علي وجيه: ما مرَّرناه في "مال القبان" إنجاز للدراما السورية وللرقابة

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 17 أبريل 2024 03:03 صباحاً - قال السيناريست السوري علي وجيه إنه مرر أمام اللجنتين "صناعة السينما" و"اللجنة الوطنية للدراما" الكثير من الأمور التي لم يكونوا موافقين عليها، وخاصةً في مسلسل (مال القبان) معتبراً أن ما مرره فيه بمثابة إنجاز للدراما السورية وللرقابة أيضاً.

Advertisements

واعتبر وجيه خلال حواره ضمن برنامج "المختار"، أن إثارة الجدل ليس هدفاً بالنسبة له ولا لشريكه في الكتابة يامن الحجلي، لكن سعيهما الدائم لتقديم الجديد والمختلف وغير الاعتيادي هو ما يجعل أعمالهما مثيرةً للجدل.

وعلى صعيد الشخصيات بمسلسلي "ولاد بديعة" و"مال القبان" يرى وجيه أن الخاص منها هو الجدير بالطرح، لكنها تبقى نماذج غير قابلة للتعميم، فهي من نتاج الحرب ضمن ظروف خاصة جعلت من تلك الشخصيات ضحايا الظرف الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.

وأضاف: "رؤيتنا أنا ويامن تتلخص بألا نخبِّئ الوسخ تحت السجادة، لأن ذلك لن يجعل الغرفة نظيفة، لذلك نعتمد المواجهة التي تحقق الصدمة لدى المشاهد، والهدف منها تسليط الضوء على الإشكاليات، خاصةً أننا نؤمن بأن الواقع هو من يولِّد الدراما وليس العكس، وهو قادر على مفاجأتك دائماً بسلبياته وإيجابياته".

وحول الانتقادات التي طالت أعماله والعنف الذي كرَّسته قال: "لست مع مقولة إن الدراما هي من تُربّي الناس، لكن الصدق مع الناس هو من يجعلهم يصدقونك، ومواجهتهم بحقائق مزعجة لهم يجعلهم يفكرون بها أكثر، كما أنها تحرض الحوار حول المشكلة".

أخبار ذات صلة

جديد ريم السواس "ولادك بديعة".. الاستثمار بالدراما

وأوضح كاتب "عناية مشددة" أن المجازفة والمغامرة ضرورية في الكتابة للدراما، مُعقِّباً: تجسد ذلك في "ولاد بديعة" الذي بدأت مع الحجلي كتابته في شهر سبتمبر، وكنا نسابق الزمن لإنجازه، وهو العمل الوحيد الذي كنا نعرف مخرجاته وأبطاله قبل كتابته، بناء على توافق بيننا وبين شركة بينتاليس والمخرجة رشا شربتجي.

وقال: "اعتمدنا فيه تركيبة فنية عبارة عن مزيج من جرعات عالية من التراجيديا مع الميلودراما مع الهزَل والعنف ضمن شخصيات فاقعة، كل ذلك ولَّد انطباع العبث، فهو ليس واقعياً 100% لكنه توليفة فنية للواقع، مقتدين بصيغة مشابهة لأعمال المخرج الأمريكي "كوينتين تارانتينو" والمخرج البريطاني "غاي ريتشي".

أما عن استهدافهم لبيئات غريبة كنابشي القمامة في "على صفيح ساخن" وسوق الهال في "مال القبان" والدباغات في "ولاد بديعة" أوضح أن ذلك مقصود، لأن تلك البيئات غنية وتؤمّن الجديد للدراما الذي من الصعب جداً الحصول عليه في بيئات تقليدية، وبإمكان ذلك توليد عشرات القصص، مؤكداً أن إدخال الدراما لتلك البيئات يتم بعد بحث حقيقي يأخذ وقتاً كبيراً من أجل الكتابة.

العقود التي تبرمها شركات الإنتاج مع كُتَّاب السيناريو مجحفة

السيناريست السوري علي وجيه

وفي سياق منفصل وصف علي وجيه العقود التي تبرمها شركات الإنتاج مع كُتَّاب السيناريو بأنها مجحفة جداً بحق الكاتب وينبغي مراجعتها، قائلاً: "أتفق أنَّ مِنْ حقّ المخرج وشركات الإنتاج التدخل في النص، لكن على ذلك أن يكون ضمن أعراف راسخة من الاحترام والحوار، وفي حال كان الاتفاق واضحاً من الأساس لن يحصل أي خلاف فيما بعد".

وأضاف: "العقود الحالية لا تحمي الكاتب نهائياً، فمن حق شركة الإنتاج أو المخرج أن يغيّروا أي شيء، والأهم أن بإمكانهم تغيير المقولة الفكرية التي يريدها السيناريست، لذلك على لجنة صناعة السينما ونقابة الفنانين واللجنة الوطنية للدراما التَّدخُل لإصلاح هذا الخلل".

وعن الشراكة التي جمعته مع يامن الحجلي فأوضح أن ميزتها هي الانسجام بالأمور الدرامية الأساسية، مضيفاً: "لحسن الحظ أنه لم يتم استكتابنا لأي عمل، وكل ما اشتغلنا عليه من مشاريع كان نابعاً منا، وكل نصوصنا تعلَّمنا منها، منذ (عناية مشددة) حيث الكتابة أقرب إلى العفوية، بما لها من إيجابيات ومآخذ، مروراً بـ(صفيح ساخن) الذي شكَّل مفصلاً مهماً، وهكذا، لكن كل مشاريعنا بذلنا فيها المجهود نفسه وعملنا عليها بحب".

أخبار ذات صلة

"مال القبان".. حكاية مركبة تُسخِّر الاقتصاد لخدمة الدراما

وحول إخراج نصوصهما من قبل أبرز مخرجي الدراما في سوريا قال وجيه: "لا أحد لا يحب التعامل مع الأفضل، خاصةً أن المخرجين الجيدين باتوا قلائل جداً، والمشكلة إن كانوا مرتبطين بأعمال أخرى، حينها لا مانع لدينا من اللجوء إلى الأسماء الشابة، بشرط إيماننا بأن ما نكتبه سيكون بين أيدٍ أمينة، علماً أنه بقدر ما يشاركنا المخرج في رؤيته منذ البداية، بقدر ما نشاركه بنجاح العمل ونتحمل معه الفشل إن حصل، لأن المخرج الشجاع هو من يجمع لديه أكبر عدد من الشركاء الذين يثق بهم".

وعن العلاقة مع الرقابة أكد كاتب "هوا أصفر" بأنها تتم اليوم عبر وسيط لجنة صناعة السينما واللجنة الوطنية للدراما.

وزاد بالقول: "هي في الأغلب علاقة شركات الإنتاج مع اللجنتين، أما ما يتعلق بالنقاشات الفكرية فتتم مع الكاتب، خاصةً بعد التقرير الرقابي، ونتيجة ذلك الحوار مرَّرنا الكثير من الأمور التي لم يكونوا موافقين عليها، وخاصةً في (مال القبان) الذي أعتبر ما مررناه فيه إنجازاً للدراما السورية وللرقابة أيضاً".

وأضاف: "الفضل برفع أي سقف رقابي هو للمبدع الذكي أولاً، ولرحابة صدر الرقيب ثانياً، لا سيما أن الخطوط الحمراء غير واضحة المعالم، وتعتمد على من يقرأ من الرقباء. لكن بالعموم الدراما السورية تستحق هامشاً من الحرية أكبر بكثير من الموجود حالياً".