خبراء: توسيع "محور نتساريم" مؤشر على بقاء طويل للجيش الإسرائيلي في غزة

محمد الرخا - دبي - الجمعة 12 أبريل 2024 10:10 مساءً - بدأ الجيش الإسرائيلي منذ أيام عملية عسكرية مباغتة وسط قطاع غزة، يهدف من خلالها توسيع محور "نتساريم" الذي يفصل مدينة غزة وشمالها عن مناطق وسط وجنوب القطاع، فيما يبدو أنه مؤشر جديد على بقاء طويل للجيش في غزة.

Advertisements

ويفصل الجيش الإسرائيلي منذ أشهر غزة وشمالها عن وسط وجنوب القطاع في محور أمني يبدأ من منطقة الحدود الشرقية لغزة ويمر بمنطقة نتساريم، ويمتد إلى شارع الرشيد الواقع على البحر الأبيض المتوسط غرباً.

هدف أساسي

وحسب تقارير إسرائيلية، فإن "الفرقة 162، التي يُطلق عليها الجيش الإسرائيلي اسم فرقة الحسم، تنفذ منذ أيام عملية عسكرية في مخيمي النصيرات والبريج ومحيطهما، في سياق العمل على توسيع محور نتساريم، ومن المتوقع أن تستغرق العملية عدة أيام".

وقال تقرير لصحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية إن "العملية تهدف لتوسيع المحور الذي يقسم قطاع غزة، والمعروف باسم الطريق 794"، لافتاً إلى أن العملية ستتركز في مخيمي النصيرات والبريج للاجئين وسط القطاع".

وأكدت القناة 12 العبرية أن "توسيع المحور الأمني هدف أساسي للجيش الإسرائيلي من عملياته البرية وسط القطاع"، وهو ما يتعارض مع مطالب حماس بمفاوضات التهدئة بضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع.

ويمكن أن يؤدي توسيع المحور إلى تعزيز قدرات الجيش الإسرائيلي فيما يتعلق بتنفيذ عمليات عسكرية مباغتة، سواء في غزة وشمالها، أو في مخيمات وسط القطاع، على غرار العملية التي نفذها في مجمع الشفاء خلال شهر رمضان.

ويمثل سعي الجيش الإسرائيلي لتوسيع محور نتساريم مؤشراً على بقائه طويلاً داخل قطاع غزة؛ ما يعني رفض المستويات العسكرية والسياسية لمطلب حركة حماس المتعلق بالانسحاب العسكري الكامل من غزة.

خط إمداد رئيسي

يرى الخبير في الشأن العسكري، يوسف الشرقاوي، أن "توسيع ممر نتساريم العسكري يُمكّن إسرائيل من تعزيز قبضتها الأمنية والعسكرية على قطاع غزة، كما أنه سيشكل خط إمداد رئيسيًا لجنودها في مختلف المناطق".


وأوضح الشرقاوي، لـ"الخليج 365"، أن "الممر الإسرائيلي يمكّن الجيش من التحرك بحرية داخل غزة وفي مناطق وسط القطاع؛ ما يعني أن الجيش قادر على تنفيذ أية عملية عسكرية مباغتة، وتقليل الأضرار والخسائر التي يمكن أن يتعرض لها".

وأشار إلى أن "الجيش الإسرائيلي يعمل في إطار بقائه لفترة أطول داخل قطاع غزة، وأن هذه التحركات تمثل رسالة إسرائيلية للعالم أن الحرب لم تنتهِ بعد، وأنها ستستمر لأشهر أخرى، وربما حتى نهاية العام الجاري".

وأضاف: "بتقديري ستعتمد إسرائيل بعد توسيع المحور الأمني استراتيجية جديدة في العمل العسكري داخل غزة، تتمثل في العمليات العسكرية المباغتة؛ ما يعني تطبيق نموذج الضفة الغربية على القطاع، وهو ما سيطيل أمد الحرب".

وبيّن الشرقاوي أن "ذلك يأتي في إطار حرب الاستنزاف طويلة الأمد التي يعمل الجيش الإسرائيلي على الدخول فيها ضد الجناح المسلح لحماس في غزة"، مؤكداً أن ذلك سيصعّب مهمة الوسطاء للتوصل لاتفاق تهدئة بين طرفي النزاع في غزة.

أهداف متباينة

ويؤكد أستاذ العلوم السياسية، أيمن يوسف، أن "توسيع محور نتساريم يمثل مؤشراً على بقاء الجيش الإسرائيلي لفترة أطول في غزة"، مبيناً أن إسرائيل تعمل في إطار أهداف متباينة واستعداداً لجميع السيناريوهات.

وقال يوسف، لـ"الخليج 365"، إن "الهدف الأول يتمثل في تعزيز القبضة الأمنية والعسكرية للجيش الإسرائيلي على القطاع، وضمان بقائه لحين تحقيق جميع أهدافه، التي يُعدّ القضاء على الجناح العسكري لحماس أبرزها".

وأوضح أن "هذا الهدف الذي تدرك إسرائيل صعوبة تحقيقه بنسبة 100%، يدفعها لإعادة تقسيم القطاع وفق منظور المؤسسات الأمنية والعسكرية لديها"، مرجحاً أن تقدم إسرائيل على شق طريق آخر يفصل وسط القطاع عن جنوبه.

وفي حال لم يتحقق الهدف الأول، وفق يوسف، فإن الهدف الثاني لإسرائيل يتمثل في نجاحها بفرض شروطها السياسية والأمنية والعسكرية على حماس في مفاوضات التهدئة، وبالتالي الانسحاب بشكل تدريجي من القطاع.

وأضاف: "محور نتساريم سيمكّن إسرائيل من تنفيذ عمليات عسكرية في غزة وشمالها وفي مناطق الوسط بشكل أوسع وأدق، حتى لو سحبت قواتها بالكامل من داخل غزة"، مبيناً أن إسرائيل ستربط الممر بالمنطقة الأمنية العازلة على حدود غزة.

وزاد: "بتقديري، فإن المخطط العسكري الإسرائيلي يقوم على أساس تقسيم القطاع لمناطق صغيرة يصعب التواصل معها، وأن ذلك سيكون لأطول فترة ممكنة، ولحين انتهاء إسرائيل من تفكيك قدرات حماس العسكرية"، وفق تقديره.