"قولونات صغيرة" تحدث طفرة في أبحاث السرطان

محمد الرخا - دبي - الخميس 25 أبريل 2024 10:06 مساءً - نجح علماء من معهد التكنولوجيا الفدرالي السويسري في لوزان في زراعة أعضاء قولون مصغرة واقعية في المختبر، وتسببوا في إصابتها بالسرطان.

Advertisements

وبحسب تقرير نشره موقع livescience، تساهم هذه الأعضاء المصغرة، المعروفة باسم "القولونات الصغيرة“، بتعزيز الأبحاث في مجال سرطان القولون والمستقيم، وقد تمهد الطريق لاختبارات أكثر فعالية للأدوية في المستقبل.

ويمثل إنشاء هذه القولونات الصغيرة علامة بارزة في مجال تكنولوجيا الأعضاء، حيث يتم زراعة الهياكل ثلاثية الأبعاد التي تشبه الأعضاء من الخلايا الجذعية. وعلى عكس النماذج التقليدية، تحاكي هذه العضيات المزروعة تعقيد الأعضاء الحقيقية بشكل وثيق، مما يوفر للباحثين منصة أكثر دقة لدراسة تطور المرض واستكشاف خيارات العلاج المحتملة.

باستخدام الخلايا الجذعية للفئران، قام فريق البحث بتصميم هذ القولونات الصغيرة، محققين مستوى من التعقيد لم يسبق له مثيل في النماذج العضوية، إذ تحتوي على مجموعة متنوعة من الخلايا المنظمة بدقة لتعكس التنظيم الطبيعي للقولون. كما يفتح هذا التقدم آفاقًا جديدة لدراسة سرطان القولون والمستقيم على المستوى الخلوي، ويسلط الضوء على عدم التجانس داخل الورم والعوامل المحتملة التي تؤثر على تطور الورم.

وقد وضح التقرير كيف قام الباحثون بإحداث سرطان القولون والمستقيم في هذه العضيات عن طريق تنشيط الجينات المسببة للسرطان داخل الأنسجة. ومن اللافت للنظر أن الأورام التي تشكلت في القولونات الصغيرة تشبه إلى حد كبير تلك التي لوحظت في الفئران الحية، مما يوفر للباحثين فرصة غير مسبوقة لمراقبة تطور الورم مع مرور الوقت.

ومن خلال التركيز على مجموعات معينة من الخلايا داخل الأورام، يمكن للباحثين استكشاف كيفية تأثير الاختلافات الدقيقة في الاستجابة للعلاج، وهي ظاهرة تعرف باسم عدم التجانس داخل الورم. علاوة على ذلك، تسمح القولونات الصغيرة بدراسة العوامل البيئية، مثل النظام الغذائي والأيضات الميكروبية، والتي قد تؤثر على تكوين الورم، مما يوفر فهمًا أكثر شمولية للمرض.

وفي إنجاز كبير، حدد الباحثون أهدافًا دوائية محتملة من خلال دراسة الجزيئات الموجودة داخل القولونات الصغيرة. ومن خلال تثبيط إنزيم يسمى الجلوتاثيون بيروكسيديز، والذي تستخدمه الأورام لتجنب هجمات الجهاز المناعي، نجح الفريق في إيقاف تطور سرطان القولون والمستقيم في الأعضاء العضوية.

وبالنظر إلى المستقبل، يهدف فريق البحث إلى تحسين نموذجهم بشكل أكبر عن طريق زراعة القولونات الصغيرة من الخلايا البشرية، مما يضمن صلة أكبر بسرطان القولون والمستقيم البشري. ويمكن أن يحدث هذا التقدم ثورة في اختبار الأدوية من خلال تقديم تمثيل أكثر دقة لبيولوجيا الورم البشري. بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام القولونات الصغيرة المشتقة من الإنسان قد يسلط الضوء على دور الخلايا المناعية والعوامل الأخرى في تطور الورم، مما يوفر رؤى قيمة للاستراتيجيات العلاجية المستقبلية.

ويمثل إنشاء القولونات الصغيرة المزروعة في المختبر مع الأورام قفزة كبيرة إلى الأمام في أبحاث السرطان. فمن خلال الجمع بين أحدث التقنيات في بيولوجيا الأورام، يستعد الباحثون لإطلاق علاجات وأساليب جديدة لمكافحة سرطان القولون والمستقيم؛ مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تحسين النتائج للمرضى في جميع أنحاء العالم.