مسؤول أممي يعقّب على وثائقي "الخليج 365": الروهينعا يواجهون المجاعة والعالم لا يرى

محمد الرخا - دبي - الاثنين 15 أبريل 2024 10:06 صباحاً - أكّد المقرر الأممي لشؤون اللاجئين الروهينغا توم أندروز، في لقاء حصري مع "الخليج 365"، أنّ أقلية الروهينغا المسلمة في مخيّم كوكس بازار في بنغلايدش يواجهون المجاعة خصوصًا مع نقص التمويل وشحّ المواد الغذائية في أكبر مخيم لجوء في العالم.

Advertisements

وقال إنّ "بنغلاديش فتحت أذرعها للروهينغا الذين أتوا من ميانمار بعدما واجهوا ظروفًا مروّعة جرّاء الإبادة الجماعية التي شنّها جيش ميانمار العام 2017"، مشيرًا إلى أنّه "ثمّة ما يقرب من مليون شخص من الروهينغا في المخيّمات في بنغلاديش يواجهون ظروفًا قاسية، إذ ليس لديهم ما يكفي من الطعام، وهم غير قادرين على كسب عيشهم نتيحة القيود المفروضة عليهم، فيما يعتمدون كليًّا على المساهمات الخيرية".

توم أندروز- المقرر الأممي المعني بشؤون اللاجئين الروهينغا- Getty

التجنيد القسري في ميانمار

وأوضح أنّ "الظروف في ميانمار أسوأ من ذلك لأنّ الروهينغا هناك - أكثر من 600 ألف - يواجهون الصراع في ولاية راخين الدائر بين قوات المجلس العسكري وجيش راخين، وعلاوة على ذلك، فهم يواجهون التجنيد القسري من قبل جيش ميانمار، ويُستخدمون كدروع بشرية". ودعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى ممارسة المزيد من الضغط على المجلس العسكري، مع تأكيده أنّ "المنظمة الأممية لا تفعل شيئًا يُذكر لوقف تلك الممارسات بحقّهم".

نقص حاد في الغذاء

في خطتّها السنوية للاستجابة لأزمة اللاجئين الروهينغا، ناشدت منظمة الأمم المتحدة توفير 852 مليون دولار، فماذا لو لم يتمّ توفير ذلك المبلغ؟ في ذلك السياق أجاب المسؤول الأممي بأنّ "الوضع سيكون كارثيًّا"، قائلًا: "بالنسبة لخطة الاستجابة المشتركة رقم 224، أسهمت دولتان فقط. ومن إجمالي مبلغ 852 مليون دولار، تمّ الالتزام بـ 3.4 مليون دولار فقط، قدمت الولايات المتحدة 3.4 مليون وأقل من مليون من ألمانيا، وذلك كلّ ما لدينا للعام 2024". وقال إنّ "العالم مشتّت بسبب انشغاله بعدد من الكوارث حول العالم، ومن هنا أصبح الروهينغا شعبًا منسيًّا، كما هو شعب ميانمار"، مشددًا على أنّ "الخطط الموجودة وبرامج تقديم الدعم للروهينغا غير كافية على الإطلاق".

مخيم بنغلايدشالخليج 365

وأضاف: "الروهينغا يواجهون سوء التغذية الحاد، ونحن نتحدث عن أعداد كبيرة من الأطفال الذين لا طعام لديهم، ومعاناة الطفل جرّاء سوء التغذية، يعني أنّه يمكن أن يكون متضرّرًا بشكل دائم... أيضًا النساء المرضعات والحوامل مصابات بفقر الدم لأنّهن لا يحصلن على ما يكفي من الغذاء. إذًا، هناك معاناة هائلة تحدث الآن بسبب سوء التغذية الحاد". وشدّد أندروز في حديثه لـ "الخليج 365" على أنّه "ليس متفائلاً لناحية كيفية استجابة المجتمع الدولي للأزمة، خصوصًا أنّ ردّ الفعل كان مخيّبًا للآمال للغاية في الماضي".

وقال: "بعد هروبهم من الإبادة الجماعية في ميانمار، الروهينغا اليوم يواجهون الصعوبات الكبيرة في المخيّم ليس فقط بسبب نقص الطعام، وعدم حصول الأطفال على تعليم لائق، أو لأنّهم لا يمكنهم كسب لقمة عيشهم، بل أيضًا لأنّهم يواجهون العنف في المخيم إذ نخشى أن يزداد الوضع سوءًا بسبب تقاعس المجتمع الدولي عن القيام بدوره"، معتبرًا أنّ "المجتمع الدولي فشل في معالجة الأسباب الجذرية لذلك الوضع الرهيب في ميانمار".

