محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 23 أبريل 2024 02:13 مساءً - يخشى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سقوط آخر أوراقه في الحرب على قطاع غزة، والمتواصلة منذ سبعة أشهر؛ ما يدفعه للتلويح بين الحين والآخر باقتراب تنفيذ عملية عسكرية بمدينة رفح جنوبًا.
ورغم تأكيد نتنياهو تحديد موعد لاجتياح رفح، التي تؤوي نحو مليون ونصف المليون نازح من مختلف مناطق غزة، ومصادقة الجيش الإسرائيلي على خطط عملياتية بجنوب القطاع؛ فإنه لم يبدأ بتنفيذ أي هجوم على المدينة.
ويرى خبراء ومختصون، أن العملية العسكرية بمدينة رفح تمثل آخر أوراق نتنياهو للاستمرار بالحرب، وأن تنفيذ الجيش الإسرائيلي للعملية سيزيد من الضغط الدولي والإقليمي على حكومته لإنهائها والانسحاب من غزة.
تأجيل متعمد
وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي، سهيل كيوان، إن "نتنياهو يؤجل بشكل متعمد العملية العسكرية في رفح؛ ما يمنحه مساحة لإطالة أمد الحرب ضد حركة حماس في غزة"، مبينًا أن تنفيذ العملية بالمدينة يعني قرب انتهاء الحرب.
وأوضح كيوان، لـ"الخليج 365"، أن "نتنياهو ورغم الإنجازات التي روَّج لها على مدار أشهر الحرب بغزة؛ فإن لديه مخاوف كبيرة من اليوم الذي يلي توقف الحرب، خاصة أنه وقادة حكومته سيحاسَبون على إخفاقات السابع من أكتوبر".
وأشار إلى أن "المماطلة في تنفيذ عملية رفح ستؤدي لإطالة أمد الحرب لأشهر أخرى، بما يمكّن نتنياهو من الترويج لانتصاراته على حماس وجناحها المسلح، والتقدم على خصومه السياسيين في استطلاعات الرأي".
وأضاف: "هوس نتنياهو بمستقبله السياسي يدفعه للمغامرة بإسرائيل والمنطقة بأسرها، وهو يدرك جيدًا أن العملية العسكرية برفح ستجبره على وقف الحرب، وستزيد من الضغوط الدولية لانسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل من غزة".
وبين كيوان، أنه "وفي حال توقفت الحرب بغزة في الوقت الراهن فإن المطالبات بإسقاط حكومة نتنياهو ستزداد، كما إن ذلك سيكون في مصلحة شريكه بحكومة الحرب بيني غانتس، والذي يبدو أنه يحظى بدعم دولي وإسرائيلي ليكون بديلًا عن نتنياهو".
وتابع: "نتنياهو يراوغ العالم بشأن العملية العسكرية برفح، ويواصل التهديد والتلويح باجتياحها لكسب المزيد من الوقت"، مبينًا أن العملية العسكرية بالمدينة ستكون المرحلة الأصعب في الحرب على غزة، خاصة وأنها مأوى آلاف النازحين.
ورقة رابحة
ويرى المحلل السياسي، محمد هواش، أن "اجتياح رفح يمثل ورقة نتنياهو الرابحة سواء في إطالة أمد الحرب، أو في الضغط على حماس بمفاوضات صفقة تبادل الأسرى التي تُجرى بوساطة دولية وإقليمية بين الجانبين".
وأوضح هواش، لـ"الخليج 365"، أنه "بتأجيل العملية العسكرية في رفح فإن نتنياهو يحقق الكثير من المكاسب الداخلية والخارجية"، لافتًا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعزز مواقفه لدى الرأي العام الإسرائيلي بتصريحاته حول رفح وهزيمة حماس.
وأشار إلى أن "نتنياهو وبالتهديدات المستمرة باجتياح رفح ينجح في ضبط حلفائه بالحكومة، والذين يطلبون باستمرار، الحرب على غزة وتدمير جميع معاقل حماس، بما يضمن له إطالة عمر حكومته المحاطة بالعديد من التهديدات".
وبين هواش، أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي نجح أيضًا من خلال المماطلة باجتياح رفح بتهدئة المطالبات الدولية المتعلقة بالحرب على غزة واستهداف المدنيين"، لافتًا إلى أن "نتنياهو ينتظر الفرصة المناسبة لبدء العملية العسكرية".
وحسب المحلل السياسي، فإن "العملية العسكرية برفح ستبدأ باللحظة التي ينجح فيها نتنياهو بالتوصل لصفقة مع الولايات المتحدة على خطة اجتياح المدينة"، مبينًا أن ذلك لن يكون خلال الأسابيع المقبلة، وبعد إجلاء النازحين من المدينة.
وختم: "بتقديري نتنياهو نجح في إطالة أمد الحرب على غزة أكثر من المتوقع، ويستخدم ورقة العملية العسكرية برفح للتهرب من الضغوط الدولية والإقليمية المطالبة بوقف الحرب"، مشيرًا إلى أن غزة أمام أشهر من القتال.