محمد الرخا - دبي - الأربعاء 10 أبريل 2024 01:06 مساءً - توارث السكان الأمازيغ في المغرب، منذ عقود تقليدا اجتماعيا يطلقون عليه "لوزيعة" أو "تمشرط" بالأمازيغية، يقام في العشر الأواخر من رمضان ومع حلول عيد الفطر، أو "العيد الصغير" كما يسمى محليا.
ويقصد بعادة "لوزيعة"، قيام أهل قرية من القرى الأمازيغية في جميع مناطق المغرب، بجمع الأموال لشراء العجول أو البقر وذبحها، ثم يصار إلى توزيعها بشكل متساوٍ على الجميع من دون التمييز بين غني وفقير، بهدف تعميق الروابط بين أبناء البلدة الواحدة، وزيادة التكافل والتعاون.
وعادة ما يتم نحر الماشية على وقع أجواء احتفالية يتولى الإشراف عليها أبناء القرية من نساء ورجال، ثم يجلس بعدها الجميع في حلقة واسعة لتوزيع اللحوم؛ إذ إن للشكل الدائري رمزيته باعتبار الكل سواء.
وأكد متخصصون في التاريخ الاجتماعي، أن تقليد "لوزيعة" سبق ظهور الإسلام في شمال أفريقيا، وهو موروث ثقافي تم المحافظة عليه، وأكثر ما ارتبط في السابق بهذا الطقس كانت المواسم الزراعية، حتى تحولت بعد دخول الإسلام للمنطقة إلى عادة اجتماعية تضامنية مرتبطة بمناسبات دينية.
تجهيز اللحم لتوزيعه على السكانمتداول
وقال الفاعل الأمازيغي من منطقة صنهاجة السراير، إلياس أعراب، إن "الوزيعة عادة أمازيغية متجذرة، وهي من العادات التضامنية مثل عادة أمذاوي والنوبث، التي تظهر معدن الإنسان الأمازيغي و حسه التضامني".
وأضاف أعراب لـ"الخليج 365"، أنه "في صنهاجة السراير عادة الوزيعة تقام في العشر الأواخر أو يوم عيد الفطر، حيث يتم ذبح بقرة وتوزيع لحمها بالتساوي على جميع سكان الدوار وتوزع حسب الأسرة".
وأردف أن "رجال القرية يقومون بهذه العملية، وعادة ما يشرف عليها أشخاص معروفون بنزاهتهم وحسن أخلاقهم وقدرتهم على التدبير والتسيير، بمساعدة شباب القرية المتطوع".
وأوضح أعراب أنه "بعد الانتهاء من تقسيم لحم الذبيحة، يتم بيع رأس الذبيحة أو أرجلها والجلد في مزاد علني من أجل تقليص تكلفة الوزيعة على الساكنة، كما أنه في غالب الأحيان تمنح حصة الأسر الفقيرة المعروفة في كل دوار بالمجان، وهو ما يزكي الدور التضامني لهذه العادة".