محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 16 أبريل 2024 10:10 مساءً - قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن إسرائيل بدأت تعيد حساباتها بشأن سلوك إيران، حيث اعتادت على استهداف المسؤولين الإيرانيين دون انتقام مباشر من طهران، إذ إن عملياتها اتسمت بالحذر دومًا دون أن تنزلق إلى خوض حرب مباشرة، إلا أن ذلك الافتراض دحضته الهجمات الإيرانية الأخيرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الإسرائيليين، كانوا يجادلون في العلن و السر، وطوال سنوات، بأنه كلما تعرضت إيران لضربة أقوى، أصبحت أكثر حذرًا بشأن الرد، لكن ما حدث أدى لقلب الموازين.
الخبرة المتراكمة
وجاء الهجوم ردًا على الهجوم الإسرائيلي، في وقت سابق من هذا الشهر، على قنصلية طهران في سوريا والتي أسفرت عن مقتل 7 مسؤولين عسكريين إيرانيين هناك.
وقال محللون إن ذلك أظهر أن القادة في طهران لم يعودوا راضين عن قتال إسرائيل من خلال وكلائهم المتنوعين، مثل ميليشيا حزب الله في لبنان أو ميليشيا الحوثيين في اليمن، ولكنهم بدلاً من ذلك مستعدون لمواجهة إسرائيل مباشرة، بحسب ما ذكرته الصحيفة الأمريكية.
ونقلت الصحيفة عن الرئيسة السابقة للأبحاث في الموساد (وكالة الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية) سيما شاين: قولها: "أعتقد أننا أخطأنا في الحسابات".
وأضافت شاين: "إن الخبرة المتراكمة لدى إسرائيل تشيرإلى أن إيران لا تملك وسائل جيدة للانتقام.. كان هناك شعور قوي بأنهم لا يريدون المشاركة في الحرب."
ولم يتسبب رد إيران في نهاية المطاف في أضرار تذكر في إسرائيل، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن إيران أبلغت عن نواياها مقدمًا، ما أعطى إسرائيل وحلفاءها عدة أيام لإعداد دفاع قوي.
وأصدرت طهران بيانًا حتى قبل انتهاء الهجوم، مفاده أنه ليس لديها أي خطط أخرى لضرب إسرائيل، وفق الصحيفة.
ومع ذلك، فإن الضربات الإيرانية تحول "حرب الظل" التي دامت سنوات بين إسرائيل وإيران إلى مواجهة مباشرة؛ وإن كان من الممكن احتواؤها، اعتمادًا على كيفية رد إسرائيل.
صراع منخفض المستوى
وترى الصحيفة أن لدى إيران قوة نيران كبيرة لا يمكن صدها إلا بدعم مكثف من حلفاء إسرائيل، مثل الولايات المتحدة، ما يسلط الضوء على حجم الضرر الذي يمكن أن تُلحقه بإسرائيل دون هذه الحماية.
وكانت العلاقة بين إيران وإسرائيل ذات يوم أكثر غموضًا، حتى أن إسرائيل باعت الأسلحة لإيران خلال الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينيات، لكن العلاقات بينهما توترت فيما بعد بعد انتهاء تلك الحرب.
وأضافت الصحيفة أن إيران دعمت حماس ومولت وسلحت ميليشيات إقليمية أخرى معادية لإسرائيل، والتي انخرط العديد منها في صراع منخفض المستوى مع إسرائيل منذ الهجمات القاتلة التي شنتها حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول.
وعلى نحو مماثل، استهدفت إسرائيل وكلاء إيران بانتظام، فضلاً عن اغتيال مسؤولين إيرانيين، بما في ذلك على الأراضي الإيرانية، وهي عمليات قتل تتجنب تحمل المسؤولية عنها رسميًا.