منى واصف: حماتي سبب وصولي لما أنا عليه.. وأحلم بتجسيد شخصية آنديرا غاندي

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 24 أبريل 2024 05:09 مساءً - اثنان وستون عاماً من حياتها قضتها الفنانة السورية منى واصف استطاعت خلالها أن تحقق معظم أحلامها في الفن، لكنها حتى الآن تتمنى أن تجسد شخصية آنديرا غاندي بكل تراجيديا عيشها؛ وذلك بسبب شغفها المسرحي الذي ما زال يعشعش في خلايا جسمها.

Advertisements

وقالت في لقاء لها مع برنامج المختار: "لم تدوخني الشهرة وعندما فشلت لم أحبط، فأنا مثل جواد غير مُرَوَّض ليس له فارس، يركض ويركض وعندما يتعثَّر يقوم لوحده. الفشل لا يحبطني، وينبغي على الفنان أن يصنع توازنه الخاص كي لا يغترّ، وأي ممثل ذكي ولديه إحساس بجمال ما يصنع، سيُكمل على الطريق الصحيح".

وأضافت لمحاورها باسل محرز: "أنا امرأة مقاتلة، حلمت كثيراً أن أكون قائدة، وعصفورة، وفراشة، وأن يكون عندي قصر على قاسيون، لا أعرف لماذا حلمت بذلك، لكنني اكتشفت أنني بنيت قصري وحيدةً، والباقي جسّدته بأدواري وهذا أرضى غروري، خاصةً أنني استطعت أن أحارب لأصير ما أنا عليه".

وعمَّن وقف معها وساندها في بداياتها، بيَّنت أنّ زوجها المخرج الراحل محمد شاهين كان مدهوشاً بها، فبعد أن كان يراها مجرد فتاة "دلّوعة" في المسرح العسكري، بدأ يكتشف حقيقة شغفها بالفن عندما أصبحت زوجته، وصرّحت واصف: "حماتي وقفت معي كثيراً، فهي ربت ابني عمَّار أثناء سفري للعمل؛ لذا هي سبب وصولي لما أنا عليه".

وأوضحت "سنديانة الدراما السورية" أنها تمسك أحلامها بيديها بسبب شغفها بالتمثيل، ولا يهمها عدد المشاهد ومساحة الدور الذي تجسده ولا الأجر المادي، فهي تؤمن أن الدور الجميل يوصلها إلى ما تبتغيه من الأثر في نفوس المتابعين، قائلةً: "لا مشكلة أن أشارك ولو بمشهد بشرط أن يكون له قيمة، كي يحافظ على قيمتي".

وهذا تجسّد في الموسم الماضي بمشاركتها ضمن لوحتين فقط في مسلسل "ما اختلفنا"، وثلاث مشاهد في "تاج"، وعنهما قالت: شاركت بلوحة "لمة عائلية" لأنها تخصنا جدًّا كسوريين وتشبهنا، وجسدت فيه شخصية أم طيلة الوقت تحدث زوجها بماذا ينبغي أن تفعل، وماذا تحضِّر،... لكنها تكتشف أنها تضع الموبايلات وأولادها في ثلاثة بلدان مختلفة وكل منهم يحكي معها من وجهة مختلفة، وحين يسألها زوجها ماذا تشتهي، تجيبه: "مشتهية شوف ولادي"، وفي هذه اللوحة لم أستطع إلا أن أكون أم الكل.

أما مشاركتها في "تاج" فكانت لأنّ مضمون العمل يمس تاريخها الشخصي، فهي من مواليد 1942 أي أنها ولدت أثناء الاحتلال الفرنسي لسوريا، كما أنها شاهدت جنازة شكري القوتلي عام 1967 من منزل والدها في شارع العابد، القريب من البرلمان، ومقابله كان "الأتاماجور" مكان إقامة الفرنسيين.

أما عن اندماجها بشخصيتها في مسلسل "أغمض عينيك" فأرجعت السبب أنه رغم قمع زوجها في العمل فإن ظروفها جعلتها قوية نتيجة محبتها لابنتها وحفيدها المصاب بطيف الداون، وقالت: "في العام الماضي كنت في دبي وزرت مركز محمد بن راشد لأصحاب الهمم، ورأيت ما لا يمكن تصديقه، كل الجنسيات مع اختلاف الطبقات الاجتماعية، يتلقون الحنان والرعاية الطبية والعناية الفائقة... وكنت كلما وقفت أمام أحدهم أحس أن هناك شيئاً إنسانياً يمسني، خاصةً أننا لا نعرف التعامل مع مثل أولئك المرضى الجميلين، وخاصةً الفقراء الذين يخجلون من أمراض أبنائهم، فيعزلونهم، رغم أن عدم دمجهم يزيد مرضهم، ولذلك جاء هذا العمل كنوع من التوعية ويحمل رسالة إنسانية فائقة الرقة".

وفي سياق آخر، أجابت منى واصف على سؤال مَنْ تحب من الممثلات في هذا الزمن: "أحب ميريل ستريب، إنها تسحرني بهذه الشخصيات التي تقدمها من دون خوف، كونها بهذا العمر".

وذكرت أنها لم تنفِ كذبتان نُشِرَتا عنها في الصحف قديماً، أولاها بأنها اجتازت امتحان البكالوريا في حين أنها وصلت إلى الصف التاسع فقط، وبررت ذلك لأنها كانت خجلة من نفسها، بسبب محبتها للعلم وعدم تمكنها من إكمال دراستها.

والمرة الثانية عندما قالوا عنها بأنها نائبة رئيس اتحاد الكتاب العرب، في حين أنها كانت نائبة نقيب الفنانين؛ وذلك لأن الصفة أعجبتها، خاصةً أنها عاشت حياتها بين الكتب والكتّاب والأدباء، قائلةً: "بداخلي أديبة لكن الممثلة غلبتها".

وألمحت أنها بعد مجموعة أفلام سينمائية ساعدت على إعالتها وإعالة عائلتها، بسبب ضعف الأجور في المسرح والإذاعة، توقفت عن التمثيل في السينما، وذلك بعد مقال نقدي جاء عنوانه "لماذا خلعت منى واصف تاجها بيديها"، في إشارة إلى أهميتها كممثلة مسرحية ورداءة ما كانت تقدمه في السينما، واستمر هجرانها للسينما حتى اختيار مصطفى العقاد لها للمشاركة في فيلم الرسالة في سبعينيات القرن الماضي.

وأثناء أحد تكريماتها الأخيرة وضعوا أثناء صعودها إلى المسرح موسيقى فيلم "الرسالة"، فأحست أنها عادت 50 عاماً إلى الوراء، ورغبت بحضور والدتها، وأن تسافر معها في الطيارة وتأخذها إلى المغرب.

وأوضحت واصف أنها لم تفكر بالتمثيل باللهجة المصرية، رغم مشاركاتها العديدة مع ممثلين مصريين في مسلسلات تاريخية كانت باللغة الفصحى من إنتاج دبي، وبيَّنت أنها تحب المسلسلات البدوية لما لها من وهج خاص.

وقالت: "أغار من الجنازات التي تشبه جنازة حاتم علي، ودائماً ما أتساءل بسبب الأنا الفظيعة للفنان: هل ستكون عندي هكذا جنازة؟".