المهربون عديمو الضمير

موقع "الخليج 365" سأل المقرّر الأممي عن ظاهرة الهجرة إلى كلّ من ماليزيا وإندونيسيا، وما يترتب عليها من تداعيات خطيرة على حياة الروهينغا، فقال إنّ "الآلاف من الروهينغا اليائسين للغاية يغادرون عبر قوارب غير صالحة للإبحار على الإطلاق، ويضع البعض مصيرهم في أيدي المهرّبين عديمي الضمير".

وتابع: "المعلومات التي لدينا تفيد بأنّ أكثر من 4500 شخص مع عائلاتهم ركبوا تلك القوارب العام الماضي، في زيادة بنسبة 66% عن عدد الأشخاص الذين فرّوا العام الذي سبق، ويُعتبر ذلك مثيرًا للقلق ويعكس حجم تراجع الدعم للناس في تلك المخيمات، حيث تستمر الأوضاع بالتدهور".

وأوضح أنّ "نسبة كبيرة من هؤلاء الروهينغا المهاجرين هم من النساء والأطفال. ووفق أحدث المعلومات التي اطلعنا عليها، فقد غرق أو فُقد عدة مئات منهم في البحر، أكثر من 560 شخصًا نعرفهم فقِدوا في البحر العام الماضي".

وتابع: "لقد تعرّض الناس على القوارب للعنف على أنواعه. أحد الذين التقيتهم من المهاجرين – كان محظوظًا لأنّه تمكّن من الوصول إلى إندونيسيا - قال لي إنّهم بينما كانوا على متن القارب ألقوا العديد من الجثث في البحر".

وأكّد أندروز أنّ "حجم اليأس الكبير يدفع هؤلاء الروهينغا إلى ركوب تلك القوارب والمخاطرة بحياتهم، مشدّدًا على أنّه كان يدعو مِرارًا إلى ردّ منسّق بين الدول والقوات البحرية وجهات إنفاذ القانون في المنطقة، لكن لا استجابة". وقال: "ثمّة أهمية أيضًا البحث عن الضحايا وإنقاذ حياة هؤلاء الأشخاص وتحقيق العدالة لضحايا الاتجار بالبشر، فالنساء والفتيات اللواتي يتمّ الاتجار بهن والأطفال، بحاجة إلى الرعاية والدعم والعدالة".

رسالة من المسؤول الأممي إلى العالم عبر "الخليج 365"

في ذلك السياق، وجّه توم أندروز رسالة عبر موقعنا إلى المجتمع الدولي، قائلاً: "أريد فقط أن أشكركم على إيلاء بعض الاهتمام لأزمة الروهينغا، ومن المهم للغاية أن يعرف العالم ماذا يحدث لأنّه لا يمكنك حلّ مشكلة إنْ لم تكن تراها، والمشكلة الآن هي أنّ قلّة قليلة من الناس يرون تلك الأزمة، ولا يفهمون المخاطر والجحيم الذي يعيشه الناس. وبسبب تلك التغطية اليوم وغيرها ربّما سنكون قادرين على توليد اهتمام أكبر بالأزمة، لكن يتعيّن بعد ذلك اتخاذ الإجراءات اللازمة لأنّ أرواح الأبرياء معرضة للخطر".

متى يمكن أن تنتهي معاناة الروهينغا؟

في ذلك السياق، قال المسؤول الأممي لـ "الخليج 365" إنّ "معاناة الروهينغا ستستمر إلى الأبد طالما أنّ العالم لا يلتفت إليهم، وطالما أنّ المجتمع الدولي لم يتخذ الإجراءات اللازمة، إذ من غير المفهوم ألا يقدم أحد المساعدة والدعم الذي تحتاجه هذه الأقلية، مع الإشارة إلى أنّ تلك المعاناة لا تحدث بسبب أيّ شيء فعله هؤلاء الروهينغا، ولكن بسبب هويتهم والإله الذي يُصلون له، ولذلك يحدث كلّ ما يحدث".

وختم: "يتعيّن علينا كعالم أنّ نستجيب بطريقة عادلة للأزمة، وأن نتمتع بالقدرة على فهم مستوى المعاناة والمسؤولية الأخلاقية التي نتحملها كمجتمع دولي للاستجابة، ونحن نفشل في تحمّل تلك المسؤولية الأخلاقية".

تجدّر الإشارة إلى أنّ موقع "الخليج 365" كان أعدّ تحقيقًا وثائقيًّا مفصّلًا عن أوضاع اللاجئين الروهينغا في مخيّمات اللجوء في بنغلاديش، إذ يواجهون أبشع الظروف التي تدفعهم إلى اللجوء مرّة جديدة رغم كلّ المخاطر التي يتعرّضون لها على الطريق في قوارب الموت.

