الدهون الحشوية.. خطر خفي يهدد صحة الإنسان

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 23 أبريل 2024 04:10 صباحاً - تشكل الدهون الحشوية؛ المتهم غير المرئي الكامن في أعماق الجسم، تهديدا كبيرا لصحة الإنسان، وفق ما ذكره موقع "webmd".

Advertisements

ونقل الموقع عن الدكتورة مارينا كوريان، رئيسة الجمعية الأمريكية لجراحة التمثيل الغذائي وجراحة السمنة، قولها إنها "مقدمة لأمراض مختلفة".

وعلى عكس الدهون تحت الجلد، الطبقة المرئية التي غالبًا ما يتم تقييمها من قبل الأفراد لقياس وزنهم، فإن الدهون الحشوية تغلف الأعضاء الداخلية مثل القلب والرئتين والكبد والأمعاء.

ورغم أنه يوفر بعض الراحة للأعضاء الحيوية، إلا أن هذا النوع من الدهون يمكن أن يصبح خطيرًا عند تراكمه بشكل زائد.

وتحذر الدكتورة كوريان من أن "فائض الدهون الحشوية يفرز السيتوكينات، وهي جزيئات التهابية مرتبطة بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري وبعض أنواع السرطان".

ويكمن الاختلاف الرئيسي في قياس وتقييم الدهون الحشوية، فعلى عكس الدهون السطحية، التي يمكن قرصها وقياسها بشكل سطحي، تتطلب الدهون الحشوية تقييمًا أكثر دقة، ويعمل محيط الخصر كبديل، حيث تشير القياسات التي تتجاوز 88.9 سم عند النساء و 101.6 سم عند الرجال إلى مخاطر صحية محتملة مرتبطة بتراكم الدهون الحشوية.

ويؤكد الخبراء أن تقليل الدهون الحشوية ينطوي على تعديلات في نمط الحياة تشمل التغييرات الغذائية، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وفي بعض الحالات، التدخلات الطبية.

ويسلط الدكتور إيثان لازاروس، الرئيس السابق لجمعية طب السمنة، الضوء على "عدم كفاية الاعتماد فقط على مؤشر كتلة الجسم كمقياس للدهون الحشوية. ففي حين أن مؤشر كتلة الجسم يقدم تقييمًا واسعًا لحالة الوزن، فإنه غالبًا ما يفشل في التقاط الفروق الدقيقة في تكوين الجسم، خاصة عند الأفراد ذوي الكتلة العضلية العالية".

علاوة على ذلك، تدعو الدكتورة كوريان إلى "تحليل تكوين الجسم بواسطة متخصصي الرعاية الصحية لقياس مستويات الدهون الحشوية بدقة"، فيما يتيح هذا التقييم الشامل التدخلات الشخصية ويعمل كأداة تحفيزية للمرضى الذين يسعون نحو أنماط حياة أكثر صحة.

ورغم المفاهيم الخاطئة، فإن علاجات مثل جراحة السمنة لا تستهدف بشكل مباشر إزالة الدهون الحشوية لكنها بدلاً من ذلك تسهل فقدان الوزن بشكل عام، بالتالي التخفيف من المخاطر الصحية المرتبطة بها.

وتؤكد الدراسات على التأثير التحويلي لتدخلات خفض الوزن، حيث أظهرت جراحة السمنة انخفاضًا كبيرًا في مخاطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية المرتبطة بالسمنة.

وبهذا، فإن مكافحة الدهون الحشوية تتطلب اتباع نهج متعدد الأوجه يشمل التعليم، وتعديل نمط الحياة، والتدخلات الطبية المستنيرة. مع تطور الفهم الطبي، تظل معالجة التهديد الخفي للدهون الحشوية أمرًا بالغ الأهمية في حماية الصحة العامة.