غزّيون في فرنسا: نحاول التكيف لكن قلوبنا مع أهالينا في القطاع

محمد الرخا - دبي - الأحد 21 أبريل 2024 06:07 مساءً - سلطت صحيفة "لوموند" الفرنسية، الضوء على عائلتين فرنسيتين فلسطينيتين تم إجلاؤهما من قطاع غزة، في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أي بعد شهر من الحرب الإسرائيلية.

Advertisements

وتصف مريم -اسم مستعار-، وهي فلسطينية تبلغ من العمر 42 عامًا، روتينها اليومي في فرنسا، والذي يتسم بالرحلات المدرسية لأبنائها الثلاثة.

ووفق الصحيفة، تعيش مريم، الآن، في بلدة جنوب غرب فرنسا، وهي تتنقل بين المسؤوليات المنزلية، والمخاوف المتعلقة بتعليم أطفالها. 

ويحاول زوجها سامي - اسم مستعار-، وهو فرنسي فلسطيني يبلغ من العمر 55 عامًا، التكيف مع منزله الجديد بينما يشرف على أنشطة منظمته غير الحكومية المتبقية في غزة.

حياة جديدة لعائلات فلسطينية غادرت غزة إلى فرنسالوموند

وكان الانتقال إلى شقة جديدة أمرًا مريحًا للعائلة، لاسيما بعد قضاء ما يقرب من 5 أشهر في فندق يضم شققًا سكنية. 

وسامي، الذي يتحرك بوساطة ساقين صناعيتين بسبب مرض وراثي نادر، يعاني بشكل خاص من عدم الراحة، وتحديات الوصول إلى مسكنه السابق.

وعلى الرغم من الوضع الأمني الجديد، فإن المخاوف بشأن بقاء الأسرة في غزة لا تزال موجودة في كل مكان. 

ومريم، التي تتواصل باستمرار مع والديها المسنين والمرضى، وكذلك مع أخواتها، تُعرب عن شعورها بالذنب إزاء وضعهم غير المستقر، وفق "لوموند".

وتزيد الأخبار الأخيرة عن الظروف المعيشية الصعبة التي تعيشها أخواتها، وأبرزها عدم وجود أدنى متطلبات الحياة، الأمر الذي يزيد شعورها بالضيق والحزن على حالهم.

حياة جديدة لعائلات فلسطينية غادرت غزة إلى فرنسالوموند

ويشارك بسام، وهو فرنسي  آخر، تجربة مماثلة مع عائلته المقيمة جنوب شرق فرنسا.

ويقول للصحيفة إنه على الرغم من شعوره بالارتياح لأنه آمن، إلا أنه يشعر بعمق بغياب منزله وعائلته في غزة.

 فيما أطفاله الذين تلقوا تعليمهم في فرنسا، يتكيفون تدريجيًا مع حياتهم الجديدة، بينما يحتفظون بذكريات ماضيهم المؤلمة في غزة.

وأكدت الصحيفة أنه على الرغم من التحديات، تُعرب هذه العائلات عن تصميمها على إعادة بناء حياتها في فرنسا.

حياة جديدة لعائلات فلسطينية غادرت غزة إلى فرنسالوموند

وتخطط مريم، الحاصلة على درجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي والفرنسي، للعثور على عمل لإعالة أسرتها، معترفة  بقبولها حقيقة أن العودة إلى غزة غير ممكنة على المدى القصير.

وختمت الصحيفة قائلة، إن هذه الشهادات تكشف عن صمود وتصميم العائلات الفرنسية الفلسطينية على التكيف مع حياتهم الجديدة في فرنسا.

وأوضحت أنهم على الرغم من بعدهم عن أوطانهم، إلا أنهم يسعون إلى الحفاظ على ثقافتهم وتقاليدهم، بينما يتطلعون إلى مستقبل أكثر استقرارًا وأمانًا لأطفالهم.