محمد الرخا - دبي - الأحد 21 أبريل 2024 02:13 مساءً - استعرضت صحيفة "وول ستريت جورنال" الجهود غير المسبوقة التي بذلها البيت الأبيض على مدى 19 يومًا، لاحتواء التوترات المتصاعدة بين إسرائيل وإيران، وتجنّب حرب شاملة في الشرق الأوسط.
وبحسب الصحيفة، كانت بداية التدافع المحموم في البيت الأبيض، في الأول من أبريل، بالتزامن مع شنّ الجيش الإسرائيلي هجومًا على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق دون تنسيق مسبق مع الإدارة الأمريكية.
وفتحت تلك الضربة الباب على مصراعيه لأزمة جديدة قد تتوسع إلى حرب شاملة بين إسرائيل وإيران.
رد فاق التوقعات
ومع التأكيد الإيراني أن الهجوم الإسرائيلي لن يبقى دون رد، انطلقت الجهود الأمريكية دبلوماسيًّا لمحاولة حثّ المؤثرين على النظام الإيراني للعدول عن قراره بالردّ داخل الأراضي الإسرائيلية على الأقل، وعسكريًّا في مسعًى لتحقيق الردع والاستعداد للدفاع عن إسرائيل أوّلًا والمصالح الأمريكية، رغم تعهّد إيران بعدم التعرض لها، في المنطقة.
وأضافت الصحيفة أن التوتر كان يزداد يومًا بعد يوم بسبب تأخر الرد الإيراني وعدم وضوح الرؤيا حول حجمه وأهدافه وتوقيته. وبالفعل جاء الرد الإيراني بعد 12 يومًا وبشكل فاق توقعات الأمريكيين من حيث الحجم.
وقال مسؤولون أمريكيون في وقت لاحق، إن حجم الهجوم المباشر الأول لطهران على إسرائيل يطابق أسوأ سيناريوهات وكالات التجسّس الأمريكية.
ولم يهدد ذلك حليفًا وثيقًا للولايات المتحدة فحسب، بل هدد أيضًا آمال بايدن في منع أزمة الشرق الأوسط المستمرة منذ 6 أشهر من الانجرار إلى حرب إقليمية شاملة.
لكن، ولحسن الحظ، آتت الجهود العسكرية التحضيرية الأمريكية في المنطقة ثمارها، واستطاعت الدفاعات الإسرائيلية والغربية والإقليمية صد الهجوم الإيراني غير المسبوق بنسبة وصلت إلى 99%.
كبح الجماح
وبعد أن خرجت إسرائيل سالمة تقريبًا، تحوّل البيت الأبيض من الدفاع عن حليفته إلى كبح جماحها، وفق الصحيفة.
وقال مسؤولون أمريكيون إن الرئيس الأمريكي نصح بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي كان مع حكومته الحربية أثناء المكالمة، بالتفكير في خطوته التالية بعناية و"كسب الفوز".
وعلى الفور عبّر المسؤولون الأمريكيون عن قلقهم من أن إسرائيل قد تردّ على الفور وبقوة؛ ما سيدفع إيران التي كانت أيضاً تحذّر من أنها ستردّ بشكل أقوى من المرة الأولى، الأمر الذي كان يمكن أن يوسع دائرة التصعيد.
وأشارت الصحيفة إلى أن حكومة إسرائيل، على ما يبدو، استمعت للنصيحة الأمريكية التي دعت لاستثمار تغير الموقف الدولي، الذي أدان الهجوم الإيراني، وجعل إسرائيل في مكان أفضل من الناحية الإستراتيجية، وأن استجابتها بشكل متهور، قد يفقدها مرة أخرى الدعم الدولي الذي استعادته حديثًا.
ولفتت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إلى أنه، ورغم أن أعضاء حكومة نتنياهو الائتلافية اليمينية كانوا يطالبون بالانتقام السريع والواسع النطاق، فإن نتنياهو قال لوزراء من حزب "الليكود" إنه رغم تصميمه على الرد على إيران، فإن الإجراء سيكون "معقولًا وليس شيئًا غير مسؤول".
وحدث ذلك بالفعل فجر 19 أبريل/نيسان عندما ردت إسرائيل بهجوم محدود ومسؤول، لتتوج الجهد الأمريكي، وتُجنّب البيت الأبيض، على الأقل لبعض الوقت، الدخول في حرب أوسع نطاقاً.