محمد الرخا - دبي - الاثنين 15 أبريل 2024 08:09 صباحاً - كتبت السيناريست السورية "نور شيشكلي"، في وقت سابق، منشورًا على صفحتها في "فيسبوك" تعلق فيه على شخصية أبو الوفا في مسلسل "ولاد بديعة" الذي تحوَّل بشكل مفاجئ إلى كاتب مسلسلات، تقول: "شركة الياسين للإنتاج الفني التي عانت من أزمة النصوص، وفي النهاية استقرت على أبو الوفا الشامي ليكتب لهم مسلسلاً، هؤلاء أكثر واقعية رأيتها في هذا الموسم الرمضاني وربما في حياتي كلها".
وأضافت في المنشور: "لنتفق على شيء واحد فقط. جميعنا تعاملنا مع شركة مثل شركة الياسين، ومررنا بهذه التجربة ولم نصدق ما حصل وما يحصل لدرجة أننا اعتقدنا بأننا نحلم. لكنني أبشركم بأنهم موجودون، أنا تعاملت معهم، وصار بيننا عشرة وخبز وملح وحلقات كثير.. وصار بإمكاني تأليف مسلسل عنهم بثلاثة ملايين حلقة. طبعاً المسلسل كوميدي بقفلة تراجيدية مأساوية هندية فيها نكهة مكسيكية".
وختمت شيشكلي منشورها: "بالمناسبة أَحَبّ الكُتّاب إلى قلبي هو أبو الوفا الشامي، لأنه واضح وصريح وغير مدّع ولا متكلف وحقيقي جدًّا، ولديه مبرراته لكل شيء ومقنع".
وفي حديث خاص لـ"الخليج 365" أوضحت شيشكلي أن خصوصية كتّاب السيناريو أمر مهم جدًا، والمفروض أن لدينا رسالة نقدمها، لكن بين أن نقول شيئًا، ونناقش قضية ما، وأن نضيء على شيء أو نغيّر أو ننقذ ضحية ما، وبين أن الكتابة مهنة نعيش منها، يضعنا في معضلة، فرغم محاولاتنا نبقى تابعين لرأس المال وأجنداته شئنا أم أبينا.
وأضافت: أحاول -بالحد الأدنى- ألا يتحول أي مشروع مهما كان ظرفه إلى مشروع تجاري، أو "سبّوبة" تكسبني بعض المال، وأحس أنني استطعت ذلك بتجربة "السوب أوبرا" دون بطء درامي وعدد كبير من الحلقات، بل جعلت منها منبراً يترك أثراً عند الناس، وخاصةً في الدراما السعودية حيث المجتمع خام درامياً، وفيه غليان بالقصص والأحداث.
أما فيما يتعلق بورشات كتابة السيناريو فقد بيَّنت شيشكلي أنها ليست ضدها، وإنما ضد الآليات التي تتَّبِعها، بمعنى إن كانت لديك موهبة الكتابة عليك أن تنميها حُكْماً، بالمشاهدات والقراءة، أو اللقاء مع كاتب عنده خبرة، لكن تعلُّم الكتابة ومبادئها وكيف نسوِّق النص، هنا نتحدث عن شيء تجاري بحت، خاصةً أن الكتابة لا تُعلَّم، وينبغي امتلاك الموهبة بالأساس وحينها تستطيع تطويرها.
وقالت: أما الظن بأن أي أحد يستطيع أن يكون كاتباً، والنظر إلى الفكرة على أنها لا تحتاج إلى رأس مال، وتحقق مالاً وفيراً فهذا غير صحيح، فنحن نُجْلَدْ ونموت، نُخلق مع الشخصيات ونموت معها، ونصرخ ونعيش معها، والأهم من أي ورشة للكتابة هو أن يتمكن الموهوب من أن يخلق بصمته الخاصة ويخلق طريقه الجديد، دون الاضطرار إلى أن يمشي على طريق معبَّد سابقاً.
وعن مشاهداتها لدراما 2024، أوضحت أنها ككاتبة سيناريو تعمل منذ عام 2004 لا تستطيع أن تقيّم النصوص وفق ما تراه على الشاشة، لمعرفتها كيف يتم تغيير النصوص وتحريفها، فأحياناً يكون النص سيئاً لكنه على الشاشة مميز، والعكس صحيح، قد يكون النص دسم وثقيل ويُفرَّغ من محتواه على الشاشة ويذهب المخرج للإبهار البصري، وقد يكون الممثل ضعيفاً والدور أكبر منه، لذلك الحكم على النص مما نشاهده غير جائز وفيه ظلم للكاتب.
لكن بالعموم فإن شيشكلي لا ترى رداءة في نصوص هذا العام بل تنظر إليها كمحاولات، أما المشكلة الرئيسة من وجهة نظرها فتكمن في الاستمرارية، بمعنى كتابة 30 حلقة تبقى على المستوى ذاته، وقالت: على الكاتب أن يمتلك كشافاً يستطيع من خلاله أن يرى طريقه البعيد، وليس أن يبهرنا بفكرة لامعة في البداية ثم يضطر لخلق أحداث ويمطمط الفكرة حتى نهاية العمل.
ونبَّهت السيناريست السورية أن الجمهور ناقد شرس ولا يرحم، يستطيع أن يميز النص المحترم، وصار هناك "ريتينغ" عند الجمهور، مرة يصفق لك، وفي أخرى ينتقد تراجعك، الجمهور مثقف جداً ومطلع وقادر على الحكم، لذلك على الكاتب أن كشف طريقه ويعرف هل حكايته كافية لثلاثين حلقة، والأهم من ذلك كيف نضبط الشخصيات بتحولاتها وانعطافاتها، وأن تبقى متماسكة وضمن منطق كل شخصية، بحيث لا يحس المشاهد بالغربة تجاهها، خاصةً في ظل ارتباطه العاطفي معها، وفي حال إيذاء الكاتب لشخصياته وإخراجه إياه عن مسارها، فإن المشاهد يقاومه ويستاء منه.