كتابة سعد ابراهيم - سلط تحليل صحيفة الغارديان لتداعيات التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل الضوء على الاستراتيجية السياسية لرئيس الوزراء نتنياهو وسط التوترات.
ويؤكد التقرير أنه على الرغم من الهجوم الصاروخي والطائرات بدون طيار الإيراني غير المسبوق على إسرائيل، فإن رد عضو مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي بيني غانتس أكد على اتباع نهج مدروس ووعد بالانتقام عندما وفي المكان الذي تختاره إسرائيل.
وبلغ هذا الرد ذروته بضربات بطائرات بدون طيار على موقع عسكري في وسط إيران، وهي خطوة لم تعلن عنها إسرائيل رسميًا ولكن يُعتقد على نطاق واسع أنها نفذتها.
ويشير التحليل إلى أن رد إيران المحدود ربما يكون قد حال مؤقتًا دون نشوب صراع إقليمي أوسع. ومع ذلك، فإن رد طهران الصامت قد لا يرضي منتقدي نتنياهو ومؤيديه.
وعلى الرغم من أن رئيس الوزراء ربما يكون قد حقق انتصارات قصيرة المدى، بما في ذلك تهدئة الرأي العام الإسرائيلي قبل عيد الفصح والحفاظ على الدعم الدبلوماسي الدولي، إلا أن التقرير يشير إلى أن الوضع لا يزال متقلبًا.
ووفقا للتحليل، فإن القلق الرئيسي لنتنياهو هو بقائه السياسي في الصراع الدائر. ويبدو أن النزاع الأخير مع إيران كان سبباً في تعزيز الدعم لحزبه الليكود، وهو ما انعكس بشكل إيجابي في استطلاعات الرأي الأخيرة. ومع ذلك، يشير تحليل الغارديان إلى أن قيادة نتنياهو واجهت انتقادات، لا سيما بشأن الإخفاقات الاستخباراتية ورد فعلها خلال التصعيدات السابقة.
ورغم المكاسب السياسية المؤقتة، يحذر التقرير من احتمال نشوب حرب متعددة الجبهات تلوح في الأفق. تشير التوترات المتزايدة مع حزب الله في لبنان والعنف في الضفة الغربية إلى وضع غير مستقر. وبالإضافة إلى ذلك، فإن صعود ميليشيات المستوطنين وهجماتها الأخيرة على المجتمعات الفلسطينية يشكل تحديات للأمن والاستقرار في المنطقة.
في الختام، يشير تحليل الغارديان إلى أنه على الرغم من تراجع الأعمال العدائية المباشرة بين إيران وإسرائيل، إلا أن التوترات الأساسية لا تزال قائمة، مع احتمال التصعيد في المستقبل. وتشكل الأحداث الأخيرة تمريناً تدريبياً لكلا الجانبين، مما يشير إلى ضرورة اليقظة والحذر في المستقبل.
أخبار متعلقة :