محمد الرخا - دبي - الأحد 14 أبريل 2024 02:13 مساءً - سلّمت حركة حماس، مساء أمس السبت، ردها على مقترح الهدنة في قطاع غزة الذي صاغه الوسطاء في مصر وقطر وأمريكا، بعد اجتماعات في العاصمة المصرية الأسبوع الماضي؛ ما يضع الحرب في غزة أمام مسارين وفق ما يرى خبراء ومختصون.
وقالت حماس في بيان لها إنها "تؤكد مجدداً على التمسك بمطالبها بوقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب جيش الاحتلال من كامل قطاع غزة، وعودة النازحين إلى مناطقهم وأماكن سكناهم، وتكثيف دخول الإغاثة والمساعدات والبدء بالإعمار، مبدية استعدادها لـ"إبرام صفقة تبادل جادة وحقيقية للأسرى بين الطرفين".
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن "حماس ردت بشكل سلبي على الخطوط العريضة التي قدمها لها الوسطاء، ما يثبت أن رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار لا يريد صفقة إنسانية تعيد المختطفين".
واتهم مكتب نتانياهو، حماس بـ"استغلال التوتر مع إيران" للتصعيد الشامل في المنطقة، مضيفاً أن "إسرائيل ستواصل سعيها بقوة لتحقيق أهداف الحرب ضد حماس".
مساران للحرب
ويرى المحلل السياسي إياد جودة، أن من الواضح من تصريحات المسؤولين في حركة حماس وفي إسرائيل، أن مفاوضات التوصل لاتفاق وقف لإطلاق النار تعثرت مجدداً أمام الفجوة الكبيرة بين ما تطالب به حماس وما تقبل إسرائيل بتقديمه.
وأشار في حديث لـ"الخليج 365" إلى أن النتائج السلبية بعد جولة المفاوضات التي كانت الأكثر أهمية، والأكثر ضغطاً من قبل الوسطاء تشير إلى مسارين للحرب، لكن المتغير هذه المرة هو ارتباطهما بالتطور الإقليمي على خلفية الهجوم الإيراني على إسرائيل، وليس فقط الاعتبارات السياسية والعسكرية للحرب في غزة.
وقال المحلل السياسي إن "حجم الضغط الذي مورس في جولة المفاوضات الأخيرة كان يشير إلى أنها جولة المفاوضات الأخيرة بناء على الظروف الميدانية الحالية، وإن فشلها يعني تأجيل المفاوضات لحين تشكل قناعة لدى الطرفين أو أحدهما بضرورة التنازل عن جزء من مطالبه".
وأوضح أن "المسار الأول للحرب في غزة سيكون باتجاه دخول الجيش الإسرائيلي لمدينة رفح في عملية ربما ستكون محدودة للسيطرة على المنطقة الحدودية مع مصر، وبعض المناطق التي تمثل معاقل لحماس، وفق التصنيف الإسرائيلي".
وأشار إلى أن هذا المسار مرتبط بانتهاء أو انخفاض التصعيد بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل، وقدرة إسرائيل على وضع خطة مقنعة لواشنطن على الأقل بأنها ستضمن حماية المدنيين خلال هذه العملية.
وتابع أن "المسار الثاني للحرب هو استمرار إسرائيل في القيام بعمليات عسكرية محدودة في بعض المناطق، كما يحدث حالياً في النصيرات وسط قطاع غزة، لفرض المزيد من الوقائع على الأرض، وإنجاز بعض أهداف الحرب المتعلقة بإقامة مناطق عازلة، وتكريس فصل شمال القطاع عن وسطه وجنوبه".
وأشار إلى أن هذا المسار سيكون متزامناً مع تلويح إسرائيلي مستمر باجتياح رفح كورقة ضغط على حماس، ومحاولة البحث عن "أهداف ثمينة" كاستهداف قادة من حماس سياسيين وعسكريين.
ولفت إلى أن هذا المسار سيتم في حال استمرار التوتر بعد بدء الهجوم الإيراني على إسرائيل، في ظل حاجة الجيش الإسرائيلي للموارد الاستخبارية والعسكرية للتعامل مع تداعيات الهجوم، والرد الإسرائيلي عليه وإمكانية توسع التصعيد مع ميليشيا حزب الله على الجبهة الشمالية مع لبنان.
تنسيق
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي يونس الزرعي، إن "رد حماس الذي يأتي بالتزامن مع الهجوم الإيراني يشير إلى أن الحركة تتجه نحو التشدد بمواقفها في مفاوضات التهدئة مع إسرائيل"، وإنها "تتهرب من ضغوط الوسطاء التي مورست عليها خلال الفترة الماضية".
وأضاف لـ"الخليج 365": "بتقديري توقيت الرد يظهر تنسيقاً عالي المستوى بين إيران وحماس فيما يتعلق بمفاوضات التهدئة، وأن طهران لها دور كبير في تشدد حماس بمواقفها، وإن الحركة ترد في إطار تحالفاتها الإقليمية".
وأوضح أنه بالنسبة للحرب في غزة فإن هناك احتمالين، مشيراً إلى أن "الأول أن ترد إسرائيل على حماس ميدانياً بتوسيع العملية العسكرية في قطاع غزة بدءا من وسط القطاع وانتهاء في مدينة رفح، الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة التوتر الإقليمي".
وقال إن "الخيار الثاني أمام إسرائيل يتمثل بالاستمرار بالمماطلة في مفاوضات التهدئة مع الإبقاء على الحرب على وضعها الحالي، لحين انتهاء الردود العسكرية المتبادلة مع إيران".