"وول ستريت جورنال": مساعدات الشركاء جنبت إسرائيل كارثة الهجوم الإيراني

محمد الرخا - دبي - الاثنين 15 أبريل 2024 01:06 مساءً - أكد تقرير أن الهجوم الإيراني على إسرائيل كان يمكن أن يكون كارثيًّا لولا "المساعدات الحاسمة التي قدمتها الولايات المتحدة وغيرها من الشركاء الغربيين والعرب".

Advertisements

ورأى تقرير صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن الضربة الإيرانية لإسرائيل يوم السبت الماضي أثارت سؤالًا مفتوحًا عن  قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها دون مساعدة خارجية.

وقال التقرير إن الضربة الإيرانية كانت ضخمة بكل المقاييس، إذ أطلقت طهران أكثر من 170 طائرة مسيرة مفخخة، ونحو 120 صاروخًا بالستيًّا ونحو 30 صاروخ كروز، بحسب إسرائيل.

الضربة الإيرانية أثارت سؤالًا مفتوحًا عن  قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها دون مساعدة خارجية

وول ستريت جورنال

وتقول الصحيفة إنه كان من الممكن أن يكون الضرر كارثيًّا على إسرائيل، مشيرة إلى أنه كما تبيَّن فيما بعد، فقد تم اعتراض الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية جميعها تقريبًا.

وأضافت الصحيفة أن هذا النجاح يعود إلى مزيج من نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي المتطور والمساعدات الحاسمة التي قدمتها الولايات المتحدة وغيرها من الشركاء الغربيين والعرب.

وتابعت: "لقد لعبت الطائرات الحربية الأمريكية والبريطانية والأردنية دورًا مهمًّا بشكل خاص في إسقاط الطائرات دون طيار، وتم تدمير معظم الطائرات دون طيار والصواريخ الإيرانية قبل أن تصل إلى المجال الجوي الإسرائيلي".

وذكرت الصحيفة أن إسرائيل والولايات المتحدة تدرسان الرد على ما يعتبر "واقعًا إستراتيجيًّا جديدًا" أنشأه أول هجوم عسكري مباشر لإيران على الأراضي الإسرائيلية منذ الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.

واعتبرت الصحيفة أن الرد بقوة على الأراضي الإيرانية من جانب إسرائيل قد يؤدي إلى عمليات انتقامية أكثر تدميرًا، لكن عدم الرد على الإطلاق، أو بشكل ضعيف للغاية، يمكن أن يؤدي أيضًا إلى تآكل الردع؛ ما يجعل إسرائيل وغيرها أكثر عرضة للهجمات الإيرانية المستقبلية.

ونقلت الصحيفة عن المحلل الإسرائيلي نداف بولاك قوله "لقد بدأت إيران مرحلة جديدة حيث توقفت عن الاختباء خلف وكلائها وأصبحت الآن معرضة لهجوم مباشر من إسرائيل".

بدأت إيران مرحلة جديدة حيث توقفت عن الاختباء خلف وكلائها

نداف بولاك، محلل إسرائيلي

وأضاف بولاك: "في المستقبل، لن تتمكن إسرائيل من الجلوس بهدوء واعتراض كل شيء".

وتشدد الصحيفة على أن الصواريخ الاعتراضية، وخاصة أنظمة آرو وباتريوت المستخدمة في صد الصواريخ البالستية، باهظة الثمن للغاية ومحدودة الكمية.

وقد تسبب الكونغرس الأمريكي، من خلال تعطيله حزمة المساعدات العسكرية لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان، في خلق تعقيد إضافي، بحسب الصحيفة .

وأضافت الصحيفة أن الهجوم الإيراني على إسرائيل لم يستهلك سوى جزء صغير من ترسانة إيران الهائلة من الطائرات دون طيار والصواريخ.

كما احتفظت إيران بوكلائها في لبنان ممثلين بميليشيا حزب الله التي تمتلك آلاف الصواريخ والقذائف .

ونقلت الصحيفة عن الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن جوناثان شانزر قوله "كانت إيران تختبر نظام الدفاع الصاروخي، وقوة دول المنطقة والولايات المتحدة".

وأضاف: "من بين كل هذا تأتي مخاطرة كبيرة عندما ينخرط طرفان قويان في عداء مباشر، ولا أحد يعرف إلى أين يمكن أن يصل هذا الأمر".

مخاطرة كبيرة بانخراط طرفين قويين في عداء مباشر ولا أحد يعرف إلى أين يمكن أن يصل الأمر

جوناثان شانزر، باحث أمريكي

وتقول الصحيفة إن قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، اعتبر أن وابل الصواريخ التي أطلقت يوم السبت يخلق معادلة إستراتيجية جديدة مفادها أن كل هجوم إسرائيلي على المصالح الإيرانية في المنطقة سيقابل بهجوم إيراني مباشر على إسرائيل.

في المقابل، اعتبرت الصحيفة أن هذا بالطبع خط أحمر لا يمكن لإسرائيل، التي تقاتل ضد وكلاء إيران منذ عقود، أن تقبله.

وشددت الصحيفة أن على إسرائيل أن تدرس ردَّها على الهجوم الإيراني وأن تأخذ بعين الاعتبار مصالح شركائها العرب.

وفي هذا الصدد يقول محلل شؤون الشرق الأوسط في معهد واشنطن لأبحاث الشرق الأوسط ستيفن كوك "لقد كثف شركاؤنا الإقليميون جهودهم رغم التوتر الكبير للغاية بينهم وبين إسرائيل منذ ستة أشهر، وبينهم وبين الولايات المتحدة، حيث طالبوا الولايات المتحدة بأن تفعل شيئًا لكبح جماح الإسرائيليين".

واعتبر كوك أنه بغض النظر عن مدى كره دول المنطقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فإنها تكره أيضا الحكومة الإيرانية أكثر.

وقال مسؤولون أمريكيون لصحيفة وول ستريت جورنال، إن نصف الصواريخ البالستية التي أطلقتها إيران إما فشلت في الإطلاق وإما سقطت من السماء قبل أن تصل إلى أهدافها.

أخبار ذات صلة

عسكري إسرائيلي بارز يكشف "دوائر" الرد الإسرائيلي على هجوم إيران

وخلصت الصحيفة إلى أن فشل إيران في إلحاق ألم شديد بإسرائيل نتيجة للدفاعات الجوية الإسرائيلية المتفوقة "كشف عن مدى ضعفها عندما يتعلق الأمر بالتهديد العسكري التقليدي"، معتبرة أن "هذا  ليس بالأمر الجديد، وهو السبب وراء استثمار إيران كثيرًا في الجماعات الإرهابية والقوات المسلحة".

وحذَّر علي فايز، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية، من أن الضعف الواضح في القدرة العسكرية التقليدية لإيران قد يحمل في طياته مخاطر تصعيدية.

وختمت الصحيفة بالقول: "بما أنه لا يبدو أن الهجمات بالوكالة التي يشنها حزب الله أو حماس ولا القصف المباشر على إسرائيل تنجح، فقد يميل صناع القرار في طهران بشكل متزايد إلى الخيار النووي كمنقذ وحيد متبق لتحقيق الردع النهائي."