محمد الرخا - دبي - السبت 20 أبريل 2024 05:10 مساءً - قال موقع "بلومبيرغ" إن المناوشات الإيرانية الإسرائيلية الأخيرة تؤكد تحول الصراع في الشرق الأوسط نحو المواجهة المباشرة بين الخصمين، وتغير قواعد الاشتباك، ما أثار مخاوف بشأن احتمال نشوب حرب شاملة.
ونقل الموقع عن نائبة رئيس معهد بروكينغز، والمسؤولة السابقة في وزارة الخارجية الأمريكية، سوزان مالوني، قولها إن الأحداث الأخيرة "تغيير لقواعد اللعبة" في المنطقة.
وأكدت مالوني أن التحول الذي طرأ على طبيعة الصراع، بعد الهجوم الصاروخي الإيراني المباشر على إسرائيل، جعل "خط الأساس للتصعيد أعلى بكثير الآن"، وفي أعقاب الرد الإسرائيلي المحدود، ظلت الأسواق العالمية مستقرة نسبيًا، مع انخفاض أسعار النفط.
وفي نهاية أسبوع مضطرب من صراع الظل الدائم بين إيران وإسرائيل، أعلنت طهران إحباط توغل بسيط بطائرات إسرائيلية دون طيار على أصفهان، أمس الجمعة، وفق الموقع الأمريكي.
وبحسب "بلومبيرغ"، انخفضت أسعار النفط، يوم أمس الجمعة، وبدت الأسواق غير منزعجة نسبيًا بعد أن أصبح من الواضح أن الضربة على إيران كانت محدودة للغاية عما كان متوقعًا في البداية.
ولفت إلى أن حلفاء إسرائيل كانوا سعداء لأن ضربات يوم الجمعة جاءت محدودة للغاية، على الرغم من رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو دعواتهم بعدم الرد على الإطلاق، عقب تحييد تل أبيب الهجمات الصاروخية الإيرانية غير المسبوقة في نهاية الأسبوع قبل الماضي.
وحذَّر مسؤول أوروبي كبير من استمرار التوترات، لافتًا إلى أن اندلاع موجة جديدة من التوترات قد تخرج عن نطاق السيطرة، واتفق قطاع الأعمال مع مخاوف المسؤول الأوروبي، بحسب الموقع.
ونقل عن دراسة أجرتها شركة "أكسفورد إيكونوميكس"، قولها إن المخاوف التجارية وصلت إلى ذروتها منذ هجمات 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
أخبار ذات صلة
وول ستريت جورنال: الخوف من السلاح النووي يكبح إيران وإسرائيل
صدمة نفطية
من جانبها، حذرت النائب الأول لمدير عام صندوق النقد الدولي، جيتا جوبيناث، من صدمة نفطية حادة محتملة إذا تصاعد الصراع بشكل أكبر، وفق الموقع.
وأشار إلى أنه خلال الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي في واشنطن، أثيرت مخاوف بشأن التقليل من مخاطر الصراع، حيث أبدى بعض المسؤولين، الذين فضلوا عدم الكشف عن هويتهم، تحفظات على الموقف العلني السائد من الوضع، طارحين سؤالًا محوريًا يتعلق بالتصرفات الإسرائيلية المستقبلية.
وجاءت الأعمال العدائية الأخيرة بين البلدين في أعقاب هجوم صاروخي استهدف قنصلية إيران في دمشق، في الأول من نيسان/أبريل الجاري، والذي نسبته طهران إلى إسرائيل.
وبينما أطلقت طهران صواريخ وطائرات دون طيار مباشرة من أراضيها على إسرائيل، تطلب الأمر مساعدة كل من الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، لإسرائيل على مواجهة الهجوم.
وقال "بلومبيرغ" إن الولايات المتحدة حثت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الامتناع عن الرد، وبينما يبدو أن نتنياهو قد استجاب لهذه النصيحة في أعقاب الضربة المحدودة الأخيرة لأصفهان، إلا أن أفعاله السابقة تشير إلى ميله إلى التصرف بشكل مستقل.
موقع عسكري إيراني خلال مناورة بمشاركة وحدات الدفاع الجويرويترز
تصعيد محتمل
وأكد الموقع أن التداعيات الأوسع نطاقًا للصراع تمتد إلى قطاع غزة، حيث واجهت الإجراءات الانتقامية الإسرائيلية انتقادات دولية، لافتًا إلى أنه رغم تكتيكات إيران الأخيرة لتشتيت الانتباه، إلا أن المخاوف لا تزال قائمة بشأن التصعيد المحتمل، لاسيما مع الهجوم المتوقع على رفح، وتوقف محادثات وقف إطلاق النار.
وأشار إلى حث الأصوات الدولية، بما في ذلك وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني، على ضبط النفس والحوار، مشددًا على أهمية نزع فتيل التوترات، لاسيما في لبنان، حيث تعمل ميليشيا حزب الله، الوكيل الرئيس لإيران.
من جانبه، حذَّر الخبير الاقتصادي في بلومبيرغ، زياد داود، من أن "التأثير على الاقتصاد العالمي سيكون هائلًا".
وختم الموقع بالقول إنه في هذا المشهد المتطور، تواجه منطقة الشرق الأوسط حالة من عدم اليقين المتزايد، حيث تقيّم إسرائيل باستمرار احتمالات الهجمات الإيرانية، غير أن المخاطر على السلام والاستقرار لم تكن أكبر من أي وقت مضى.