محمد الرخا - دبي - الاثنين 22 أبريل 2024 09:03 صباحاً - حذّر الخبير في فض النزاعات والمصالحات الدولية، د. زهير بشار، من أن التدخل الإيراني في السودان بدعم الجيش وحلفائه ستكون له تداعيات كبيرة، وسيطيل أمد الحرب.
وأوضح "بشار" في لقاء مصور مع "الخليج 365" أن أول هذه التداعيات إطالة أمد الحرب، التي بمجرد أن يجد أحد أطرافها دعما سخيا من الخارج، سيتشبث بهذه المواجهة العسكرية ويواصلها حتى يحقق أهدافه كافة، وفق تعبيره.
ونبّه بشار إلى أن تدخّل إيران في السودان يضعها في صورة الجهة الرافضة والمعرقلة لأي محاولات لإنهاء الحرب، حتى من الطرف الذي تدعمه، موضّحا أنّ أي توجه من الجيش للدخول في مفاوضات سلمية ستقابله طهران بـ "فيتو"؛ لأن ذلك لا يتفق مع أهدافها، وهذا نوع آخر من التداعيات السلبية للتدخل الإيراني، بحسب قوله.
مأساة "المسيّرات"
وتحدث بشار عن "المأساة" التي يتعرض لها المدنيون في السودان، بسبب "المسيرات" الإيرانية التي دخلت ساحة القتال لدعم الجيش في هذه الحرب، مشيرا إلى أنّ "استخدام هذه المسيرات لا يميز بين الهدف المدني أو العسكري، وله أثر سلبي للغاية على المدنيين في أرواحهم ومساكنهم وممتلكاتهم، لذلك فإن التدخل في السودان سيكون له عواقب وخيمة على هذا المستوى".
وحذّر بشار من أنّ التدخل الإيراني بهذا الشكل في السودان "سيفسح المجال أمام تدخلات إقليمية ودولية، وتتحول السودان إلى ساحة للحرب بالوكالة بين عدة قوى إقليمية ودولية".
وتابع الخبير أنّ "أي تدخل سواء من إيران أو غيرها ستكون له ردود فعل" مشيرا إلى أن هناك العديد من الأطراف ترفض هذا التدخل؛ لأنّ لإيران أعداء كثرا في الساحتين الإقليمية والدولية، ولن يسمحوا بتواجدها في هذه المنطقة، بالإضافة إلى المجتمع الإقليمي والدولي المنشغل بأهمية أمن البحر الأحمر ورفض هذا التدخل، وبالتالي إن لم تمتنع إيران عن هذا التدخل فستتأجّج المواجهات".
وأوضح بشار أن الدول الأوروبية والولايات المتحدة لن تسمح بالتدخل الإيراني؛ لأن البحر الأحمر ممرّ أمني عام للتجارة الدولية والبضائع والبترول وغيرها، والمجتمع الإقليمي والمنظومة الدولية لن ترضى بهذا التدخل".
تداعيات سلبية
وذكّر بشار بأن إيران لها تداعيات سلبية على أمن البحر الأحمر من خلال دعمها لـ"الحوثيين" للاستيلاء على السلطة في اليمن، حيث تظهر الآن تداعيات ذلك عبر ما يتعرض له أمن البحر الأحمر من مخاطر وتراجع كبير لحركة الملاحة الدولية.
وحذّر بشار من أن هذا التدخل الإيراني لن يأتي بنهاية للحرب، مستحضرا ما حدث ولا يزال في العراق وسوريا واليمن ولبنان، على إثر تدخلات إيرانية وإشعال الحرب بالوكالة في هذه الدول، وفق تعبيره.
وأوضح الخبير أن التدخل الإيراني في العراق ولبنان عبر تكوين الميليشيات منها "حزب الله" في لبنان ودعم جماعات في العراق، والتدخل في الحرب السورية ودعمها لطوائف بعينها، هي تصرفات كانت نتائجها إطالة أمد تلك المعارك والحروب وتفاقمها، وستحدث ذات التداعيات والمخاطر في السودان إذا تركت ايران تستكمل تدخلها.
وأضاف أن هذا التدخل سيؤدي إلى "تكبيل أيّ محاولات للحلول السلمية؛ ما سيؤدي إلى حرب أهلية ومناطقية وعرقية وقبيلية في السودان، لاسيما أنه بلد متعدد الأعراق وشاسع المساحة وله حدود مفتوحة مع 7 دول، ولذلك فإن كل هذه الاعتبارات تذهب إلى أن أي تدخل لجهات أجنبية بالحرب في السودان ستكون نتائجه سلبية للغاية.