مسؤول أممي يعّقب على وثائقي "الخليج 365": الروهينعا يواجهون المجاعة والعالم "لا يرى"

أكّد المقرر الأممي لشؤون اللاجئين الروهينغا توم أندروز، في لقاء حصري مع "الخليج 365"، أنّ أقلية الروهينغا المسلمة في مخيّم كوكس بازار في بنغلاديش يواجهون المجاعة خصوصًا مع نقص التمويل وشحّ المواد الغذائية في أكبر مخيم لجوء في العالم.

وقال إنّ "بنغلاديش فتحت أذرعها للروهينغا الذين أتوا من ميانمار بعدما واجهوا ظروفًا مروّعة جرّاء الإبادة الجماعية التي شنّها جيش ميانمار العام 2017"، مشيرًا إلى أنّه "ثمّة ما يقرب من مليون شخص من الروهينغا في المخيّمات في بنغلاديش يواجهون ظروفًا قاسية، إذ ليس لديهم ما يكفي من الطعام، وهم غير قادرين على كسب عيشهم نتيحة القيود المفروضة عليهم، فيما يعتمدون كلّيًّا على المساهمات الخيرية".

التجنيد القسري في ميانمار 

وأوضح أنّ "الظروف في ميانمار أسوأ من ذلك لأنّ الروهينغا هناك - أكثر من 600 ألف - يواجهون الصراع في ولاية راخين الدائر بين قوات المجلس العسكري وجيش راخين، وعلاوة على ذلك، فهم يواجهون التجنيد القسري من قبل جيش ميانمار، ويُستخدمون كدروع بشرية". ودعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى ممارسة المزيد من الضغط على المجلس العسكري، مع تأكيده أنّ "المنظمة الأممية لا تفعل شيئًا يُذكر لوقف تلك الممارسات بحقّهم".

نقص حاد في الغذاء

في خطتّها السنوية للاستجابة لأزمة اللاجئين الروهينغا، ناشدت منظمة الأمم المتحدة توفير 852 مليون دولار، فماذا لو لم يتمّ توفير ذلك المبلغ؟ في ذلك السياق أجاب المسؤول الأممي بأنّ "الوضع سيكون كارثيًّا"، قائلاً: "بالنسبة لخطة الاستجابة المشتركة رقم 224، أسهمت دولتان فقط. ومن إجمالي مبلغ 852 مليون دولار، تمّ الالتزام بـ 3.4 مليون دولار فقط، قدمت الولايات المتحدة 3.4 مليون وأقل من مليون من ألمانيا، وذلك كلّ ما لدينا للعام 2024". وقال إنّ "العالم مشتّت بسبب انشغاله بعدد من الكوارث حول العالم، ومن هنا أصبح الروهينغا شعباً منسيّاً، كما شعب ميانمار"، مشددًا على أنّ "الخطط الموجودة وبرامج تقديم الدعم للروهينغا غير كافية على الإطلاق".

وأضاف: "الروهينغا يواجهون سوء التغذية الحاد، ونحن نتحدث عن أعداد كبيرة من الأطفال الذين لا طعام لديهم، ومعاناتهم جرّاء سوء التغذية، يعني أنّه يمكن أن يكون الطفل متضرّرًا بشكل دائم... أيضًا النساء المرضعات والحوامل مصابات بفقر الدم لأنّهن لا يحصلن على ما يكفي من الغذاء. إذًا، هناك معاناة هائلة تحدث الآن بسبب سوء التغذية الحاد". وشدّد أندروز في حديثه لـ "الخليج 365" على أنّه "ليس متفائلًا لناحية كيفية استجابة المجتمع الدولي للأزمة، خصوصًا أنّ ردّ الفعل كان مخيّبًا للآمال للغاية في الماضي".

وقال: "بعد هروبهم من الإبادة الجماعية في ميانمار، الروهينغا اليوم يواجهون اليوم الصعوبات الكبيرة في المخيّم ليس فقط بسبب نقص الطعام، وعدم حصول الأطفال على تعليم لائق، أو لأنّهم لا يمكنهم كسب لقمة عيشهم، بل أيضاً لأنّهم يواجهون العنف في المخيم حيث نخشى أن يزداد الوضع سوءًا بسبب تقاعس المجتمع الدولي عن القيام بدوره"، معتبرًا أنّ "المجتمع الدولي فشل في معالجة الأسباب الجذرية لذلك الوضع الرهيب في ميانمار".

