"الصحة العالمية" تحذر.. طفرات إنفلونزا الطيور ستسهل انتقاله بين البشر

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 23 أبريل 2024 02:13 مساءً - حذر الدكتور جيريمي فارار، كبير المتخصصين في الشؤون العلمية في منظمة الصحة العالمية، من أن الانتشار السريع لفيروس أنفلونزا الطيور"H5N1"، يثير مخاوف جدية بشأن احتمال تلوثه بين البشر.

Advertisements

وقالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إنه في مؤتمر للأمم المتحدة حول الأمراض المعدية في جنيف، سُلط الضوء على تطور فيروس H5N1 إلى مرض حيواني المنشأ عالميًّا، وإنه لا يؤثر على الدواجن فحسب، بل أيضًا على العديد من الثدييات.

واكتشف فيروس H5N1 في البداية عام 1996 في أوزة برية في الصين، ثم شهد توسعًا كبيرًا منذ عام 2020، حيث يسلط اكتشافه مؤخرًا في الأبقار بالولايات المتحدة، والتي كانت تعد مقاومة في السابق، الضوء على حجم التحدي الصحي الحالي.

وأشارت الصحيفة إلى أنه وعلى الرغم من أن الفيروس لا يزال غير قادر على الانتقال من إنسان إلى إنسان، إلا أنه يتطور بسرعة، الأمر الذي يثير مخاوف بشأن ظهور طفرات جديدة منه تمكنه من الانتقال بين البشر.

وأوضح برونو لينا، عضو لجنة المراقبة والتوقع للمخاطر الصحية "كوفار"، أنه كي ينتقل هذا الفيروس من إنسان إلى إنسان، يجب أن تحدث طفرتان على الأقل في أحد جيناته، وهو جين الهيماجلوتينين".

وسجلت منظمة الصحة العالمية 889 حالة إصابة بشرية بأنفلونزا الطيور في 23 دولة في الفترة ما بين كانون الثاني 2023 ونيسان 2024، ما أدى إلى وفاة 463 شخصًا.

وأكدت الصحيفة أنه وعلى الرغم من أن الإصابات البشرية لا تزال نادرة، إلا أن الفيروس يمثل خطورة محتملة، موضحة أن الأعراض تختلف لدى البشر من التهاب الملتحمة الخفيف إلى الالتهاب الرئوي الوخيم أو المميت.

وتم اكتشاف الفيروس بتركيزات عالية في حليب الأبقار المصابة، ما دفع منظمة الصحة العالمية إلى التوصية باستهلاك الحليب المبستر حصريًا لتجنب أي خطر للتلوث.

ومع استمرار انتشار الفيروس، يستمر عدد الأنواع المتضررة في التزايد، حيث تم تحديد الفقمات وأسود البحر وخنازير البحر والدلافين وثعالب الماء والغرير والفهود والنمور والوشق والثعالب والدببة والقطط والكلاب المنزلية، وكذلك مزارع المنك في إسبانيا، كضحايا محتملين للفيروس.

مواجهة التهديد

وفي مواجهة هذا التهديد، يدعو الخبراء إلى تعزيز المراقبة العالمية للفيروس، سواء في الحيوانات البرية أو الأليفة.

وقال برونو "لا يوجد خطر في المنزل، ولسنا على مشارف جائحة جديدة"، لكن اليقظة تظل ضرورية.

وبحسب الصحيفة، فقد أثبت تطعيم الماشية أنه أداة أساسية في مكافحة انتشار الفيروس، حيث نفذت فرنسا بالفعل حملات تطعيم فعالة، بينما تعمل منظمة الصحة العالمية على تطوير لقاحات بشرية مناسبة.

وختمت الصحيفة بالقول إنه على الرغم من أن المخاطر الحالية لا تزال تحت السيطرة، إلا أن المراقبة المستمرة وتعزيز التدابير الوقائية ضرورية للتعامل مع التطور السريع لفيروس أنفلونزا الطيور.