محللون لـ "الخليج 365": إسرائيل تراوغ في المفاوضات بورقة "عودة النازحين"

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 16 أبريل 2024 03:03 مساءً - تفاجأ طيف واسع من العائلات الفلسطينية النازحة من شمال قطاع غزة، الأحد، باتصال من الجيش الإسرائيلي يبلغهم بإمكانية العودة إلى منازلهم في مناطق شمال القطاع.

Advertisements

وما أن انتشر الخبر واستطاع بعض العائلات الوصول بسلام إلى مناطقهم شمال غزة، حتى اكتظت طريق العودة بعشرات الآلاف من النازحين الراغبين بالعودة إلى منازلهم رغم الدمار الهائل والقصف المتواصل.

وبعد عدة ساعات، ومع تزايد أعداد العائدين، أصدر الجيش الإسرائيلي بيانًا حذر فيه السكان من محاولة العودة وأن ما يتم تداوله بهذا الشأن عارٍ عن الصحة، مؤكداً عدم السماح بعودة أهالي الشمال، ومحذراً من شخص لا يلتزم بالتعليمات يعرض حياته للخطر.

ويرى محللون سياسيون أن هذه الخطوة الإسرائيلية تأتي في إطار إرضاء الأمريكيين والأوروبيين، لا سيما وأن مجمل الحديث يدور عن عدم وجود خطة إسرائيلية لإجلاء مئات آلاف المدنيين النازحين في مدينة رفح.

وقال يحيى قاعود المحلل السياسي لـ "الخليج 365": "منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة، والجيش الإسرائيلي يحاول فتح تواصل مباشر مع العائلات في غزة حسب مناطق سكنهم، لخلق ذرائع وحجج لاستمرار الإبادة بحق الشعب الفلسطيني".

وأضاف: "يحاول الجيش جمع دلائل زائفة باتصاله على بعض العائلات في شمال قطاع غزة النازحين في الجنوب، ليقول للولايات المتحدة والغرب بأنه يعمل على حماية المدنيين".

وأردف: "الجيش الإسرائيلي يتصل بعدة عائلات مقر إقامتها في الشمال وغزة من أجل عودتهم إلى بيوتهم دون غيرهم، مع أنه يوضح في وسائله الإعلامية بأنه يمنع التحرك من الجنوب إلى الشمال بغزة".

استمرار مسلسل الإبادة

وتابع: "الجيش الإسرائيلي يريد عودة محدودة لبعض العائلات بأعداد محددة بدقة وتحت فحص أمني لتبرير اجتياح رفح واستمرار مسلسل الإبادة، وهو ما يعرضه في مفاوضات التوصل إلى صفقة تبادل".

وأوضح قاعود أنه "خلال جلسات المفاوضات كان الجيش دائم التحدث عن عدد محدود بدقة وعندما فشل في التوصل إلى صفقة، قام بتنفيذ تلك الخطط بشكل أحادي لكسب الوقت وخلق الذرائع أمام الداعمين الغربيين لاستدامة ومأسسة عملية الإبادة بحق سكان قطاع غزة.

وأكمل قائلاً: "أتوقع أن يعيد الإتصال بعدد آخر من العائلات النازحة ويخبرها عن إمكانية العودة إلى مكان سكنهم شمال قطاع غزة، وسيتكرر هذا الأمر يوميًّا وصولًا إلى يوم إعلان بدء العملية العسكرية على مدينة رفح".

الضغط على حركة حماس

من جهته، قال المحلل السياسي رائد نجم: "لا يمكن اعتبار أن ما حصل صباح يوم الأحد هو بمثابة سماح إسرائيلي لجموع النازحين بالعودة إلى منازلهم شمال القطاع، بقدر ما كان الأمر عبارة عن رغبة فلسطينية جامحة بالعودة".

وأضاف في تصريح لـ"الخليج 365": "برأيي أن تواصل الجيش الإسرائيلي هاتفيًّا مع بعض العائلات النازحة بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة كان بمثابة خطة إسرائيلية لتعظيم ورقة عودة النازحين في عيون النازحين أنفسهم، وتشكيل حالة من الضغط على حركة حماس في مجرى مفاوضات الدوحة والقاهرة".

وأوضح، أن "إسرائيل لا يمكن أن تتخلى عن ورقة عودة النازحين دون تحقيق مكاسب كبيرة؛ لأنها تعلم أنها هي الورقة الأقوى على طاولة المفاوضات والتي بات مجرد الحديث عنها يحتاج إلى حزمة من التنازلات والاستجابة لطلبات الوفد الإسرائيلي المفاوض خصوصًا فيما يتعلق بحياة المختطفين وإطلاق سراحهم".

ومضى قائلًا: "إسرائيل تبحث عن توافق دولي لا سيما أمريكي وأوروبي كغطاء سياسي وقانوني لها قبيل الإعلان عن بدء عملية عسكرية في مدينة رفح، وهي تعلم بأنه لا يمكنها الإقدام على هذه الخطوة بدون ضوء أخضر أمريكي، لا سيما وأنها مطالبة بتقديم خطة تفصيلية عن مصير مئات الآلاف من النازحين".

ولفت إلى أنه "تم استخدام ورقة اقتحام رفح كورقة ضغط عدة مرات إلى جانب استخدامها في مناورات للجيش في مناطق شمال غزة، ولا سيما في عمليات إعادة الانتشار أو الاقتحام كما حصل في مجمع الشفاء الطبي، ومدينة حمد القطرية، واليوم في بيت حانون شمال غزة".

وختم قائلاً: "إن كل هذه الاقتحامات حدثت بعد تحريض على اقتحام رفح، والذي قابله تحذير دولي وعربي من الإقدام على هذه الخطوة ليستفيد الجيش الإسرائيلي من هذا التحذير مقتحمًا مناطق أخرى، ومرتكبًا لعدد من المجازر المروّعة هناك".