مخاوف من تجاهل الأمن السيبراني في مشاريع الطاقة النظيفة

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 24 أبريل 2024 08:13 مساءً - كشفت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أخيرًا عن مبادرة ضخمة بقيمة 20 مليار دولار؛ بهدف تحفيز مشاريع المناخ والطاقة النظيفة في جميع أنحاء البلاد، مع إمكانية تخفيف ما يصل إلى 40 مليون طن متري من انبعاثات الكربون سنويًا على مدى الأعوام السبعة المقبلة.

Advertisements

وتأتي المبادرة في محاولة لتعزيز قدرة الولايات المتحدة على الصمود في وجه تغير المناخ، وتبني ممارسات الطاقة المستدامة، وسط قلق بالغ، غالبًا ما يتم تجاهله، يتمثل في الأمن السيبراني للبنية التحتية للطاقة النظيفة التي تدعم هذه المشاريع.

وبحسب تقرير نشره موقع "ذا هيل"، تتجلى خطورة هذا القلق في التهديد الدائم الذي تفرضه الجهات التي تستهدف القطاعات الحيوية، مثل المياه والنقل والرعاية الصحية والتصنيع والاتصالات.

أخبار ذات صلة

بايدن يشدد على أن الطاقة النظيفة باتت مسألة أمن قومي

التهديدات السيبرانية

ولطالما كانت هذه القطاعات أهدافًا رئيسية للتهديدات السيبرانية، بدءًا من هجمات برامج الفدية إلى جهود التجسس التي تقوم بها بعض الدول، وفق الموقع.

وأشار إلى التقييم السنوي الأخير للتهديدات، الذي أجراه مجتمع الاستخبارات الأمريكي، حيث سلط الضوء على المخاطر المتزايدة، وعلى الموقع الاستراتيجي لدولة مثل الصين داخل البنية التحتية الحيوية للولايات المتحدة؛ ما أثار إنذارات بشأن نقاط الضعف المحتملة.

ومما يزيد من تفاقم هذا التحدي، الطبيعة الموزعة لأنظمة الطاقة النظيفة والمتجددة، التي تختلف بشكل كبير عن نماذج توليد الطاقة التقليدية، بحسب الموقع.

وقال "ذا هيل" إن الزيادة الكبيرة في الاستثمارات في أصول الطاقة النظيفة المتنوعة، التي تمتد من مزارع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الموسعة المدمجة في شبكة الطاقة الضخمة، إلى المنشآت السكنية الصغيرة الحجم، تعمل على تضخيم قابلية القطاع للتهديدات السيبرانية.

لذلك، فإن دمج تدابير الأمن السيبراني القوية إلى جانب هذه الاستثمارات يظهر كمحدد محوري لنجاح مسار الطاقة النظيفة في البلاد، على حد تعبير الموقع.

وتشهد شبكة الطاقة الأمريكية تحولًا زلزاليًا مدفوعًا بمجموعة من العوامل، بما في ذلك النمذجة المناخية، وضرورات السياسات، والابتكارات التكنولوجية.

وترسم تقارير مثل صافي الصفر بحلول عام 2050، ومبادرات مثل قانون الاستثمار في البنية التحتية والوظائف "IIJA"، وقانون الحد من التضخم "IRA"، خارطة طريق نحو إزالة الكربون والانتقال إلى الطاقة المستدامة، وفق التقرير.

وأكد أن هذه المبادرات إلى جانب التقدم التكنولوجي الذي يسهل الحلول الفعالة من حيث التكلفة، مثل الألواح الشمسية والعدادات الذكية، تبشر بتحول نموذجي في أنماط استهلاك الطاقة.

مجسم مدينة للطاقة النظيفةغيتي

ورأى الموقع الأمريكي أن الغياب الواضح لاعتبارات الأمن السيبراني في التصريحات السياسية الأخيرة يثير مخاوف ذات صلة، فرغم تخصيص الأموال لمشاريع الطاقة النظيفة بشكل كبير، إلا أن الافتقار إلى أحكام صريحة تفرض معايير الأمن السيبراني أمر مثير للقلق.

ونظرًا لتصاعد مشهد التهديدات السيبرانية، فمن الضروري أن يتم دعم مبادرات تطوير البنية التحتية بأطر قوية للأمن السيبراني؛ لضمان المرونة والحماية ضد الاضطرابات المحتملة، بحسب الموقع.

التعاون المستدام

ولفت إلى أنه استجابة لهذه التحديات، تعمل العديد من الوكالات الفيدرالية الأمريكية على تكثيف الجهود لمعالجة نقاط الضعف بالأمن السيبراني في قطاع الطاقة، كمبادرة إنشاء علامة الثقة السيبرانية الأمريكية من قبل لجنة الاتصالات الفيدرالية، والمتطلبات الأمنية المخصصة لأجهزة قياس الطاقة الذكية من قبل وزارة الطاقة؛ ما يشير إلى دفعة متضافرة نحو تعزيز مرونة الأمن السيبراني.

علاوة على ذلك، تهدف برامج مثل منحة الأمن السيبراني المقدمة للمرافق الريفية والبلدية، وبرنامج المساعدة الفنية، إلى تمكين المشغلين الصغار من تعزيز دفاعاتهم السيبرانية.

وبالنظر إلى المستقبل، هناك حاجة إلى بذل جهود متضافرة لتعزيز التعاون المستدام بين أصحاب المصلحة في مجالات سياسة المناخ والطاقة والأمن السيبراني.

ودعا التقرير إلى ضرورة توسيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتشمل كيانات الطاقة المتجددة والحوسبة السحابية؛ ما يضمن اتباع نهج شامل لإدارة الأمن السيبراني.