محمد الرخا - دبي - السبت 20 أبريل 2024 11:13 صباحاً - أكّد تقرير لمكتب الأمم المتحدة حول المخدرات والجريمة أنّ منطقة الساحل أصبحت بؤرة جديدة لتهريب المخدرات من غرب أفريقيا إلى أوروبا خصوصا.
وفي أحدث تقرير تم تقديمه في العاصمة السنغالية داكار، لاحظ مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة انفجارا في إنتاج واستهلاك الكوكايين والقنب والمواد الأفيونية في بلدان الساحل الأفريقي، مع تورط الجماعات المسلحة بشكل خاص في تهديد استقرار المنطقة.
ووفق التقرير، تشمل هذه الزيادة الحادة الاتجار في المواد المخدرة، وزيادة حجم مضبوطات المخدرات في جميع أنحاء منطقة الساحل خلال العقد الماضي، إضافة إلى الإنتاج وتوزيع المواد المخدرة للاستهلاك الداخلي.
وقال التقرير إن المضبوطات القياسية في السنوات الأخيرة هي خير دليل على انفجار تهريب المخدرات في منطقة الساحل، موضحا أنه بالنسبة إلى الكوكايين، زادت الكميات التي ضبطتها سلطات إنفاذ القانون من 13 كيلوغراما سنويًا بين عامي 2015 و2020، إلى أكثر من مائة مرة في عام 2022.
وتمثل منطقة غرب أفريقيا مركزا لحركة التهريب والاتجار بين أمريكا الجنوبية المنتجة وأوروبا المستهلكة بشكل متزايد، وفقا للتقرير.
ووفقا لمدير أبحاث مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في غرب ووسط أفريقيا، فرنسوا باتويل، فقد أصبح الإنتاج محليًا أكثر فأكثر، موضحا أنّ "النيجر، على سبيل المثال، قامت بتفكيك مختبرين لمعالجة الكوكايين وتحويله إلى "كراك"؛ ما يعني أن هناك أيضًا جهدًا من قبل منظمة الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة".
وتابع باتويل قوله: "يقوم التجار بزيادة الاستهلاك المحلي؛ لأن الكراك أرخص بكثير من الكوكايين. وهذا يسمح للمتاجرين بقطع الكوكايين وبيعه بسعر أرخص بكثير، ولكن لعدد أكبر من الناس بسعر أقل".
وبالإضافة إلى الحشيش المغربي ومادة "الترامادول" الأفيونية، فإن تهريب المخدرات يسير بشكل نشط وواسع النطاق في منطقة الساحل الأفريقي، وهذا يفيد الجماعات المسلحة، لا سيما في مالي والنيجر، كما يؤكد فرانسوا باتويل.
ويوضح باتويل أنه "يمكنهم شراء الأسلحة والنفوذ عن طريق إرشاء وكلاء إنفاذ القانون في مناطق معينة أو بعض المسؤولين المنتخبين؛ ففي النيجر مثلا، وبعد ضبط 214 كيلوغراماً من الكوكايين في عام 2022، تم اعتقال رئيس بلدية؛ إذ تم تخزين الكوكايين في سيارته".