محمد الرخا - دبي - الخميس 25 أبريل 2024 10:06 مساءً - تحاول حركة "حماس" الفلسطينية تجنب عملية عسكرية إسرائيلية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، من خلال تقديم تنازلات والتجاوب مع الضغوط التي يمارسها وسطاء المفاوضات، خاصة أن التحرك العسكري ضد رفح سيؤثر بشكل كبير على حكمها للقطاع، بحسب مصادر لـ"الخليج 365".
وتراجعت حماس عن الكثير من مواقفها المتعلقة بالتهدئة مع إسرائيل في الآونة الأخيرة، خاصة مع ارتفاع وتيرة تهديدات الأخيرة بشأن شن عملية عسكرية برفح، معتبرة أن المدينة تمثل آخر معاقل الجناح المسلح للحركة.
تصريحات متناقضة
وفيما بدا أنه تراجع بمواقف الحركة بالمفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل وتناقض بالتصريحات، قال نائب رئيس حماس بغزة، خليل الحية، إن "حركته مستعدة للموافقة على هدنة لمدة 5 سنوات أو أكثر مع إسرائيل".
وأكد الحية، أن حركته "ستلقي أسلحتها وتتحول للعمل السياسي في حال تمت إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، وأن حماس تريد الانضمام لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتشكيل حكومة موحدة لغزة والضفة".
واعتبرت تصريحات القيادي بحماس متناقضة مع التصريحات التي أطلقها الناطق باسم الجناح المسلح للحركة، أبو عبيدة، والذي أكد مواصلة عناصر الحركة القتال في غزة، وأن المعارك ستأخذ أشكالاً جديدة ومتنوعة.
وسبق ذلك، تحذير رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، من اجتياح الجيش الإسرائيلي لمدينة رفح، متهما الولايات المتحدة بتبني موقف مخادع بهذا الشأن، وأن حديثهم عن أنهم بحاجة لرؤية خطط تجنب حدوث أذى للمدنيين، ما هو إلا عملية خداع".
مخيم للنازحين في مدينة رفح جنوبي غزةرويترز
خطوات جديدة
وقالت مصادر لـ"الخليج 365" إن "حماس ناقشت مع الفصائل الفلسطينية مقترحا جديدا لوقف طويل لإطلاق النار مع إسرائيل، ضمن اتفاق ينهي الحرب مع إسرائيل، ويوقف خطة اجتياح رفح".
ويتضمن ذلك تراجع الحركة عن موقفها السابق بأن يكون الإعلان عن وقف شامل لإطلاق النار، مقدمة لأي اتفاق حول الحرب المستمرة في غزة، وكذلك تبادل الرهائن الذين بحوزتها مقابل الأسرى الفلسطينيين في السجون.
وأضافت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن "من بين المقترحات التي قدمتها حماس للوسطاء المصريين والقطريين، الكشف عن مصير الرهائن الأجانب (غير الإسرائيليين أو الذين يحملون جنسيات مزدوجة) لديها في قطاع غزة، مقابل استمرار الولايات المتحدة في الضغط على إسرائيل لمنع عملية في رفح".
ولفتت إلى أن شريط الفيديو الذي بثته حماس والذي يظهر الرهينة الإسرائيلي الأمريكي، هيرش غولدبرغ بولين، كان بادرة حسن نية من الحركة لإثبات جديتها في ملف كشف مصير الرهائن الأجانب لديها.
وأوضحت المصادر أن "حماس منفتحة على مقترح جديد تصوغه القاهرة يتضمن في جزء أساسي منه تجنب دخول الجيش الإسرائيلي لمدينة رفح جنوب قطاع غزة".
وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الخميس، أن مصر صاغت مقترحا جديدا يتضمن ثلاث مراحل، تتعهد بموجبه إسرائيل بوقف جميع الاستعدادات لدخول رفح، مقابل إطلاق سراح جميع المختطفين الإسرائيليين على مرحلتين بفاصل زمني قدره 10 أسابيع، ووقف كامل لإطلاق النار لمدة عام، يتخلله بدء تنفيذ التحركات لإقامة الدولة الفلسطينية.
أخبار ذات صلة
في ظل فشل الصفقة.. تصاعد الأزمة بين نتنياهو وطاقم مفاوضات الأسرى
سببان رئيسان
وتعليقاً على ذلك، قال الخبير في الشأن الفلسطيني، طلال عوكل، إن "التناقض في موقف حماس بمفاوضات التهدئة مع إسرائيل يعود لسببين رئيسين، الأول يتعلق بالضغوط التي يتعرض لها قادة الحركة من الوسطاء وحلفائها الإقليميين..".
وأضاف عوكل، في حديث لـ"الخليج 365"، أنه "وعلى مدار الأشهر الماضية مارست قطر ومصر ضغوطاً على حماس للتنازل عن بعض مطالبها، والقبول بما تعرضه إسرائيل والولايات المتحدة"، مبيناً أن "الضغوط زادت بالآونة الأخيرة".
وبين أن "الوسطاء يرغبون بالتوصل لاتفاق يمثل حلًا وسطًا بين إسرائيل وحماس؛ إلا أن الضغوطات التي تمارس على الحركة أكبر بكثير من التي تُمارس على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو ما يدفعه للتشدد بمطالبه".
وأشار عوكل، إلى أن "السبب الثاني يتمثل في رغبة قادة الحركة في الحيلولة دون تنفيذ عملية عسكرية برية للجيش الإسرائيلي بمدينة رفح، خاصة وأن ذلك سيؤدي للقضاء على حكم الحركة لغزة، وأنه سيكون من الصعب على حماس إعادة ترميم نفسها".
وقال إن "موافقة حماس على تهدئة لخمس سنوات لا تتناقض مع تصريحات الناطق العسكري باسمها فقط؛ بل مع مواقفها المعلنة منذ سنوات، حيث كانت ترفض أي هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل، وكانت توجه الاتهامات للسلطة الفلسطينية وحركة فتح اللتين تتعاطيان مع هذا الأمر".
ويعتقد أن "حماس مستعدة أن توافق على أكثر من هدنة لخمس سنوات، وستقدم مرونة أكبر من المتوقع بشأن صفقة تبادل الأسرى، مقابل ضمان عدم دخول الجيش الإسرائيلي لرفح"، مؤكداً أن ضمانات عدم اجتياح المدينة ستدفع حماس للتوصل بشكل أسرع لصفقة تبادل.