الموسيقى التصويرية وشارات المسلسلات.. أبطال خلف الكواليس

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 16 أبريل 2024 10:10 صباحاً - تضاهي الموسيقى التصويرية وشارات المسلسلات، أحياناً، شهرة الأعمال الدرامية المؤلفة لأجلها، فيحفظها الناس ويعودون إليها كمقطوعات موسيقية خالدة.

Advertisements

وتعتبر جائزة الأوسكار لأفضل موسيقى تصويرية، إحدى أشهر الجوائز التي تمنحها أكاديمية الفنون والعلوم في كاليفورنيا، ونالها أهم الفنانين العالميين مثل جيمس هورنر في فيلم تيتانك عام1997، وهاوارد شور في فيلم سيد الخواتم، وجون كوريليانو في فيلم الكمان الأحمر.

ومن الموسيقيين العرب، اشتُهر عمر خيرت مؤلف موسيقى "ليلة القبض على فاطمة"، وغابريال يارد صاحب موسيقا فيلم "العشيق"، وهشام نزيه مؤلف موسيقى مسلسل "مارفل"، وطاهر مامللي مؤلف موسيقى "التغريبة الفلسطينية" وسعد الحسيني مؤلف موسيقى "العبابيد"، وطارق الناصر صاحب موسيقى "أخوة التراب".

موسيقى خالدة في الذاكرة

ورغم قلة شهرة مؤلفي الموسيقى التصويرية للأفلام والمسلسلات عند الجمهور العادي، مقارنة بالممثلين والمخرجين، إلا أن أثرهم الإبداعي في الذائقة كبير جداً، حتى قال بعضهم إن أعمالهم الموسيقية تضاهي الأفلام التي ألفت لأجلها.

ومن الموسيقى التصويرية التي تركت أثراً كبيراً في ذهن المتابعين، موسيقى "رأفت الهجان" للموسيقار الراحل عمار الشريعي، الذي استطاع العبور إلى داخل المشاهد ومرافقة الصورة بفضاء موازٍ فيه الكثير من الإبداع، رغم افتقاد الشريعي حاسة البصر.

وحتى اليوم تحظى ألحان الموسيقار ميشيل المصري، بحفاوة كبيرة، خاصة موسيقى المسلسل الشهير "ليالي الحلمية". إلى جانب ألحان الموسيقار طاهر مامللي في مسلسل "الزير سالم" وموسيقى قصيدة محمود درويش "أيها المارون" في مسلسل "صلاح الدين الأيوبي".

ويتطلب تأليف الموسيقى التصويرية للأعمال الدرامية، جهداً مضاعفاً وفهماً مختلفاً للنص وطبيعة المشاهد المصورة. ويصفها طاهر مامللي في أحد لقاءاته "الموسيقى التصويرية تخدم الحالة الدرامية بالتوازي مع بقية عناصر العمل. ضوء، ديكور، ملابس، ماكياج وممثل. وبمقدار تحقّق حالة عالية من الإبداع في كل هذه العناصر مجتمعة ستكون حال الموسيقا متكاملة معها".

ويعتبر فيلم "الرسالة"، إخراج مصطفى العقاد، أول فيلم عربي يتم ترشيحه لنيل جائزة أفضل موسيقى تصويرية في جوائز الأوسكار، وهي من تأليف الفرنسي موريس جار، لكنه خسرها لصالح فيلم حرب النجوم.

بين الماضي والحاضر

وتعرضت الموسيقى التصويرية خلال المواسم الرمضانية السابقة، للانتقادات، ورأى بعضهم أنها ليست بالمستوى الإبداعي الذي عُرفت به الدراما العربية، رغم تميز الموسيقار أمين بوحافة في موسيقى "الحشاشين" وخالد الكمار في موسيقى "عتبات البهجة" وشادي مؤنس في مسلسل "جودر" وعمرو إسماعيل في "الكبير أوي".

ويقول الكاتب سامر محمد إسماعيل لـ"الخليج 365": "المشاهدون تاريخياً، تمتعوا بأعمال ذات مستوى ابداعي كبير، أصبحوا يقيسون عليها الأعمال الجديدة، وهذا ينطبق على الموسيقى التصويرية وغيرها من عناصر بناء المسلسلات".

وساعد غناء شارات المسلسلات من قبل مطربين مبدعين، في شهرتها وبقائها زمناً طويلاً في ذاكرة المشاهدين. كما ساهمت الشارات في شهرة بعض المطربين، خاصة في سوريا حيث تعاني الأغنية من مشكلات إنتاجية عديدة.

وتعد الراحلة ميادة بسيليس من المغنيات الشهيرات اللواتي بدأن مسيرتهن عبر شارات المسلسلات، فغنت شارات مسلسلات "أبناء القهر" و"لست جارية" و"أخوة التراب" و"نساء صغيرات" و"أيام الغضب" وغيرها.

وسبق للموسيقار عادل حقي أن قال في لقاء حول مكانة الموسيقى: "إن الموسيقى التصويرية تشكل 50% من العمل الفني". لكن مؤلفها يبقى في الظل على المستوى الشعبي، الذي يستمتع بتلك المقطوعات النادرة، دون أن يتساءل عن مبدعها.. البطل خلف الكواليس.