محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 16 أبريل 2024 11:21 مساءً - قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن التصعيد الحالي بين إسرائيل وإيران يحوّل تركيز الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، وحتى دول الإقليم، بعيدًا عن الأزمة الحقيقية والحرب الدائرة في غزة.
وبحسب تقرير للصحيفة، عرضت دراما الضربات بين إسرائيل وإيران ذهاباً وإياباً لنتنياهو شيئاً من صرف الانتباه عن الأزمة الأكثر إلحاحاً المطروحة؛ إذ يواجه رئيس الوزراء اليميني وحكومته الحربية انتقادات دولية متزايدة حول طريقة إدارتهم للحرب في غزة، التي أدت إلى مقتل أكثر من 33 ألف فلسطيني، وكارثة إنسانية في القطاع المحاصر.
في المقابل، كان الرد الدولي على الهجوم الإيراني بمثابة تذكير للإسرائيليين بالدعم طويل الأمد الذي يتمتعون به في الغرب، وكذلك بين جيرانهم في المنطقة الذين لا يثقون بطموحات طهران وأجندتها.
وأضاف التقرير أن إيران لم تطالب في تصريحاتها حول ضربتها لإسرائيل بوقف إطلاق النار في غزة، وربطت قرارها بالهجوم الإسرائيلي على ضباط الحرس الثوري الإيراني - وليس بمعاناة الفلسطينيين الذين تدّعي طهران أنها تدافع عن قضيتهم.
وفي هذا السياق، كتب جاك خوري، في صحيفة هآرتس الإسرائيلية: "بعد الهجوم الإيراني، يبدو أن الحرب في غزة قد عادت إلى نقطة البداية، إسرائيل ضد حماس. وعلى هذا النحو، وبعد مرور أكثر من ستة أشهر على بدء المعركة، لا يزال هناك 133 رهينة إسرائيليا وغير إسرائيلي يصلّون من أجل إطلاق سراحهم، في حين لا تزال غزة مدمرة وتنزف، من دون أي أفق أو رؤية لليوم التالي".
وأشار التقرير إلى أن التحوّل عن غزة قد يستمر أو لا يستمر بناء على احتمالين: أولهما أن يُدرك صنّاع القرار الأمريكي أن نتنياهو وحكومته الحربية يجرون حلف الناتو إلى حرب إقليمية مع إيران، وهو ما ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي؛ ما يجعلهم يعكسون ذلك على شكل ضغوط هائلة على رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لوقف الحرب في غزة، ووقف المعاناة الإنسانية.
وثانيهما؛ أن تنجح مقامرة نتنياهو بشن حرب إقليمية؛ ما يدفع الزعماء الغربيين إلى السماح لإسرائيل بمواصلة استخدام التجويع كتكتيك في غزة، ومهاجمة رفح، التي لجأ إليها أكثر من مليون فلسطيني، وسحب المنطقة إلى الهاوية.