محمد الرخا - دبي - الأحد 14 أبريل 2024 04:06 مساءً - تدفع عوامل اقتصادية وسياسية الدول الأوروبية للاقتراب من الصين، يتمثل أبرزها بالتعافي الاقتصادي البطيء والخوف من عدوان روسي، واحتمالية فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال".
ومن المقرر أن يصل المستشار الألماني أولاف شولتس، اليوم الأحد، إلى الصين في جولة مدتها ثلاثة أيام، لإعادة الترابط الاقتصادي مع بكين، حيث سيلتقي بالزعيم الصيني شي جين بينغ، يوم الثلاثاء المقبل.
وفي مايو المقبل، يتوجه الزعيم الصيني إلى باريس للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وفق دبلوماسيين هناك، لتتويج سلسلة من الأحداث والاحتفالات بمناسبة مرور 60 عامًا على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وبحسب الصحيفة، من المتوقع أن تركز المحادثات في باريس على التجارة، عقب ترحيب بكين الحافل بماكرون العام الماضي.
وفي نوفمبر الماضي، سمحت الصين لمواطني أكبر 5 اقتصادات في الاتحاد الأوروبي بالسفر إليها دون تأشيرة، وتوسع منذ ذلك الحين ليشمل 6 دول أوروبية إضافية، لا تعتبر الولايات المتحدة من ضمنها.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن الصين أعادت السماح بواردات لحوم البقر الإيرلندية، في يناير الماضي، بعد أن تم تعليقها العام الماضي لأسباب صحية، ورفعت الحظر المفروض عام 2018 على لحم الخنزير البلجيكي.
واعتبرت "وول ستريت جورنال" أن هذا الأمر يشكل نقطة تحول، ففي غضون بضعة أشهر فقط، أطلق الاتحاد الأوروبي 4 تحقيقات في دعم الصين لمصنعي القطارات وتوربينات الرياح والألواح الشمسية والمركبات الكهربائية، في محاولة للحد من طوفان الواردات الصينية الرخيصة.
ويدفع الاتحاد الأوروبي الشركات الأوروبية لتقليل اعتمادها على مواد خام معينة من الصين، بحسب الصحيفة، التي لفتت إلى استجابة الحكومات الأوروبية لدعوات واشنطن بهدف عزل الصين عن تقنيات تصنيع الرقائق المتقدمة.
منافس نظامي
ووصفت ألمانيا الصين بأنها شريك ومنافس، لكنها أيضًا منافس نظامي، وتعهدت بتقليل تعرض ألمانيا للعملاق الآسيوي، على حد تعبير الصحيفة.
واشتكت الشركات الألمانية من المنافسة الصينية في مختلف القطاعات، مثل صناعة السيارات الفاخرة والآلات المتقدمة، التي كانت في السابق حكرًا على الغرب.
ونتيجة لذلك، تتعرض شركات الهندسة الألمانية الراقية إلى التقويض من قِبَل المنافسين الصينيين، سواء داخل الصين أو خارجها، وفق الصحيفة.
وأكدت أن تقدم ترامب الثابت في استطلاعات الرأي على الرئيس جو بايدن، يثير المخاوف بشأن التوترات عبر الأطلسي والحرب التجارية العالمية الجديدة.
ودفعت التهديدات البعض إلى التساؤل عن السبب وراء اتباع الدول الأوروبية خطى أمريكا، في حين تمثل الصين تهديدًا أبعد لهم، وفرصة اقتصادية أكثر من روسيا، وفق "وول ستريت جورنال".
سيارات في طريقها للشحن من ميناء تايكانغ شرق الصين أ ف ب
انكماش التجارة
وفي حين انكمشت التجارة بين أوروبا والصين العام الماضي، تضخم العجز التجاري في أوروبا وألمانيا.
وفي الوقت نفسه، يزداد إنتاج الشركات الأوروبية داخل الصين، إذ وصلت الاستثمارات الألمانية المباشرة الجديدة في الصين إلى مستوى قياسي في عام 2022، وفق بيانات جمعتها مجموعة روديوم.
ونقلت الصحيفة عن مدير دراسات الاتحاد الأوروبي في جامعة رنمين الصينية في بكين، وانغ ييوي، قوله إن الشركات الصينية مستعدة لمحاكاة إستراتيجية "المحلي مقابل المحلي" في أوروبا، وذلك من خلال بناء منشآت تصنيع محلية للبطاريات وتوربينات الرياح، بهدف خلق فرص عمل وخدمة السوق الأوروبية، وهو ما قد يهدئ المخاوف الأوروبية بشأن الواردات الرخيصة.
لكن مصدر القلق الأكبر في أوروبا، هو اعتماد الشركات المصنعة على المواد الكيميائية والمواد الخام وقطع الغيار الصينية، التي يصعب أو يكون الحصول على بعضها باهظ الثمن في مكان آخر.