بعد وفاة حالتين.. الغزلان "مشتبه فيها" بنقل عدوى "البريون" للإنسان

محمد الرخا - دبي - الاثنين 22 أبريل 2024 10:06 صباحاً - كشفت دراسات حديثة عن ظهور حالتين من مرض البريون في الولايات المتحدة؛ ما يشير إلى وجود صلة محتملة بلحوم الغزلان الملوّثة، وهو سيناريو لم يُحدّد بشكل نهائي بعد.

Advertisements

وفي تقرير نشره موقع "gizmodo"، فصّل الباحثون حالة رجل يبلغ من العمر 72 عامًا ظهرت عليه أعراض النوبات الصرعية، ورغم تلقّي العلاج الطبي، فإن حالته تدهورت بسرعة، ما أدى إلى وفاته بعد شهر.

وقد كشف تشريح الجثة اللاحق أنه تُوفي بسبب مرض كروتزفيلد-جاكوب (CJD)، وهو مرض بريون قاتل تشمل أعراضه فقدان الذاكرة، والتدهور العقلي، والتغيرات الشخصية، والتشنّجات، والضعف العضلي، وفقدان الحركة، وفقدان القدرة على التحكم في الحركة، وفي النهاية الوفاة. وقد أكدت التقارير أن رفيقه في الصيد، الذي تناول لحم الغزلان معه، كان تُوفي سابقًا بالمرض نفسه.

وتوجد أمراض البريونات، وهي بروتينات، بصورة طبيعية في أدمغة الحيوانات والبشر، ويمكن أن تصيب البشر والحيوانات على حد سواء. وفي حين أن الوظيفة الطبيعية للبريونات لا تزال غير واضحة، فإن نظيراتها الشاذة يمكن أن تؤدي إلى سلسلة من التنكّس العصبي، التي تبلغ ذروتها بنتائج مميتة.

وقد أظهرت الحالة سيئة السمعة لاعتلال الدماغ الإسفنجي البقري، أو مرض جنون البقر، إمكانية انتقال أمراض البريون بين الأنواع، حيث تفشّى المرض في أواخر التسعينيات بين الأفراد الذين تناولوا لحوم البقر الملوّثة.

وينشأ قلق مماثل مع مرض الهزال المزمن، وهو مرض بريون ينتشر بين الغزلان والأنواع ذات الصلة في أمريكا الشمالية. وتثير الحالات الأخيرة الشكوك في أن مرض الهزال المزمن قد يشكّل خطر انتقاله إلى البشر، ليصيبهم بمرض كروتزفيلد-جاكوب، ما يعكس الحدث الحيواني الماضي المرتبط بمرض جنون البقر.

وفي حين أن معظم حالات مرض كروتزفيلد-جاكوب متفرقة، وتحدث دون سبب واضح، فإن قرب الحالتين الخاضعتين للتدقيق، وكلتاهما مرتبطتان باستهلاك لحم الغزال، يثير المخاوف.

ويزيد التباين في سلالات البريون من تعقيد فهم مخاطر انتقال العدوى بين الأنواع، إذ يعتبر التحليل التفصيلي لسلالة البريون المتورطة في الحالات الأخيرة ضروريًّا للتأكد من علاقة مرض الكروتزفيلد-جاكوب البشري بمرض الهزال المزمن الذي يصيب الغزلان.

ورغم وجود تقارير متفرقة عن مرض كروتزفيلد جاكوب البشري، فإنها لا ترقى إلى مستوى إثبات كون الغزلان ناقلًا محددًا لانتقال مرض البريون إلى البشر. ومع ذلك، فإن تجميع الحالات يؤكد الحاجة الملحة لإجراء بحث شامل حول المخاطر المحتملة التي يشكلها استهلاك الغزلان المصابة بمرض الهزال المزمن، وآثارها على الصحة العامة.