"أوه كندا" لـ"بول شريدر".. فيلم عن مواجهة الموت

محمد الرخا - دبي - الجمعة 19 أبريل 2024 02:13 مساءً - كانت مصادفة غريبة أن يشتغل المخرج الأمريكي بول شريدر، كتابةً وتصويراً، على فيلمه "أوه، كندا" المتمحور حول الأيام الأخيرة لمخرج الأفلام الوثائقية "ليونارد فايف"، في الوقت الذي يعاني فيه شخصيًّا من تبعات "كوفيد19" ومشاكله التنفسية التي أدت إلى دخوله المستشفى.

Advertisements

الفيلم المشارك في مسابقة مهرجان "كان" السينمائي في دورته السابعة والسبعين، مقتبس من رواية "ضائع" للروائي الأمريكي "راسل بانكس"، الذي توفي العام الفائت بينما كان شريدر يعمل على سيناريو فيلمه الأخير، وعلى الرغم من أن شبح الموت يحيطه بتفاصيله، إلا أنه من الموعود أن يكون نابضاً بالحياة والسخرية من نهاياتها.

حتى أن المخرج قال في أحد تصريحاته عن ذلك الموضوع: "كنا جميعًا نتعامل مع قضايا الوفيات كما يفعل ليونارد في الفيلم. لكنك في النهاية تصل إلى النقطة التي تتساءل فيها عن عدد الرصاصات التي تركتها في بندقيتك".

ويدور فيلم "أوه، كندا" عن ليونادر فايف اليساري الأمريكي الذي فرّ إلى كندا عندما كان شابًّا لتجنب التجنيد في حرب فيتنام، وكان قد بنى حياته المهنية في الأفلام التسجيلية، بينما كانت حياته الشخصية كلها مبنية على أسطورة الخلق المُهلهَلة إلى حد كبير بحسب رأيه، لكن فايف يعاني من مرض السرطان في مونتريال، وأثناء احتضاره يدرك أن حياته كلها مبنية على الأكاذيب؛ لذا يحاول مواجهة نفسه قبل أن يموت، وذلك من خلال موافقته على إجراء مقابلة أخيرة.

تلك المقابلة ستتيح له الكشف عن أسراره التي طال التَّكتُّم عليها، وإزالة الغموض عن حياته الأسطورية، يتكشف اعتراف فايف الصادم وسط حضور زوجته إيما، وطالبه السابق المخلص مالكولم ماكلويد، وفريق من صانعي الأفلام الذين يلتقطون هذه اللحظة العميقة دراميًّا ونفسيًّا.

ويأتي هذا الفيلم بعد ثلاثية لشريدر ركزت على رجال يواجهون أنفسهم وهم إيثان هوك في فيلم "الإصلاحي الأول" (First Reformed) لعام 2017، وأوسكار إسحاق في "عدّاد البطاقات" (The Card Counter) في عام 2021، وجويل إدجيرتون في فيلم "السيد البستاني" (Master Gardener) لعام 2022. وأبطال هذه الأفلام الثلاثة هم رجال في منتصف العمر على حافة الانهيار العصبي.

لكن المخرج الأمريكي المخضرم يصر على أن "أوه، كندا" ليس جزءاً رابعاً لهذه السلسلة، وفي الوقت ذاته يُقرّ بأنه كان بحاجة إلى ممثل خبير يمكنه تقديم أداء هادئ ولكن مكثف، وهو ما دفعه لإشراك صديقه القديم "ريتشارد جير" ليلعب دور فايف، ليعودا بعد أكثر من 40 عامًا منذ تعاونهما الأخير في فيلم "القوّاد الأمريكي" (American Gigolo).

واستكمالاً في جعل الفيلم ذا أفضلية وقابلاً للتصديق، اتكأ شريد على ممثل أصغر سنًّا من جير لكنه يتمتع بالقدر نفسه من الهدوء والجاذبية، وهو الممثل الأسترالي "جاكوب إيلوردي" ليجسد الشخصية في شبابها، وعن ذلك قال المخرج في أحد لقاءاته: "ليس هناك ممثل أفضل من جاكوب لأداء شخصية فايف في المرحلة العمرية الأصغر التي يؤديها جير في نهاية حياته".

يشارك في بطولة الفيلم الذي أنتجته شركة "آركلايت فيلمز" كل من إيما ثورمان، وكريستين فروسيث، ومايكل إمبيريولي، وبينيلوب ميتشيل، وغيرهم.

لنكون أمام فيلم عن الشيخوخة، وعن النظر إلى الوراء إلى شباب المرء، وما هي الأحداث والأخطاء التي قد يكون قد ارتكبها، وبعد الانتهاء من تصويره صرَّح شريدر: "لقد صنعت الآن فيلمي عن مواجهة الموت. أنا الآن مستعد للانتقال إلى أشياء أخرى".