفق" ويصنع تاريخًا جديدًا لكوستنر كما فعل "يرقص مع الذئاب" الذي حصد 7 جوائز أوسكار؟.