محمد الرخا - دبي - الاثنين 22 أبريل 2024 07:10 مساءً - قال محللون إن استجابة واشنطن لطلب بولندا بنشر رؤوس نووية على أراضيها، ستشعل حربا نووية، وهذا ما لا تريده أمريكا على الأقل في الوقت الراهن.
وأعرب الرئيس البولندي أندريه دودا، عن استعداد بلاده لنشر أسلحة نووية على أراضيها لتعزيز الدفاع عن الجناح الشرقي للناتو.
وفي مقابلة صحفية، قال الرئيس البولندي: "إذا قرر حلفاؤنا نشر أسلحة نووية كجزء من الاستخدام المشترك للأسلحة النووية أيضا على أراضينا لتعزيز أمن الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي، فنحن مستعدون لذلك".
بولندا قلقة
ويرى الخبير في الشؤون العسكرية أليكسي ليبيديف، أن طلب بولندا بنشر صواريخ نووية ينبع من "قلق واضح وهستيريا غير مبررة من أي تحرك روسي"، مشيرا إلى أن وارسو تضغط على الأعضاء في الناتو وعلى رأسهم الولايات المتحدة لمشاركتها قلقها، وبالتالي نشر رؤوس نووية حربية.
وأشار ليبيديف في حديث لـ"الخليج 365"، إلى أن "بولندا التي تملك حدودا مع مقاطعة كالينينغراد الروسية ترى أن هذه المقاطعة تشكل خطرا عليها خاصة وأن روسيا ومنذ اندلاع الحرب في أوكرانيا اتخذت بعض الإجراءات العسكرية الردعية".
ولفت إلى أن قيام روسيا بإرسال شحنة من الأسلحة النووية إلى بيلاروسيا، دفع بولندا إلى المطالبة بتحرك ردعي.
وتابع قائلا: "هناك مفهوم سياسي حاضر في أذهان الساسة البولنديين وهو التخوف من كل شيء روسي، وإذا لاحظنا فإن هذه الدولة هي الأكثر مغالاة في العداء لروسيا ولطالما تدفع الناتو للدخول بصدام مباشر معها لذلك لا أحد يستبعد أي تحركات أو تصريحات من هذه الدولة".
ونوّه الخبير الروسي إلى أن "هناك حالة من الغيرة لدى بولندا، فهي ترى أن مليارات الدولارات تذهب إلى أوكرانيا على حساب حماية دول الناتو نفسها خاصة القريبة من روسيا، ولطالما طالبت بإيجاد حالة من الاتزان بين دعم كييف ودعم دول الناتو الشرقية".
هل تصغي واشنطن وكيف ترد موسكو؟
وفي السؤال عن قبول الولايات المتحدة الأمريكية لطلب بولندا، يستبعد الباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية بافل سكورنيكولف، قَبول واشنطن هذا الطلب، مشيرا إلى أن هذا الطلب ليس الأول من نوعه، في حين أن أمريكا لم تكن تستجيب لهذه المطالب.
واعتبر في تصريح لـ"الخليج 365"، أن "عدم الإصغاء ليس حبًّا في روسيا بالطبع، لكن واشنطن تدرك أن هكذا تحركات ستدفع موسكو لنشر المزيد من الرؤوس النووية على حدود الناتو الشرقية، وهنا تنتقل المواجهة لدائرة الخطر النووي بين القوى العظمى، وهذا ما لا تريده أمريكا على الأقل في الوقت الراهن".
ويرى الباحث الروسي، أن بلاده لن "توفر أي فرصة للدفاع عن أمنها، حيث كان هناك رسالة واضحة من الرئيس فلاديمير بوتين قبل مدة عندما قال إن الثالوث النووي الروسي في أتم استعداده، وأنه أقوى من أي ثالوث نووي آخر".
وتابع قائلا: "أستبعد قيام أمريكا بهذه الخطوة لكن إذا ما تمت فلا أستبعد أن تنشر روسيا هي الأخرى صواريخ نووية في مقاطعة كالينينغراد، وحتى في بيلاروسيا، وربما في دول أخرى قد تتعدى الجغرافية الأوروبية".