هل تشعر أن الوقت يمر بسرعة؟ إليك كيفية إبطائه

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 17 أبريل 2024 07:10 مساءً - في خضم الحياة العصرية، من الشائع أن نشعر بأن الوقت يفلت من بين أصابعنا. ومع تقدمنا في السن، غالبًا ما يزداد هذا الإحساس، مما يترك الكثير منا يتساءل: أين ذهبت السنون؟. ولكن لماذا يبدو أن الوقت يتسارع مع تقدمنا في السن؟ وفقًا للخبراء، هناك العديد من العوامل النفسية التي تلعب دورًا، بحسب تقرير نشره موقع "HuffPost".

Advertisements

وأكدت أليسيا أرديتو، معالجة متخصصة في العمل مع كبار السن في شمال ولاية فيرجينيا الأمريكية، أنها كثيرًا ما تواجه عملاء يتصارعون مع الإحساس بأن الحياة تتسارع، مبينة أنّ من المشاعر الشائعة التي عبر عنها الكثيرون أن الحياة قد مرت في غمضة عين.

أحد التفسيرات التي قدمتها روث أوغدن، أستاذة علم النفس في جامعة ليفربول البريطانية، يدور حول تصورنا المتغير للوحدات الزمنية مثل السنوات. وأوضحت: "عندما يكون عمرك 8 سنوات، على سبيل المثال، فإن سنة واحدة هي ثُمن حياتك كلها، بينما عندما تبلغ 80 عامًا، فهي مجرد سنة من 80 عامًا، مما يساهم في الشعور بأن الوقت ينفد بشكل أسرع".

بالإضافة إلى ذلك، تلعب ذكرياتنا دورًا حاسمًا في تشكيل إدراكنا للوقت، إذ تشير أوغدن إلى أن أدمغتنا تقيس مرور الوقت بناءً على عدد وشدة الذكريات التي تكونت خلال فترات محددة. ومع تقدمنا في السن، نميل إلى تكوين ذكريات جديدة أقل مقارنة بشبابنا، مما يؤدي إلى الشعور بمرور الوقت بسرعة أكبر.

ولمواجهة هذا التصور وإبطاء مسيرة الزمن التي لا هوادة فيها، يقترح الخبراء تبني الحداثة والتجارب الجديدة، إذ إنّ الانخراط في أنشطة جديدة لا يخلق ذكريات نابضة بالحياة فحسب، بل يجدّد الروتين أيضًا، مما يجعل الوقت يبدو أكثر اتساعًا. وسواء كان ذلك السفر إلى أماكن غريبة، أو تعلم مهارة جديدة، أو ببساطة تجربة طريق مختلف من العمل إلى المنزل، فإن إدخال الحداثة في حياتنا يمكن أن يطيل من إدراكنا للوقت.

علاوة على ذلك، فإن الطلب المعرفي لتعلم شيء جديد يمكن أن يغير إدراكنا للوقت. فمثلما تبدو الرحلة إلى وجهة غير مألوفة أطول بسبب الحداثة وعدم اليقين الذي تنطوي عليه، فإن الانخراط في تجارب جديدة يوسع تجربتنا مع الزمن.

ومع ذلك، فإن السعي وراء الحداثة لا ينبغي أن يطغى على قيمة الملذات المألوفة. وتنصح أوغدن بتحقيق التوازن بين احتضان الجديد والاعتزاز بالقديم، مؤكدة أن السعادة تكمن في قضاء الوقت في الأشياء التي نحبها.

وبهذا، يكمن مفتاح إبطاء الوقت في استعدادنا لاحتضان الحداثة، وتذوق المألوف، وتحقيق التوازن بين الاثنين. ومن خلال الانخراط بنشاط في تجارب جديدة والاعتزاز بالذكريات، يمكننا استعادة الشعور بالسيطرة على مرور الوقت وإثراء حياتنا.