6 عوامل تدفع إيران وإسرائيل نحو طي صفحة التصعيد

محمد الرخا - دبي - الجمعة 19 أبريل 2024 05:21 مساءً - أثار الهجوم العسكري المنسوب لإسرائيل ضد إيران وحلفائها في المنطقة، التساؤلات حول طيّ طهران وتل أبيب صفحة الهجمات العسكرية المتبادلة.

Advertisements

وحسب تقارير إعلامية، فإن سلسلة من الانفجارات وقعت بشكل متزامن الجمعة، في إيران وسوريا والعراق، وذلك على إثر هجوم إسرائيلي بالصواريخ والمسيرات، فيما لم تعلق السلطات الإسرائيلية رسميًّا على ذلك.

وأفادت وسائل إعلام إيرانية، بسماع دوي ثلاث انفجارات قرب قاعدة جوية تابعة للجيش قرب أصفهان، فيما أشارت وسائل إعلام سورية، إلى أن الطيران الإسرائيلي استهدف مطار الثعلة بالسويداء.

أخبار ذات صلة

هل يعيد التصعيد بين إيران وإسرائيل "حرب الظل" إلى الواجهة؟

طي الصفحة

وحسب التقديرات، فإن ستة عوامل يمكن أن تمثل إشارة إلى طيّ إسرائيل وإيران صفحة الهجمات المتبادلة، والتي بدأت باستهداف الطيران الإسرائيلي لمقر القنصلية الإيرانية في دمشق، أولها رغبة الطرفين بعدم التصعيد.

ويبدو من الواضح أن طهران وتل أبيب ترغبان في الإبقاء على قواعد اشتباك واضحة تقوم على أساس الهجمات المباشرة من أي طرف ضد الآخر، وهو الأمر الذي يمنع انجرار المنطقة نحو حرب مفتوحة.

أما العامل الثاني، فيتمثل في تنفيذ إسرائيل لهجومها داخل إيران وفق أدنى الحدود وبأقل الأضرار الممكنة، الأمر الذي جمع بين رغبتها في الرد على هجوم السبت، والرغبة الأمريكية بعدم إحداث تصعيد كبير، ما يمكّن تل أبيب من طي صفحة التصعيد الحالي مع طهران.

وفيما يتعلق بالعامل الثالث، فهو يمثل رسالة من المؤسستين العسكرية والأمنية الإسرائيليتين، أنهما قادرتان على ضرب مقدرات البرنامج النووي الإيراني وإحداث ضرر بليغ فيه، الأمر الذي تتجنبه إيران وتدرك أثره السلبي.

وحسب العامل الرابع، فإن الجيش الإسرائيلي نفذ ردًّا عسكريًّا على هجوم السبت يمكن لإيران تجاهل الرد عليه، خاصة وأنه لم يؤدِّ إلى إحداث ضرر بليغ، وحجم الصواريخ والمسيرات التي أطلقت أقل بكثير من تلك التي أطلقها الحرس الثوري الإيراني.

ويعد تقليل إيران من شأن الهجوم الإسرائيلي على أصفهان وبعض حلفائها في المنطقة، العامل الخامس، الذي يمنح الإيرانيين فرصة لعدم الرد على إسرائيل وتجاهل الهجوم، وهو من أكثر المؤشرات القوية على رغبة إيران بعدم تنفيذ أي هجمات جديدة.

أما العامل السادس والأخير، فيتمثل في الضغط الأمريكي والغربي على كلا الطرفين من أجل وقف الهجمات، والوساطة غير المباشرة من قبل عدد من الدول للحيلولة دون الدخول في تصعيد واسع النطاق بينهما.

أخبار ذات صلة

ضربة أصفهان.. هل أبلغت إسرائيل واشنطن؟

استعراض قدرات

وأكد مسؤول إسرائيلي، أن "الهجوم الإسرائيلي الليلة الماضية، يمكن اعتباره استعراضاً لقدرات إسرائيل العسكرية، ورسالة لإيران بأن تل أبيب لديها القدرة على مهاجمة الأراضي الإيرانية"، وفق ما أوردت قناة "i24news" العبرية.

وحسب القناة العبرية، "ووفقاً للتقديرات الأولية، فإن إيران لن ترد على الهجوم؛ لكن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية في حالة تأهب قصوى ترقباً لأي احتمال يتعلق بإمكانية تنفيذ الحرس الثوري الإيراني لهجمات جوية".

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، عن شبكة (CNN) الأمريكية، قولها، إن "مسؤولاً استخباراتيًّا إقليميًّا أكد انتهاء الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، وأنه من غير المتوقع أن ترد الأخيرة على الهجوم الإسرائيلي".

أخبار ذات صلة

قلق دولي في أعقاب هجوم أصفهان ودعوات لخفض التصعيد

فرصة ثمينة

ورأى المحلل السياسي أليف صباغ، أن "إسرائيل وإيران معنيتان بطيِّ صفحة المواجهة المباشرة بينهما، وأن الرد الإسرائيلي يمثل فرصة ثمينة لكلا الطرفين من أجل وقف موجة التصعيد الحالية، خاصة وأن تل أبيب لم تعلن بشكل رسمي مسؤوليتها عن الهجوم".

وأوضح صباغ لـ"الخليج 365"، أن "من الواضح أن قواعد الاشتباك بين الجانبين عادت لما كانت عليه في السابق، وأن الجانبين سيكتفيان بالهجمات غير المعلنة عبر الوكلاء وأطراف أخرى".

وأضاف: "من الواضح أن الهجوم الإيراني والرد الإسرائيلي عليه يأتي في إطار اتفاق غير معلن بين الطرفين وبوساطة غربية، بما يحول دون تصعيد أكبر"، لافتاً إلى أن الطرفين حققا مكاسب من التصعيد الأخير على المستويين المحلي والإقليمي.

وأشار صباغ، إلى أن "إيران نجحت في كسب ثقة حلفائها في المنطقة والترويج لقدرتها على تهديد أمن إسرائيل، فيما تمكنت الأخيرة من تعزيز الالتفاف الدولي حولها، وتقليل حجم الانتقادات الغربية الموجهة لجيشها بشأن حرب غزة".

وحسب الخبير السياسي، فإن "إسرائيل حصلت بعد الهجوم الإيراني على مزايا جديدة بشأن الحرب على غزة، كما أنها ستعزز تلك المزايا بصفقات أسلحة مع الولايات المتحدة والدول الغربية خلال الفترة المقبلة".