المهربون عديمو الضمير

موقع "الخليج 365" سأل المقرّر الأممي عن ظاهرة الهجرة إلى كلّ من ماليزيا وإندونيسيا، وما يترتب عليها من تداعيات خطيرة على حياة الروهينغا، فقال إنّ "الآلاف من الروهينغا اليائسين للغاية يغادرون عبر قوارب غير صالحة للإبحار على الإطلاق، ويضع البعض مصيرهم في أيدي المهرّبين عديمي الضمير".

وتابع: "المعلومات التي لدينا تفيد بأنّ أكثر من 4500 شخص مع عائلاتهم ركبوا تلك القوارب العام الماضي، في زيادة بنسبة 66% عن عدد الأشخاص الذين فرّوا العام الذي سبق، ويُعتبر ذلك مثيرًا للقلق ويعكس حجم تراجع الدعم للناس في تلك المخيمات، حيث تستمر الأوضاع بالتدهور".

وأوضح أنّ "نسبة كبيرة من هؤلاء الروهينغا المهاجرين هم من النساء والأطفال. ووفق أحدث المعلومات التي اطلعنا عليها، فقد غرق أو فُقد عدة مئات منهم في البحر، أكثر من 560 شخصًا نعرفهم فقدوا في البحر العام الماضي".

وتابع: "لقد تعرّض الناس على القوارب للعنف على أنواعه. أحد الذين التقيتهم من المهاجرين – كان محظوظاً لأنّه تمكّن من الوصول إلى إندونيسيا - قال لي إنّهم بينما كانوا على متن القارب ألقوا العديد من الجثث في البحر".

وأكّد أندروز أنّ "حجم اليأس الكبير يدفع هؤلاء الروهينغا إلى ركوب تلك القوارب والمخاطرة بحياتهم، مشدّداً على أنّه كان يدعو مراراً إلى ردّ منسّق بين الدول والقوات البحرية وجهات إنفاذ القانون في المنطقة، لكن لا استجابة". وقال: "ثمّة أهمية أيضاً في البحث عن الضحايا وإنقاذ حياة هؤلاء الأشخاص وتحقيق العدالة لضحايا الاتجار بالبشر، فالنساء والفتيات اللواتي يتمّ الاتجار بهن والأطفال، بحاجة إلى الرعاية والدعم والعدالة".

رسالة من المسؤول الأمم إلى العالم عبر "الخليج 365"

في ذلك السياق، وجّه توم أندروز رسالة عبر موقعنا إلى المجتمع الدولي، قائلاً: "أريد فقط أن أشكركم على إيلاء بعض الاهتمام لأزمة الروهينغا، ومن المهم للغاية أن يعرف العالم ماذا يحدث لأنّه لا يمكنك حلّ مشكلة إنْ لم تكن تراها، والمشكلة الآن هي أنّ قلّة قليلة من الناس يرون تلك الأزمة، ولا يفهمون المخاطر والجحيم الذي يعيشه الناس. وبسبب تلك التغطية اليوم وغيرها ربّما سنكون قادرين على توليد اهتمام أكبر بالأزمة، لكن يتعيّن بعد ذلك اتخاذ الإجراءات اللازمة لأنّ أرواح الأبرياء معرضة للخطر".

متى يمكن أن تنتهي معاناة الروهينغا؟

في ذلك السياق، قال المسؤول الأممي لـ "الخليج 365" إنّ "معاناة الروهينغا ستستمر إلى الأبد طالما أنّ العالم لا يلتفت إليهم، وطالما أنّ المجتمع الدولي لم يتخذ الإجراءات اللازمة، إذ من غير المفهوم أن لا يقدم أحد المساعدة والدعم الذي تحتاجه هذه الأقلية، مع الإشارة إلى أنّ تلك المعاناة لا تحدث بسبب أيّ شيء فعله هؤلاء الروهينغا، ولكن بسبب هويتهم والإله الذي يصلون له، ولذلك يحدث كلّ ما يحدث".

وختم: "يتعيّن علينا كعالم أنّ نستجيب بطريقة عادلة للأزمة، وأن نتمتع بالقدرة على فهم مستوى المعاناة والمسؤولية الأخلاقية التي نتحملها كمجتمع دولي للاستجابة، ونحن نفشل في تحمّل تلك المسؤولية الأخلاقية".

تجدّر الإشارة إلى أنّ موقع "الخليج 365" كان أعدّ تقريرًا وثائقياً مفصّلاً عن أوضاع اللاجئين الروهينغا في مخيّمات اللجوء في بنغلاديش، حيث يواجهون أبشع الظروف التي تدفهم إلى اللجوء مرّة جديدة رغم كلّ المخاطر التي يتعرّضون لها على الطريق في قوارب الموت.