محمد الرخا - دبي - الاثنين 22 أبريل 2024 03:03 مساءً - رأى تقرير نشرته مجلة "فورن أفيرز"، أن على أوروبا إرسال قوات إلى أوكرانيا، للمساعدة في وقف التقدم الروسي، مؤكدة بأن هذه مهمة دول الاتحاد، وليس حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وذكر التقرير، بأن اقتراح أحد قادة دول الاتحاد الأوروبي، بإرسال قوات أوروبية إلى أوكرانيا للقتال هناك "لم يكن أمرا متصورا"، مشيرا إلى أنه جرى "كسر المحرمات بالفعل وأقدم الرئيس الفرنسي ووزير الدفاع الفنلندي ووزير الخارجية البولندي على القول بصراحة إنهم لا يستبعدون أن ينتهي المطاف بقوات بلادهم في أوكرانيا".
ومع تسريع القوات الروسية تقدمها، فإن احتمال تمكنها من اختراق الدفاعات الأوكرانية على طول الجبهة الشرقية وتحدي السيطرة الأوكرانية على خاركيف أو حتى كييف، يُشكل تهديداً أمنيًّا لأوروبا لا يمكنها تجاهله.
وقالت المجلة، إن المزيد من الضرر الذي يلحق بالبنية الأساسية الحيوية، ومحطات الطاقة النووية، والأراضي الزراعية من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع تكاليف إعادة الإعمار بشكل كبير، ومن المرجح أن يتحمل شركاء أوكرانيا في الغرب قسماً كبيراً من الفاتورة.
وأضاف التقرير يقول: "يتعين على الزعماء الأوروبيين أن يفكروا بجدية في نشر قوات في أوكرانيا لتقديم الدعم اللوجستي والتدريب، وحماية الحدود والبنية التحتية الحيوية، أو حتى الدفاع عن المدن الأوكرانية، فيما يتعين عليهم أن يوضحوا لروسيا أن أوروبا مستعدة لحماية سيادة أوكرانيا الإقليمية".
واعتبر تقرير المجلة أن "قبول الحقيقة الأليمة للوضع في أوكرانيا ومعالجته الآن أفضل من ترك الباب مفتوحاً أمام روسيا لتسريع تقدمها الإمبراطوري".
وعلى الرغم من أن فكرة نشر قوات أوروبية في أوكرانيا أثارت اعتراضات متوقعة، إلا أن مثل هذه المعارضة لا تقلل من الفوائد التي قد تقدمها تلك القوات، في حين أن ردود فعل برلين وموسكو وواشنطن قوية للغاية وتظهر مدى أهمية إجراء هذه المناقشة.
وأشار التقرير إلى أن إرسال قوات أوروبية سيكون بمثابة رد فعل طبيعي على هذا الصراع والتهديدات المتتالية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث تسببت حرب بلاده في اختلال توازن القوى الإقليمي، ولدى أوروبا مصلحة حيوية في رؤية وتصحيح هذا الخلل.
ورأت المجلة، أن الطريقة الواضحة للقيام بذلك هي توفير شريان حياة للجيش الأوكراني الذي يمكن أن تتركه الولايات المتحدة مرة أخرى، وأفضل شريان حياة هو الجنود الأوروبيون، مضيفة بالقول: "ما لم تتغير السياسة في الولايات المتحدة، فإن أوكرانيا سوف تحتاج إلى مصادر بديلة للمساعدة لمواصلة معركتها؛ وأوروبا هي الداعم الطبيعي".
ولفت التقرير إلى أن روسيا لا تستطيع تحمل تكاليف قتال دول أوروبية متعددة في وقت واحد، ناهيك عن شن حرب نووية، مشيرا إلى أن الاستجابة بقيادة أوروبية من شأنها أن تعمل على تقويض الدعاية الروسية التي تزعم أن تدخل دول حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا مجرد حيلة أميركية لتقويض روسيا.
وأكدت المجلة في تقريرها بأن أوكرانيا تبذل ما في وسعها، لكن ينبغي على الزعماء الأوروبيين أن يهرعوا لمساعدتها، وأن لا ينتظروا الإملاءات الأمريكية التي لا يمكن الاعتماد عليها على نحو متزايد بشأن الكيفية التي ينبغي بها خوض المعركة في أوكرانيا.
وقالت: "يتعين عليهم (الأوروبيين) أن يقرروا بأنفسهم أفضل السبل لضمان حرية القارة وأمنها، وأن يفعلوا ما بوسعهم لحماية مستقبلهم، ويبدأ ذلك من التأكيد بانتصار أوكرانيا في حربها ضد روسيا".