محللون: حماس قد تقدم تنازلات لضمان بقاء حكمها في غزة

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 23 أبريل 2024 06:07 مساءً - رأى محللون في تصريحات أدلوا بها لـ"الخليج 365" أن حركة حماس قد تقدم تنازلات لضمان بقاء حكمها في قطاع غزة.

Advertisements

وأثار إعلان الولايات المتحدة تغيير حركة حماس لمطالبها في مفاوضات التهدئة مع إسرائيل، تساؤلات حول اقتراب الوسطاء من التوصل لاتفاق تهدئة بين الجانبين، يؤدي إلى وقف الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ أشهر.

وإثر ذلك، أكدت حركة حماس أنها قدمت مرونة لتسهيل التوصل لاتفاق لكنها كانت تصطدم بتعنت ومماطلة حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأشارت إلى أن التصريحات الأمريكية تتناقض مع الحقيقة.

تنازلات غير مسبوقة

يرى المحلل السياسي، جهاد حرب، أن "التصريحات الأمريكية تمثل مؤشراً على تقديم الحركة تنازلات غير مسبوقة بشأن مطالبها للتوصل لاتفاق تهدئة مع إسرائيل في غزة"، وأن الحركة ترغب بشدة في إنهاء المواجهة العسكرية بالقطاع.

وأوضح حرب، لـ"الخليج 365"، أن "التنازلات التي تقدمها حماس بهذا الشأن في إطار مساعيها للحيلولة دون تنفيذ الجيش الإسرائيلي عملية برية برفح، خاصة وأن أي هجوم على المدينة سيكون بمثابة نهاية حكم الحركة لغزة".

وأضاف: "بالرغم من نفي الحركة للتصريحات الأمريكية، إلا أن ردها الضعيف يؤكد تجاوبها بشكل غير مسبوق مع الضغوط الإقليمية والدولية، وأنها مستعدة للتوصل لاتفاق في إطار مختلف عن المطالب المعلنة من جانبها".

وأشار إلى أن "فقدان حماس للسيطرة على قطاع غزة دفعها للتفكير جدياً بالتوصل لاتفاق مع إسرائيل يُبقي على حكمها للقطاع، وأن هذا الاتفاق سيأتي في إطار الوضع القائم حالياً"، مرجحاً أن تكون بنود أي اتفاق مقبل تدريجية.

ولفت إلى أن "قادة الحركة يدركون أنهم لا يمتلكون أي أوراق ضغط على إسرائيل للقبول بمطالبهم، وأن أي اتفاق مع تل أبيب سيكون في إطار الشروط التي حددها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو"، مرجحاً أن يتوصل طرفا النزاع قريباً لاتفاق أولي للتهدئة.

وبين المحلل السياسي، أن "جميع الأطراف ترغب باتفاق أولي للتهدئة بين حماس وإسرائيل، يمثل مقدمة لاتفاق شامل يضمن الهدوء بين الطرفين لسنوات طويلة، ويؤسس لاتفاق سياسي تكون الحركة طرفاً رئيساً فيه".

احتمالان رئيسان

ويرى المحلل السياسي، فريد أبو ضهير، أن "هناك احتمالين رئيسين بشأن التصريحات الأمريكية المتعلقة بمطالب حماس"، لافتاً إلى أن الاحتمال الأول يتمثل في تقديم حماس تنازلات كبيرة للتوصل لاتفاق تهدئة مع إسرائيل يضمن بقاءها في القطاع.

وأوضح أبو ضهير، لـ"الخليج 365"، أن "خسائر حماس من الحرب الإسرائيلية، في هذه الحالة، ستزداد، وبالتالي ستضعف سيطرتها الأمنية على قطاع غزة"، مبيناً أن ذلك أحد الأهداف الرئيسة لإسرائيل والولايات المتحدة.

أما الاحتمال الثاني فيتمثل "في أن تكون التصريحات الأمريكية بالون اختبار للحركة، ومحاولة للضغط على قادتها من أجل تقديم تنازلات أكثر بمفاوضات التهدئة مع إسرائيل"، لافتاً إلى أن مثل هذا الاحتمال مستبعد.

وأضاف: "بتقديري فإن مثل هذا الاحتمال لا يمكن أن يكون واقعياً إلا في حال نشر المعلومات من خلال تقارير صحفية، أما صدورها عن مسؤول رسمي في الولايات المتحدة، فهذا يؤكد أن الحركة ماضية قدماً بتقديم التنازلات".

وحسب أبو ضهير، فإن "حماس تدرك أن إسرائيل لن تسمح لها بالتوصل لاتفاق وفق شروطها المعلنة، وأن الحرب في القطاع يمكن أن تمتد لأشهر في حال تمسكت الحركة بمطالبها"، مؤكداً أن التوصل لاتفاق يحتاج لتنازل من الطرفين ونجاح الوسطاء بطرح حل وسط بينهما.