فيلم "هجان".. قصيدة سينمائية عن الصحراء يفوز بـ3 جوائز

محمد الرخا - دبي - الجمعة 19 أبريل 2024 11:13 مساءً - فاز الفيلم السعودي "هجان" لمؤلفه ومخرجه المصري أبي بكر شوقي بثلاث جوائز في المهرجان السينمائي الخليجي بدورته الرابعة، حيث نال جائزة أفضل فيلم روائي طويل، وجائزة أفضل ممثل حصدها الفنان الشاب عمر العطوي، وأيضاً جائزة أفضل تصوير التي كانت من نصيب جيري فاسبنتر.

Advertisements

وفيلم "هجّان" الذي كتبه شوقي بالشراكة مع عمر شامة ومفرج المجفل يغوص في عوالم سباق الجِمال، جامعاً بين الدراما والأكشن ووجدانيات الصحراء وإرثها الجميل، من خلال تصوير العلاقة الخاصة التي تجمع الشاب "مطر" (العطوي) مع ناقته "حفيرة" اللذين تبادلا إنقاذ بعضهما ممَّن يريد لهما السوء. 

وبعد أن يشترك "غانم" (عزّام النمر) الأخ الأكبر لمطر في سباق الجِمال، يتعرض لمؤامرة من قبل "جاسر" (عبد الرحمن النمر) الذي يوعز لأحد المتسابقين الآخرين أن يتخلَّص بطريقة دنيئة من منافسيه ومنهم غانم الذي يسقط عن جمله ويموت.

بعد هذه الحادثة يضطر مطر للعمل عند قاتل أخيه، من أجل حماية ناقته "حفيرة" والاعتناء بها، ويصل به الأمر لإقناعه بأن هذه الناقة لا يمكنها المشاركة في سباق إن لم يكن هو المتسابق، وفي ظل الصد والرد وصراع الإرادات يهرب مطر بحثاً عن ذاته التي ترفض أن تخضع للإذلال.

ويعرض الفيلم، العلاقة والارتباط الوجداني الآسر ما بين "مطر" وناقته، وكيف ساندا بعضهما في ظل الصراعات العميقة التي أحاطت بهما، إضافة إلى الكثير من التفاصيل المدهشة على صعيد التنويعات النفسية والإنسانية المستلهمة من البيئة الصحراوية وتراثها وإرثها.

وآثر المخرج أبو بكر شوقي أن يكون فيلمه الثاني بعد "يوم الدين" في منطقة بكر سينمائياً، ليس على صعيد الصحراء كمكان، وإنما ما يتعلق بالتداعيات التي تفرضها على الشخصيات، ونوعية الصراعات التي تخلقها، وهو ما ظهر في إدارته لممثليه عبد المحسن النمر، وإبراهيم الحساوي، وعمر العطاوي، والشيماء طيب، وعزام النمر، وتولين بربود.

وإضافة إلى ذلك، استطاع شوقي أن يركز على جماليات منطقة تبوك على ساحل البحر الأحمر حيث أنجز معظم مشاهد فيلمه، وأن يحقق مستوى بصرياً آسراً في تلك الأرض التي تطأها السينما للمرة الأولى، جاعلاً من فيلمه كواحدٍ من أفلام الطريق التي تشهد رحلة مطر في صحراء شاسعة تخفي بقدر ما تظهر، وتحتفي بالتجدد والاستمرارية والتحول الدائم الذي يمر به البطل خلال هذه الرحلة.

وجاء فيلم شوقي، الذي أنتجه مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) بالتعاون مع المنتج المنفذ محمد حفظي، بمثابة قصيدة سينمائية عن الصحراء والارتباط الوجداني بها، وعن القيم التي لن يطويها الزمن.