يديعوت أحرونوت: إخفاق استخباري خطير سبق الهجوم الإيراني

محمد الرخا - دبي - الاثنين 15 أبريل 2024 12:03 مساءً - رغم الحديث الإسرائيلي عن إنجاز مهم على الصعيد العملياتي، يتعلق باعتراض قرابة 99% من الأهداف المعادية التي أطلقتها إيران، والإنجاز الإستراتيجي المرتبط بالتنسيق والتعاون مع أمريكا ودول أخرى في صد الهجوم، فإن هذا النجاح يخفي فشلًا رأته مصادر إسرائيلية "في غاية الخطورة".

Advertisements

صحيفة "يديعوت أحرونوت" وضعت يدها على إخفاق استخباري خطير سبق الهجوم الإيراني، يتعلق بفشل الاستخبارات العسكرية "أمان" التابعة للجيش، و"الموساد" بتوقع حجم رد الفعل الإيراني على اغتيال زاهدي.

ونوهت الصحيفة إلى أن "التقديرات التي وضعتها أجهزة الاستخبارات "لم تضع بالحسبان أن اغتيال شخصية إيرانية مثل زاهدي يمكنها أن تجلب ردًّا انتقاميًّا بهذه الضخامة".

تقدير موقف مضلل

ونقلت الصحيفة عن المحلل الإسرائيلي نداف إيال، قوله إن "أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية فشلت في وضع تقييم صحيح للموقف في القضية المركزية، وهي تداعيات الاغتيال في دمشق".

ووضعت الاستخبارات أمام المستويات السياسية الإسرائيلية رؤية بأن تصفية زاهدي "لن تؤدي إلى رد إيراني واسع النطاق ومن ثم ضللت صانع القرار".

المحلل الإسرائيلي أشار إلى نقطة محورية بشأن الفشل الاستخباري الإسرائيلي وتضليل المستوى السياسي، وهي أن "تقييم الموقف الاستخباري قبل اغتيال زاهدي لم يحدد أنه يمكن أن يؤدي إلى حرب إقليمية".

وقال إنه "حين طُرح ملف اغتيال زاهدي قدمت الاستخبارات العسكرية تقديرًا للموقف، نص على أن إيران لن تكسر القواعد ردًّا على الاغتيال".

تورط الموساد

وورَد في تقييم الموقف الاستخباري، وفق الصحيفة، أن "طهران لن ترد من أراضيها بشكل مباشر، وأن التوقعات هي أن يأتي رد حاد من جانب أذرع إيران بالمنطقة، مثل: حزب الله، والحوثيين، دون أن تضع طهران بصمتها بشكل مباشر".

وأردفت الصحيفة أن نتيجة الفشل الاستخباري ظهرت بوضوح الليلة قبل الماضية، حين أطلقت إيران بشكل غير مسبوق عشرات الصواريخ والمُسيَّرات الانتحارية صوب إسرائيل، بغض النظر عن التصدي لها.  

الصحيفة قالت أيضًا إن "الموساد" عقد نقاشات عديدة قبل اغتيال زاهدي بقرابة الشهر، أي منذ مطلع آذار/ مارس الماضي، ولم يصل إلى نتيجة بأن اغتيال قائد "فيلق القدس" في سوريا ولبنان داخل القنصلية الإيرانية "سيحمل إهانة كبرى وعلنية للنظام في طهران".

ونوهت إلى أن مسؤولية اغتيال زاهدي تقع على عاتق المستوى السياسي ولا سيما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، إلا أنهما استندا إلى تقديرات أجهزة الاستخبارات المضللة.

وكشفت أن السؤال الرئيس الذي أراد المستوى السياسي معرفته من أجهزة الاستخبارات هو: "هل يؤدي الاغتيال إلى حرب إقليمية؟".

ائتلاف دولي

وأوضحت أن الاستخبارات الإسرائيلية ردَّت بالسلب، ومن ثم صادق المستوى السياسي على العملية، على افتراض أنها لن تؤدي إلى تدهور الأوضاع على المستوى الإقليمي.

الصحيفة ذاتها أشارت على لسان محللها يوسي يهوشواع إلى أن الجيش الإسرائيلي أوصى عقب الهجوم الإيراني بالرد بعملية قوية، بشرط التنفيذ ضمن ائتلاف دولي.

وأكد يهوشواع أن هذا الموقف "عُرِض في جميع النقاشات التي أعقبت الهجوم، وخلال دراسة الرد الإسرائيلي على العملية الإيرانية"، وأن رؤية الجيش بأنه يتحتم العمل ضمن ائتلاف دولي ربما هي التي عطلت شن هجوم مضاد بالتزامن مع بدء الضربات الإيرانية.

ويريد الجيش الإسرائيلي من المستوى السياسي العمل على حشد ائتلاف دولي على أساس قاعدة أن "طهران تشكل تهديدًا للسلم العالمي، وأنه رغم امتلاك إسرائيل أكثر من خطة لضرب إيران، فإن الرؤية السائدة بالمؤسسة العسكرية تنص على ضرورة الرد ضمن ائتلاف دولي".