بعد دعمها جيش البرهان بالمسيّرات.. هل يكون السودان "ساحة نفوذ" جديدة لإيران؟

محمد الرخا - دبي - الجمعة 12 أبريل 2024 10:10 مساءً - تاريخ النشر: 

12 أبريل 2024, 7:26 م

Advertisements

بمسيّرات شاهد وأبابيل ومهاجر، وكثير من الوعود بتحقيق مكاسب جيواستراتيجية فوق أرض السودان موقعة باسم جيش البرهان، إيران تترك وراءها سنوات طويلة من الجفاف الذي خيّم على علاقتها مع السودان، وتكثف وجود مسيّراتها وخططها في بلد لطالما حلمت أن تحصل فيه على موطئ قدم يمكّنها من بسط نفوذها، ولأن كل شيء له مقابل، فما هو المقابل الذي تسعى إيران للحصول عليه؟

المسيّرات.. مفتاح الدبلوماسية الجديدة التي عوّلت عليه إيران للوصول إلى مكاسبها في السودان؛ إذ تمكنت من إحداث تحوّل في مسار الحرب مع قوات الدعم السريع، فقد أشارت الأخيرة سابقًا إلى تعرضها لانتكاسة بسبب المسيرات الإيرانية الجديدة منها، أو تلك التي تتم إعادة تصنيعها، رغم نفي جيش البرهان تلقي أي دعم عسكري إيراني، لكن الواقع ينطق بغير ذلك؛ فالمسيّرات ساهمت في توسيع رقعة الحرب، بل إنها أخطأت مرات عدة واستهدفت المدنيين والتجمعات السكنية، بحسب شهادات وتحليلات عسكرية أشارت إلى أن المسيّرات أحبطت أي محاولات تهدئة لإنهاء الحرب المشتعلة، في الوقت الذي تتزايد فيه وتيرة المخاوف المتعلقة ببروز قوات حشد شعبي سودانية شبيهة بالحشد الشعبي العراقي تأتمر للجهة التي تموّلها وتدعمها عسكريًا.

ممر تجاري بالغ الأهمية بالقرب من اليمن وإسرائيل، وساحل يمتد إلى حوالي 670 كم على البحر الأحمر، ووعود من قيادات سودانية محسوبة على التيار الإخواني لتعزيز التعاون معها وتسهيل مد نفوذها، ولا يمكن تجاهل الماضي الذي كانت فيه إيران مزودًا للسلاح لنظام البشير خلال التسعينات، حين كان يخوض حروبًا داخلية، كل ذلك وأكثر عبارة عن أثمان تسعى إيران للحصول عليها، مستغلةً حالة الاضطرابات وعدم الاستقرار؛ ما يفاقم خطورة الوضع في السودان، ويؤجّج نيران حرب دخلت عامها الثاني.