تأثير "مرعب" للوجبات السريعة على أدمغة المراهقين

محمد الرخا - دبي - الخميس 18 أبريل 2024 03:03 مساءً - ألقت دراسة أجراها باحثون في جامعة جنوب كاليفورنيا الضوء على العواقب الدائمة للنظام الغذائي الغني بالدهون والسكريات خلال فترة المراهقة.

Advertisements

وأوضح الباحثون، بحسب موقع Medical Xpress، احتمالية حدوث ضعف في الذاكرة طويلة الأمد ناتج عن الاختيارات الغذائية السيئة خلال مراحل النمو الحاسمة.

وتهدف الدراسة، التي قادها سكوت كانوسكي والمؤلفة الرئيسة آنا هايز، إلى استكشاف العلاقة بين النظام الغذائي ووظيفة الذاكرة، مع التركيز بشكل خاص على الناقل العصبي "أستيل كولين"، وهو ناقل حيوي للذاكرة والعمليات المعرفية.

وأثبتت الأبحاث السابقة وجود علاقة بين النظام الغذائي السيئ وحالات مثل مرض الزهايمر، الذي يتميز بانخفاض مستويات الأسيتيل كولين في الدماغ.

ودفع هذا الباحثين إلى التحقيق في كيفية تأثير النظام الغذائي الغني بالدهون والسكريات على مستويات الأسيتيل كولين وأداء الذاكرة اللاحقة، خاصة خلال الفترة الحرجة من المراهقة عندما يخضع الدماغ لتطور كبير.

وأوضحت المؤلفة الرئيسة هايز، أن " إشارات الأسيتيل كولين هي آلية تساعدهم على تشفير تلك الأحداث وتذكرها، على غرار "الذاكرة العرضية" لدى البشر التي تسمح لنا بتذكر أحداث من ماضينا".

وأكدت نتائج الدراسة مدى تعرض دماغ المراهق للتأثيرات الغذائية والعواقب المحتملة طويلة المدى على القدرات المعرفية لاحقا.

وأكد كانوسكي على الطبيعة الحرجة للمراهقة في نمو الدماغ، مشيرًا إلى أنه "لسوء الحظ، بعض الأشياء التي قد يكون من السهل عكسها خلال مرحلة البلوغ تكون أقل قابلية للعكس عندما تحدث أثناء مرحلة الطفولة". ومع ذلك، هناك أمل في التدخل، كما هو موضح في الجولات اللاحقة من الدراسة حيث تم عكس ضعف الذاكرة جزئيًا باستخدام الأدوية التي تحفز إطلاق الأسيتيل كولين.

وبما أن نتائج هذه الدراسة يتردد صداها في الأوساط العلمية، فهي بمثابة تذكير بالتأثير العميق الذي يمكن أن تحدثه الخيارات الغذائية على صحة الدماغ والوظيفة الإدراكية، خاصة خلال فترات النمو الحرجة، كما الطريق لدراسات مستقبلية تهدف إلى فهم وتخفيف العواقب طويلة المدى للعادات الغذائية السيئة على وظائف المخ لدى المراهقين.