الملف الإنساني يتصدر أجندة "مؤتمر باريس" بشأن السودان

محمد الرخا - دبي - الأحد 14 أبريل 2024 06:03 مساءً - تستضيف العاصمة الفرنسية، يوم غد الاثنين، مؤتمرًا حول السودان، يهدف إلى جمع التبرعات والمساعدات الإنسانية لإنقاذ ملايين السودانيين الذين وضعتهم الحرب على حافة المجاعة.

Advertisements

ويشتمل المؤتمر، الذي تنظمه فرنسا بالتعاون مع ألمانيا والاتحاد الأوروبي، على شق سياسي، هو عبارة عن "سيمنار" يجمع عددًا من القيادات السياسية السودانية من أحزاب مختلفة؛ بغرض دعم مبادرات السلام الإقليمية والدولية.

ويصادف يوم انعقاد المؤتمر الذكرى الأولى لاندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في 15 أبريل/ نيسان عام 2023.

ودعت الجهات المنظمة للمؤتمر عددًا من الشخصيات السودانية، باستثناء طرفي الحرب، ويأتي على رأس قائمة المشاركين في المؤتمر رئيس الوزراء السوداني السابق، عبدالله حمدوك، وقيادات أخرى من تنسيقية القوى الديمقراطية "تقدم"، إضافة إلى شخصيات مستقلة وزعماء أهليين.

لفت أنظار العالم

وقال رئيس الوزراء السابق، عبدالله حمدوك، في كلمة مسجلة اليوم الأحد، إن مؤتمر باريس يأتي في إطار تواصل القوى المدنية مع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية المهتمة بوقف الحرب وتحقيق السلام في السودان.

وأضاف أن "مشاركتنا في مؤتمر باريس تأتي للفت أنظار العالم إلى الظروف المأساوية التي يعيشها شعبنا، ولندعوه لتحمل مسؤولياته تجاه بلادنا وشعبنا، باعتبار عضويتنا في المجموعة الدولية، واستنادًا للمواثيق والمعاهدات الدولية".

وأعرب حمدوك عن عميق تقدير القوى السودانية للأشقاء والأصدقاء؛ لوقوفهم مع الشعب السوداني في محنته، ومساعيهم الحثيثة لوقف هذه الحرب، وفق قوله.

وأكد أنه "في كل الاتصالات واللقاءات، وما سيجري منها مستقبلًا، كانت وستظل عيوننا مفتوحة على حياة وسلام وأمن الملايين من أبناء وبنات وطننا، ونحن نفعل هذا من دون أن نكون منحازين لأي طرف في الحرب، لكننا في الوقت نفسه لسنا محايدين أو وسطاء".

من جهته، أكد حزب الأمة بقيادة مبارك الفاضل مشاركته في سيمنار القوى المدنية السودانية حول مبادئ عملية الانتقال الديمقراطي في السودان ما بعد سكوت السلاح، وفقًا للدعوة المقدمة من فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي.

وقال الحزب، في بيان تلقى "الخليج 365" نسخة منه، إن السيمنار يهدف إلى بناء الجسور بين المدنيين من مختلف طبقات المجتمع المدني السوداني، والمساهمة في فهم مشترك حول الطريق للأمام.

تخفيف الوضع الإنساني

بدوره، قال عضو المكتب التنفيذي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"، مصباح أحمد، إن "الهدف الرئيسي لمؤتمر باريس هو استقطاب الدعم المالي للمساهمة في تخفيف الوضع الإنساني المتدهور في السودان".

وأوضح أحمد، في تصريح لـ"الخليج 365"، أنه "ما لم يتم اتخاذ قرار من مجلس الأمن الدولي يلزم طرفي الحرب بفتح المسارات وتسهيل الجهود الإنسانية، فإن أهداف مؤتمر باريس لن تتحقق في ظل اتساع رقعة الصراع، وتعنت الطرفين في موقفيهما، وعدم الإيفاء بالتزاماتهما السابقة تجاه الوضع الإنساني".

وأعرب عن أمله في أن ينجح المؤتمر في استقطاب الدعم اللازم لتخفيف حدة تدهور الوضع الإنساني للنازحين والمتأثرين من الحرب، خصوصًا العالقين وسط الصراع.

وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قد قالت إن المطلوب من المؤتمر تحقيق 3 أهداف رئيسية: أولها "الالتزام بتمويل الاستجابة الدولية للحاجات الإنسانية الضرورية للسودان، وثانيها إحراز تقدم في ضمان وصول المساعدات من دون عوائق، وثالثها ضرورة ألا يطغى عدم الاستقرار في النظام الدولي على الأزمات التي تؤثر في الأفارقة، بما في ذلك السودان".

من جانبه، يقول القيادي في حزب الأمة القومي، عروة الصادق، إن المؤتمر واحد من الإسهامات الإنسانية في المقام الأول لرفع الملف الإنساني السوداني في صدارة الأجندة الإقليمية والدولية، متوقعًا أن يسفر عنه إعلان التزامات مالية ولوجستية لغوث المنكوبين في السودان ودول اللجوء.

وأضاف الصادق، في تصريح لـ"الخليج 365"، أنه "يتوقع أيضًا من المؤتمر أن يشكل دافعًا سياسيًا قويًا لحث الدول المشاركة وغير المشاركة للضغط على المتحاربين السودانيين لإنهاء الحرب، والاستجابة لدعوات الجلوس للحوار والعودة بقوة لمنبر جدة".

وتوقع أن يُصدر المؤتمر توصية باعتماد ودعم منبر جدة لحل الصراع السوداني، والتأكيد على مخرجاته السابقة والبناء عليها، خاصة فيما يتعلق بالشأن الإنساني، وإمكانية وصول المساعدات لمستحقيها.