"كتلة الجسم" تؤثر على قدرة الدماغ في الخيارات الغذائية

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 23 أبريل 2024 06:07 مساءً - تاريخ النشر: 

23 أبريل 2024, 3:13 م

Advertisements

ألقت أبحاث حديثة، أجراها علماء في جامعة "كوينز" الكندية، الضوء على العلاقة المعقدة بين نشاط الدماغ والتفضيلات الغذائية، وتعمقت في التفاوتات العصبية التي تؤثر على قراراتنا فيما يتعلق باستهلاك الغذاء، مما يؤثر في النهاية على نتائجنا الصحية.

وبحسب تقرير نشره موقع "نيوزويك"، شرعت الأبحاث في تحليل شامل لأنماط نشاط الدماغ فيما يتعلق بعمليات اتخاذ القرار الغذائي. ومن خلال الاستفادة من البيانات المستقاة من ثلاث دراسات وظيفية للتصوير بالرنين المغناطيسي شملت 123 مشاركًا، قام الباحثون بفحص دقيق لكيفية إدراك الأفراد واختيارهم للخيارات الغذائية في ظل ظروف مختلفة. من تقييم استساغة الأطعمة وقيمتها الغذائية إلى تمييز التفضيلات المعتادة مقابل الخيارات التي تركز على الصحة، قامت الأبحاث بفحص التفاعل المعقد بين ديناميكيات الدماغ والسلوك الغذائي بدقة.

وبشكل حاسم، كشفت النتائج عن وجود علاقة محورية بين مؤشر كتلة الجسم (BMI) وقدرة الدماغ على التنقل بين التفضيلات الغذائية، إذ أظهر المشاركون الذين أظهروا مؤشرات منخفضة لمؤشر كتلة الجسم قدرة ملحوظة على تنظيم اختياراتهم الغذائية، والتي تتميز بالحد الأدنى من التحولات في حالات الدماغ المطلوبة للتوافق مع الأهداف الموجهة نحو الصحة. وعلى العكس من ذلك، أظهر الأفراد الذين لديهم مستويات أعلى من مؤشر كتلة الجسم مظهرًا عصبيًا متميزًا، مما يستلزم إجراء تغييرات جوهرية أكبر في نشاط الدماغ لاختيار البدائل الغذائية الصحية.

وأكد التقرير أنّ هذه الأبحاث لا توضح فقط الآليات الأساسية التي تحكم السيطرة على النظام الغذائي، ولكنها تقدم أيضًا رؤى قيّمة حول التحديات التي يواجهها الأفراد الذين يسعون جاهدين لاتخاذ خيارات غذائية أكثر صحة.

ومن خلال الكشف عن الفروق الدقيقة المعقدة في أداء الدماغ فيما يتعلق بالسلوكيات الغذائية، تمهد هذه الأبحاث الطريق لتدخلات تهدف إلى تعزيز عادات الأكل الصحية والتخفيف من انتشار المضاعفات الصحية المرتبطة بالنظام الغذائي.

وبناءً على مساعي التصوير العصبي السابقة، تضيف هذه الأبحاث طبقة أخرى من الفهم إلى المشهد المعقد للتنظيم الغذائي، حيث سلطت الأبحاث السابقة الضوء على مناطق محددة في الدماغ متورطة في تفضيل الطعام، مما يؤكد دور الشاحبة البطنية في تشكيل الخيارات الغذائية للأفراد. ومن خلال معالجة النشاط العصبي في هذه المنطقة، تمكن الباحثون من التأثير على تفضيلات المشاركين، مع التركيز على التفاعل الديناميكي بين دوائر الدماغ وعملية اتخاذ القرار الغذائي.

علاوة على ذلك، تؤكد الأفكار المستمدة من دراسات مثل تلك التي نشرت في مجلة علم الأعصاب في عام 2018 على أهمية علم الأحياء العصبي في تحديد قدرة الأفراد على ضبط النفس في مجال استهلاك الغذاء. ومن خلال تحديد الارتباطات بين حجم المادة الرمادية في مناطق معينة من الدماغ وقدرة المشاركين على إعطاء الأولوية للصحة في الخيارات الغذائية، أكد الباحثون على الطبيعة المتعددة الأوجه للسلوك الغذائي وأسسه العصبية الحيوية.

وبهذا، يبشر التقارب بين البحث العلمي العصبي والأبحاث الغذائية بعصر جديد في فهمنا للسلوك البشري والنتائج الصحية. ومن خلال كشف الروابط المعقدة بين نشاط الدماغ والتفضيلات الغذائية، يستعد العلماء لإحداث ثورة في أساليب التدخلات الغذائية ومبادرات الصحة العامة؛ وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى تعزيز الرفاهية وطول العمر.