الغرب يستنفر ضدها.. ما هي دول "محور الشر" الجديدة؟

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 16 أبريل 2024 02:09 مساءً - دفعت الحرب في أوكرانيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تشكيل تحالفات جديدة تتحدى النظام العالمي، فيما  يتحدث الجمهوريون الأمريكيون مرة أخرى عن "محور الشر".

Advertisements

وبعد مرور عشرين عامًا، عاد هذا المصطلح إلى الواجهة، لوصف تحالف الظروف بين الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية، منذ بداية الحرب في أوكرانيا، بحسب صحيفة "لوجورنال دو ديمانش" الفرنسية.

فهل هذه هي عودة "محور الشر" الشهير الذي روج له الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج دبليو بوش، عام 2002 لتبرير غزو العراق في العام التالي؟.

إذا كان الرئيس الأمريكي جو بايدن لا يزال حريصًا على عدم استخدام هذه الكلمات، فإن التعبير شائع في المعسكر الجمهوري: "هناك محور الشر في العالم: الصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران"، كما وصفه ميتش ماكونيل، زعيم الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ.

وقالت نيكي هيلي، المرشحة السابقة في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في الولايات المتحدة، إن "انتصار روسيا هو انتصار للصين ولا يمكننا أن نسمح لمحور الشر هذا بالنمو".

وحذرت الولايات المتحدة هذا الأسبوع، من أنها ستحمل الصين المسؤولية إذا حققت روسيا المزيد من المكاسب الإقليمية في أوكرانيا، بعد أن جددت بكين تعهداتها بالتعاون مع موسكو خلال زيارة كبير الدبلوماسيين الروس هذا الأسبوع إلى بكين.

وخلال هذه الزيارة ظهر الرئيس الصيني شي جينبينغ بفخر إلى جانب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والتي وصفها بأن تمثل "أهمية كبرى للعلاقات الصينية الروسية".

أخبار ذات صلة

تمهيداً لزيارة بوتين.. لافروف يصل إلى الصين

بدوره، قال ماو نينغ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: "لدى الصين وروسيا الحق في إقامة تعاون طبيعي، مضيفًا:" لا ينبغي أن يكون هناك أي تدخل أو حدود لهذا النوع من التعاون، ولا تقبل الصين النقد أو الضغط في هذا الصدد".

في المقابل، قال كيرت كامبل، نائب وزير الخارجية الأمريكي: "لن نقف مكتوفي الأيدي"، مضيفًا: لقد أخبرنا الصين بشكل مباشر أنه إذا استمرت، فسوف تؤثر على العلاقة بين الولايات المتحدة والصين.

تحالف دول الجنوب العالمي ضد الغرب

من جهته، قال مدير مركز آسيا بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، مارك جوليان، إن تلك الحرب الكلامية بين روسيا والولايات المتحدة حول علاقتها بالصين، تكتسب حدة منذ إضفاء الطابع الرسمي على هذا التحالف الصيني الروسي عشية الحرب في أوكرانيا، وخلال زيارة فلاديمير بوتين إلى بكين في 4 فبراير/ شباط 2022. وأضاف أن هذا التحالف يُنظر إليه على أنه "مشروع تحريفي للنظام الدولي".

أخبار ذات صلة

الصين تندد بـ"التشهير والهجوم" ضدها خلال القمة الأمريكية اليابانية

بدوره، قال أحد الخبراء من مركز الأبحاث الأمريكي كارنيغي: "إن روسيا هي بطريقة ما تابعة للصين على رأس نوع من تحالف دول الجنوب العالمي ضد الغرب، ومنذ ذلك الحين، واصلت الصين دعم جارتها من خلال التحايل على العقوبات الدولية، كما أن الصين هي عكاز الاقتصاد الروسي ".

الصين وروسيا

وفي العام الماضي، تبادلت الصين وروسيا ما قيمته أكثر من 240 مليار دولار من السلع والخدمات، وهو رقم ارتفع بنسبة 26.3% خلال عام واحد، وهو أعلى بكثير من الهدف السنوي الذي حددته الدولتان.

ويعد هذا التحالف شريان حياة للاقتصاد الروسي ومصدر خير لبكين التي تشتري الغاز الروسي بأسعار جيدة في حين أن الصناعيين، مصنعي السيارات وموردي معدات الاتصالات،  يغمرون روسيا تحت العقوبات الدولية بمنتجات مصنوعة في الصين.

