ماذا حدث ليلة الهجوم الإيراني على إسرائيل؟

محمد الرخا - دبي - الأحد 14 أبريل 2024 04:06 مساءً - تاريخ النشر: 

14 أبريل 2024, 1:33 م

Advertisements

ليلة عاصفة عاشتها منطقة الشرق الأوسط.. طائرات مسيرة وصواريخ حضرت في السماء.. طائرات حربية لم تهدأ.. حالة تأهب قصوى في إسرائيل.. إغلاق المجالِ الجوي في عدد منَ الدولِ العربية.. كل ذلك بعد شن طهران أول هجوم عسكري مباشر من أراضيها على إسرائيل؛ ردّا على الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق.

الهجوم الإيراني، الذي استمرَ 5 ساعات، استخدِم فيه أكثر من 185 طائرة مسيرة و36 صاروخَ كروز و 110 صواريخ أرض أرض، 99 في المئة من هذه الطائرات والصواريخ التي أطلقتْها إيران اعترضتها الدفاعاتُ الجويةُ قبلَ وصولِها إلى أهدافها، باستثناءِ بعضِ الصواريخ البالستية التي استطاعت اختراق دفاعاتِ تل أبيب وضرْبَ قاعدةِ نيفاتيم الجويةِ جنوبي إسرائيل، وهي القاعدةُ الجويةُ التي انطلقَ منها الهجومُ على القنصليةِ الإيرانيةِ في دمشقَ، وأدى إلى كلِّ هذهِ الأحداثِ، وفقَ إيران، كما أن الهجوم كان مركبا جغرافيا؛ إذ أُطلق عدد منَ الطائراتِ المسيرةِ والصواريخ من سوريا ولبنانَ واليمنِ باتجاهِ إسرائيل أيضًا.

ورغمَ النفي الإسرائيلي، إلا أن إيرانَ أكدت أنّ نصفَ الصواريخِ التي أطلقت باتجاهِ إسرائيل أصابت أهدافَها بنجاح؛ إذ قال قائدُ الحرسِ الثوريِّ الإيراني اللواء حسين سلامي إن الصواريخ والطائرات المسيرةَ الإيرانية تمكنت منْ عبورِ الدفاعات الجوية الإسرائيليةِ، وإنّ الهجوم الإيراني أدى إلى تدميرِ موقعين عسكريين إسرائيليين مهمين.

الهجومُ الإيراني دفعَ كلا منْ لبنانَ والعراق والأردن إلى إغلاقِ المجال الجويِّ أمامَ جميع الطائرات القادمة والمغادرةِ والعابرة بشكل مؤقت، قبلَ أنْ تتمَّ صباحا إعادة فتحِهِ.

لمْ ترِدْ تقاريرُ عنْ وقوعِ أي إصابات بشرية مباشرة نتيجةَ الضربات الإيرانية، باستثناءِ إصابةِ طفل في العاشرةِ منْ عُمُرِهِ في قرية جنوبي إسرائيل، كما تم استدعاء خدمة الطوارئِ (نجمة داود الحمراء) في إسرائيل لعلاج ما مجموعُهُ31 شخصا أصيبوا بجروح طفيفة أثناءَ توجههِمْ إلى الملاجئِ، والذينَ عانوا منْ نوبات هلع أثناءَ الهجماتِ الإيرانية.

الرئيس الأمريكيّ جو بايدن أعلنَ أن واشنطن أسهمت في إسقاطِ تقريبا كل المسيرات والصواريخ التي أطلقَتها إيرانُ على إسرائيل، مشددا على أنه أكد لنتنياهو، في اتصال هاتفي، التزام الولايات المتحدة الثابت بأمن إسرائيل.

إيران أكدت على لسان بعثتِها لدى الأممِ المتحدةِ أن المسألة يمكن اعتبارها منتهية بهذا الرد على استهدافِ القنصليةِ، لكنْ إذا ارتكبَ النظام الإسرائيلي، وفقَ تعبيرِها، خطأً آخر، فإنّ رد إيرانَ سيكون أشد خطورة بكثير.

الأردنُ منْ جهتهِ استخدمَ مقاتلاته لإسقاطِ عشراتِ الطائراتِ المسيرةِ الإيرانية فوقَ شمالِ ووسط المملكةِ، أثناءَ توجهِها صوبَ إسرائيلَ، وهذهِ المشاهدُ تُظهرُ أجزاءَ منَ الصواريخِ التي جرى اعتراضُها وسقطتْ على أحياءَ في العاصمةِ عمان.

قصةُ إيرانَ وإسرائيلَ لم تنتهِ عندَ هذا الحدِّ؛ فقدْ فوّضَ المجلسُ الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤونِ الأمنيةِ والسياسيةِ رئيسَ الوزراءِ بنيامين نتنياهو ووزيرَ الدفاعِ يوآف غالانت والوزيرَ بيني غانتس باتخاذِ قرارات للرد على الهجومِ الإيرانيّ، في الوقتِ الذي أبلغَ فيه بايدن نتنياهو، خلالَ اتصال هاتفي، أن الولايات المتحدةَ ستعارضُ أيَّ هجومٍ مضادٍّ إسرائيلي على إيران.