محمد الرخا - دبي - الأربعاء 10 أبريل 2024 05:09 مساءً - سلط الإعلام العبري الضوء على تحقيق أجرته الهيئة العامة للبث الإذاعي في ألمانيا، زعم أن مساعدات كانت ترسلها برلين إلى قطاع غزة، أسهمت في بناء القدرات العسكرية لحماس.
وقالت قناة "كان 11" التابعة لهيئة البث الإسرائيلية، إن التحقيق الذي نشر الأربعاء، يكشف أن المساعدات "الهندسية" الألمانية التي خُصصت لإرساء البنى التحتية المدنية في غزة، أسهمت بدور مهم في بناء الأنفاق، كما استغلتها الحركة في تصنيع الصواريخ.
وأشار التحقيق إلى أن حماس وظَّفت المساعدات الألمانية بشكل أساسي وعزَّزت بنيتها التحتية، على الرغم من نظام الرقابة الصارم الذي وضعته برلين لمنع وصول المساعدات إلى حماس.
ونفت الشركات الألمانية المُورِّدة للمواد الهندسية، وكذلك المصارف الممولة للمشروعات، أن تكون حماس قادرة على استخدام المواد المدنية لأغراض عسكرية.
صناعة الصواريخ
ومن بين المساعدات مواد كثيرة ثنائية أو متعددة الاستخدام، كانت تُرسَل لصالح البنية التحتية المدنية لغزة، على رأسها الأنابيب، وأغطية الصرف الصحي، والصلب، والإسمنت.
واستند التحقيق إلى وثائق سمحت الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية بنشرها، بموجب قانون حرية المعلومات، ومنها وثيقة تضم 150 صفحة.
وأشار التحقيق، على لسان خبير عسكري في الجامعة العسكرية في ميونخ، إلى أن الأنابيب التي خُصِّصت بالأساس لوصلات المياه والصرف استخدمت في تصنيع الصواريخ، كما استخدمت أغطية الصرف الصحفي للأنفاق.
وأوضح الخبير الألماني روبرت شموكر، من الجامعة التقنية الألمانية، أنه سافر إلى تل أبيب، وشارك في فحص قذائف أطلقتها حماس، ووجد أن أنابيب نقل المياه التي أرسلتها برلين لغزة، استخدمت في صناعة الصواريخ.
ووجد التحقيق أن شركة حكومية ألمانية هي (GIZ) كانت نشطة بشكل كبير في كل العمليات المرتبطة بالهندسة الهيدروليكية في غزة حتى نهاية 2018، وقال إن الشركة نفت بشدة أن تكون موَّلت أو زودت غزة بأنابيب ضخ مياه.
بناء الأنفاق
إلا أن التحقيق كشف عن انخراط تلك الشركة، إضافة إلى تمويلات من بنك (KfW) الألماني في عشرات المشروعات في قطاع غزة منذ أكثر من 20 عامًا، ومن ذلك مشروعات لتشغيل وصيانة منظومة الصرف الصحي، وحفر نظام قنوات صرف متطور في القطاع.
وبيَّن أن المصرف الألماني المشار إليه موَّل مشروعات بعشرات الملايين من الدولارات، منها أربعة مواقع في مجال المياه والصرف الصحي.
وحلل جان لوكينغ، من جامعة "لوبليك" للتكنولوجيا، مشاهد فيديو لنظام أنفاق يخص حماس، وخلص إلى أنه من المستحيل بناء نفق مثل هذا إلا باستخدام مواد تُستخدم في بناء قنوات الصرف الصحي.
كما وجد لوكينغ، أن مخارج الأنفاق تشبه فتحات قنوات الصرف الصحي، ولاحظ أن أجزاء أسقف الأنفاق تشبه طريقة صب أسقف البنايات العادية.
من جانبه، أكد رئيس شركة GIZ تورستن غامبل، أن كل الجهات التي ورد ذكرها في التحقيق زعمت أنها تفرض نظام رقابة صارما على المواد التي ترسلها إلى غزة، وأنه لم يكن هناك مجال لإخفاء جزء من المعدات والمواد المرسلة.