حتى إن العملة الصينية، اليوان، أصبحت العملة الرئيسة المستخدمة في التجارة بين البلدين قبل الدولار الأمريكي.

ويمثل تداول اليوان ما يقرب من 42% من جميع العملات الأجنبية المتداولة في بورصة موسكو، مع تضاعف حجم التداول في عام 2023 أكثر من ثلاثة أضعاف خلال عام واحد، ما يخدم أجندة الصين لجعل اليوان عملة دولية حقيقية.

البرازيل تشتري النفط الروسي باليوان الصيني

وتساءل الخبير الأمريكي معربًا عن دهشته :" تخيل أن البرازيل تشتري الآن نفطها الروسي باليوان!"، مضيفًا أن الأخطر من ذلك هو أن "جزءًا من هذه الصادرات الصينية إلى روسيا من المحتمل أن يكون له استخدام مزدوج، مدني وعسكري، وبالتالي يفلت من رادار العقوبات الاقتصادية والخطوط الحمراء التي حددتها واشنطن والاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بمبيعات الأسلحة إلى روسيا.

وأضاف أن هناك أيضًا زيادة كبيرة في الاستثمارات الصينية في البحث والتطوير في المجال العسكري مع روسيا مثل الحرب السيبرانية، والصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، وأقمار التجسس الصناعية، وما إلى ذلك.

أخبار ذات صلة

"أكسيوس": هجمات الصين على البنية التحتية الأمريكية "واضحة" لكنها غير مؤثرة

ونقلت صحيفة "لوجورنال دو ديمانش" الفرنسية عن دبلوماسي فرنسي، لم تسمِّه قوله: "من الواضح أن الصين وروسيا تشكلان جبهة مشتركة ضد الغرب"، مشيرًا إلى أن باريس تحذر بكين بانتظام من أي مساعدة عسكرية مباشرة لموسكو. ومن المنتظر أن يقوم الرئيس الصيني بزيارة رسمية إلى فرنسا خلال أقل من شهر.

 وهي زيارة يمكن أن تسبقها رمزيًا، ربما في بداية شهر مايو/أيار، زيارة يقوم بها فلاديمير بوتين إلى بكين، والتي ستشكل أول رحلة له إلى الخارج منذ إعادة انتخابه في 17 مارس/ آذار.

بدوره، دق قائد القوات الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ الأدميرال جون أكويلين، ناقوس الخطر  خلال جلسة الاستماع أمام مجلس النواب هذا الشهر في واشنطن، إن "الوضع العالمي هو الأخطر منذ أربعين عامًا، مضيفًا أن"التعاون بين هاتين الدولتين الاستبداديتين يضعنا في بيئة أمنية مختلفة".

مناورات عسكرية

ويبلغ عدد المناورات العسكرية التي تنظم بين البلدين، والتي ترتبط بها أحيانا إيران وكوريا الشمالية، ضعف ما كانت عليه قبل الصراع في أوكرانيا، مع ميل لتغطية بحر الصين بأكمله، من الشمال إلى الجنوب، ما يثير مخاوف الولايات المتحدة في المحيط الهادئ.

ويعتقد مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز أن النصر الروسي في أوكرانيا يمكن أن "يدفع طموحات قادة الصين، من تايوان إلى بحر الصين الجنوبي"، مع شبح غزو بكين لتايوان بدعم من موسكو.

 الخطر لا يأتي من الصين فقط

كما أعرب مسؤولون عسكريون أمريكيون عن قلقهم بشأن تطور "محور الشر" الذي يبدو أنه يشجع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، من خلال بيع الأسلحة لروسيا، لاختبار بعض تقنياتها، الصواريخ والمدفعية، في ساحة المعركة، وتعهد الزعيم الكوري الشمالي بنفسه، بتوجيه "ضربة قاضية" لأعداء بلاده.

وقال دبلوماسي فرنسي: "تخشى بكين بشكل خاص رؤية روسيا تخسر الحرب في أوكرانيا، ومن ثم فإن الصين قد تخاطر بأن تجد نفسها معزولة وحيدة في مواجهة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي".

وفي الأشهر الأخيرة، عزز الحلف الأطلسي شراكاته في آسيا مع اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا - ثلاثة حلفاء للولايات المتحدة في المنطقة - لمواجهة "محور الشر" والتهديد الصيني.

أخبار ذات صلة

المبعوثة الأمريكية الخاصة لكوريا الشمالية تزور طوكيو وسول