"المنتجات الأمريكية" تحتوى على مستويات عالية من المبيدات الحشرية

محمد الرخا - دبي - الجمعة 19 أبريل 2024 03:03 مساءً - أصدرت منظمة "تقارير المستهلك"، أكبر منظمة غير ربحية لاختبار المنتجات في العالم، تقريراً شاملاً يكشف عن مستويات المبيدات الحشرية في الفواكه والخضروات التي تباع بشكل شائع في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

Advertisements

يشير التقرير، بحسب موقع gizmodo، إلى أنّ ما يقرب من 20٪ من المنتجات التي تم تحليلها تشكل خطرًا كبيرًا للتعرض لمبيدات الآفات الضارة، مع كون الفلفل الحلو والبطيخ والتوت الأكثر تضرراً.

تلعب المبيدات الحشرية دوراً حاسماً في الممارسات الزراعية، بهدف السيطرة على الآفات وضمان سلامة المحاصيل. وفي حين تضع الهيئات التنظيمية حدودًا لبقايا المبيدات الحشرية على المواد الغذائية، ويتم حظر بعض المبيدات الحشرية بسبب آثارها الضارة، تشير تقارير المستهلك إلى ضرورة اتخاذ المزيد من التدابير لحماية المستهلكين. وعلى الرغم من الخطوات التي تم إحرازها في الحد من استخدام المبيدات الحشرية منذ منتصف التسعينيات، تؤكد المنظمة أنه من الضروري اتخاذ المزيد من الإجراءات لتعزيز سلامة الإنتاج.

وفي تحقيقها الدقيق الذي امتد على مدى سبع سنوات من البيانات الصادرة عن وزارة الزراعة الأمريكية، فحصت تقارير المستهلك ما يقرب من 30 ألف عينة من 59 فاكهة وخضروات شائعة الاستخدام، سواء المزروعة محليًّا أو المستوردة.

وكشفت النتائج أن منتجات مثل التوت والبطاطس والفراولة المستوردة (الطازجة والمجمدة) والبطيخ واللفت والفلفل الحار تنطوي على مخاطر عالية للتعرض للمبيدات الحشرية. وعلى العكس من ذلك، تم تصنيف الفطر والبرتقال والخوخ والبصل الأخضر والطماطم المعلبة على أنها منتجات منخفضة المخاطر.

واستخدمت تقارير المستهلك عتبة صارمة لتحمل المبيدات الحشرية، تختلف عن معايير وكالة حماية البيئة (EPA)، لمراعاة المخاطر الصحية المحتملة. ويعتقد أن العديد من المبيدات الحشرية المكتشفة تسبب اختلالات في الغدد الصماء، وقادرة على محاكاة الهرمونات في الجسم، مما قد يؤثر على الصحة على المدى الطويل، خاصة خلال مراحل الحياة الحرجة مثل البلوغ أو الحمل.

وأكد مايكل هانسن، أحد كبار الباحثين في المنظمة، على الحاجة إلى اتباع نهج احترازي في تقييم مخاطر المبيدات الحشرية، مشيرًا إلى القيود المفروضة على معايير وكالة حماية البيئة الحالية. وبينما يسلط التقرير الضوء على مخاوف كبيرة، فإنه يسلط الضوء أيضًا على أن المخاطر التي تم تحديدها تنبع في المقام الأول من عدد قليل من المبيدات الحشرية المختارة عبر محاصيل محددة، مما يشير إلى استراتيجيات تخفيف يمكن التحكم فيها مع التدخل التنظيمي المناسب.

وتدعو المنظمة إلى ممارسات استهلاكية حذرة، خاصة بين الفئات الضعيفة مثل الأطفال والحوامل. كما توصي بالحد من تناول المنتجات عالية الخطورة إلى أقل من حصة يوميًا والعناصر شديدة الخطورة إلى أقل من نصف حصة يوميًا. بالإضافة إلى ذلك، أوضح التقرير أنّ المنتجات العضوية تمثل عمومًا مخاطر أقل لمبيدات الآفات، وإن كانت بتكلفة أعلى في كثير من الأحيان.

ويؤكد التحليل الشامل لتقارير المستهلك على الحاجة المستمرة للمراقبة اليقظة لاستخدام مبيدات الآفات في الزراعة واتخاذ التدابير التنظيمية لضمان سلامة الإمدادات الغذائية. ومع تزايد وعي المستهلكين بالمخاطر الصحية المحتملة المرتبطة بالتعرض لمبيدات الآفات، فإن اتخاذ القرارات المستنيرة والدعوة إلى لوائح أكثر صرامة أمر ضروري لتعزيز بيئة غذائية أكثر صحة وأمانًا.