محمد الرخا - دبي - الخميس 11 أبريل 2024 12:03 مساءً - شاعت في السنوات الأخيرة مهنة إبداعية تحت مُسمَّى "إعداد وتدريب الممثل"، بحيث بتنا نقرأ على شارة الأعمال الدرامية أسماء تتولى هذه المهمة، ومعظمهم إما مدرسون في معاهد التمثيل المسرحي والسينمائي، أو مخرجون لهم خبراتهم الواسعة ومعرفتهم الموسوعية بفن الممثل.
وللاطلاع أكثر على طبيعة هذه المهمة التقت "الخليج 365" المخرج السوري مأمون الخطيب الذي تولى إعداد وتدريب الممثلين في مسلسل "نقطة انتهى" الذي كتبه "فادي حسين" وأخرجه "محمد عبد العزيز" وشارك فيه مجموعة من الممثلين المميزين من مثل عابد فهد، ندى أبو فرحات، أنس طيارة، عادل كرم، بياريت قطريب، خالد السيد، وفاء طربيه، وغيرهم.
مأمون الخطيبمتداول
وقال الخطيب "مهنة إعداد وتدريب الممثل أصبحت مهمة جدًا في المجال الدرامي كونها تعتمد التدريب المنهجي للممثل الدرامي، خاصةً لأولئك الممثلين غير الخريجين من المعاهد والأكاديميات التمثيلية، وأهم أهدافها توحيد سياسات الأداء بين الممثلين المخضرمين والهامشيين أو ذوي الأدوار المساندة والأدوار من الفئة الثانية والثالثة".
وتابع المخرج السوري "يبدأ العمل منذ اختيار الممثل للدور، وذلك بشرح معطيات الدور وأجواء العمل وتفاصيل الشخصية الخارجية والداخلية، بشقيها النفسي والعقلي، مع مناقشة كل تلك التفاصيل، وطبعاً كل ذلك يكون بعد النقاش مع المخرج صاحب الرأي النهائي والموجِّه لسياسة ونوع الأداء".
وأوضح الخطيب "في الغالب يبدأ العمل بعد اختيار الممثل من قبل المخرج، وتصبح مهمة المدرب شرح وتفصيل الدور والقراءة والتوضيح والقيام ببروفات كاملة على النص قبل بداية التصوير، ثم العودة إلى التدريب ما قبل تصوير المشهد في أحيان كثيرة، وأحيانًا يتدخل المدرب ضمن اللقطة في حال الحاجة لتعديل أداء الممثل، ولكن هذا الأمر غالبًا يترك للمخرج الأساسي كونه سيد اللحظة القيادية للّقطة".
أما عن نقاط التقاطع بين القائم على إعداد وتدريب الممثل وبين مخرج العمل، فيشرح الخطيب بأنها تتعلق بمعرفة شخصية المخرج وطريقة عمله، إلى جانب الثقة المطلقة بالأسلوبية المطلوبة من قبل الطرفين.
وعند سؤالنا عن آلية العمل مع أسماء لامعة في مجال التمثيل، قال المخرج السوري: العمل مع الأساتذة والنجوم قليل عملياً، ويعتمد فقط على التواجد والنقاش في حيثيات ومعطيات الشخصية في مرحلة القراءة، أما العمل الباقي فيعود للتوافق بينهم وبين المخرج، فمثلًا الأستاذ عابد فهد مبدع وأستاذ ذو قيمة عالية في فن الأداء، لكن هذا لا يمنع من إبداء الرأي والاستشارة في بعض الأحيان مع النجوم عندما يستدعي الأمر ذلك.
وتابع الخطيب "أحيانًا أقوم بمعالجة المشهد دراميًّا، وذلك بطلب من المخرج، كي نحقق شرط المنطقية في المشهد والأداء، ولكن المخرج هو من يقوم بكل ذلك عادة، قائلًا: بكل الأحوال تدريب الممثل هي مهنة يجب أن تتم بالتوافق التام بين المخرج والمدرب".
وعن عمله مع المخرج محمد عبد العزيز قال "برأيي يمكن توصيف عملنا بأنه كان شراكة إبداعية، فهو يفهم تمامًا الحاجة لمفهوم إعداد وتدريب الممثل، ولو أن الخيار النهائي لنوع التمثيل المطلوب يبقى بيد المخرج الرئيسي للعمل.