14 أبريل 2024, 1:02 م
يراهن الجيل الجديد من فناني الكوميديا على مجرد قدرتهم على إضحاك الجمهور حتى لو كان العمل ينتمي إلى ما يُعرف بـ"الضحك للضحك" دون معنى أو رسالة، لكن فيلم "ع الماشي" للفنان علي ربيع والذي يُعرض حاليًّا ضمن موسم عيد الفطر غابت عنه الكوميديا تمامًا، بما في ذلك "كوميديا الإفيهات" التي لا ترتبط بالسياق الدرامي وتأتي كهدف في حد ذاتها.
وبالنظر إلى إيرادت العمل التي تكاد تتذيل الموسم، يتضح أنّ "ربيع" يواصل منحنى الهبوط بقوة على المستويين النقدي والجماهيري، كما حدث في فيلمه قبل الأخير كذلك "بعد الشر".
وتحكي القصة عن الشاب الفاشل غير الطموح "هادي" الذي يرث الكسل عن أبيه "صلاح عبد الله" الذي ورثه بدوره عن أبيه "عبد الله مشرف"، لكنه يصاب بمرض نادر يُعرف باسم "متلازمة التجلط" فيضطر إلى المشي طوال الوقت ليلًا ونهارًا حتى يحافظ على سيولة الدم ويتجنب خطر التجلط الذي يهدد حياته.
وليست المشكلة هنا في كون الفكرة مقتبسة من فيلم (Crank) للنجم جيسون ستاثام، الذي يقدم فيه رجلًا يتعرض للحقن بمادة سامة تتطلب منه الحركة السريعة طوال الوقت للحفاظ على حياته، بل في السيناريو المهلهل والأحداث غير المنطقية مع ملل وبطء في تنفيذ الكثير من المشاهد.
على سبيل المثال، تقع فتاة جميلة "آية سماحة" في حب البطل مكتفية بالتواصل معه عبر فيسبوك دون أن تقابله وجهًا لوجه ولو من باب الفضول، والأغرب أنها تبرر مشاعرها تجاهه بأنه شاب طموح. ويقضي البطل أكثر من يومين في الشارع دون نوم أو دخول دورة مياه ومع ذلك نراه في كامل لياقته الذهنية.
ولم يستغل صناع العمل، وهو من تأليف أحمد عبد الوهاب، وكريم سامي، وهدير الشريف، وإخراج محمد الخبيري، ما تنطوي عليه الحبكة من إمكانات لخلق مفارقات ضاحكة وتركوا طاقم الممثلين يجتهدون في تقديم سلسلة من "الإفيهات" التي جاءت "قديمة" ومفتعلة وتميل للاستظراف مثل الشتائم المجانية التي يطلقها الطبال صديق البطل "كريم عفيفي" لأصحاب فرح شارك في إحيائه وتأكيده أن العروس تبدو كأنها حامل.
وغلب الأداء الباهت على ممثلين مخضرمين وأصحاب قدرات في الفيلم مثل انتصار وصلاح عبد الله، إذ قدَّما شخصيتين بلا تأثير يذكر في الأحداث، كما قدمت آية سماحة شخصية حبيبة البطل بشكل نمطي دون لمسة خاصة.